قفزت العقود الآجلة للنفط الخام الامريكي الى مستوى قياسي فوق 104 دولارات للبرميل الأربعاء، عقب تقرير حكومي أظهر تراجعا كبيرا ومفاجئا في امدادات الخام، وبعد قرار أوبك ابقاء الانتاج دون تغيير. وأغلق الخام تسليم ابريل نيسان في بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) مرتفعا 5.08 دولار أي ما يعادل 5.1 % عند 104.60 دولار للبرميل. وكان أدنى سعر 99.55 دولار وأعلى سعر 104.64 دولار وهو ما يتجاوز المستوى القياسي السابق 103.95 دولار المسجل يوم الاثنين كما صعد مزيج برنت 2.77 دولار الى 100.29 دولار للبرميل، بعدما لامس في وقت سابق من المعاملات 100.52 دولار. واتفقت أوبك الأربعاء على إبقاء الانتاج دون تغيير متجاهلة مناشدات أمريكية لضخ المزيد من النفط من أجل خفض أسعار الخام التي تجاوزت 100 دولار للبرميل. واعلن رئيس أوبك شكيب خليل فى مؤتمرا صحفيا عقب اجتماع أوبك الأربعاء ان أوبك قررت ترك انتاجها النفطي دون تغيير. وقال خليل "نتوقع تراجع الطلب في النصف الثاني (من العام) وربما تراجعه لبقية السنة بسبب الركود (المتوقع) في الولاياتالمتحدة." ويرى شكيب خليل ان ارتفاع أسعار النفط هو نتاج سوء ادارة الاقتصاد الامريكي وهو ما سيفضي أيضا الى انخفاض الطلب على الوقود. واوضح أن التباطوء الامريكي قلص قيمة الدولار وشجع على المضاربة في النفط وغيره من السلع الأولية. من جهته اعلن البيت الأبيض الاربعاء ان قرار أوبك ابقاء الإنتاج مستقرا في ظل أسعار النفط القياسية مخيب للآمال. وقالت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الأبيض ان الرئيس الأمريكي جورج بوش لا يراها فكرة جيدة أن يتعرض أكبر زبائنهم، مثل الولاياتالمتحدة، إلى تباطؤ اقتصادي يرجع جزئيا إلى ارتفاع أسعار الوقود. وترى واشنطن أن من شأن زيادة ولو رمزية في المعروض من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أن تساهم في ترويض موجة صعود وصلت بالنفط الى مستوى قياسي عند 103.95 دولار.