أكد الجنرال الامريكي رايموند أوديرنو الذي تسلم قيادة القوات متعددة الجنسيات في العراق الثلاثاء أن النجاحات الأمنية التي تحققت في البلاد لاتزال "هشة وقابلة للتراجع". وخلال احتفال رسمي في أحد القصور السابقة للرئيس العراقي الراحل صدام حسين وبحضور وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس، تسلم الجنرال أوديرنو مهمة قيادة القوة المتعددة الجنسيات في العراق خلفا للجنرال ديفيد بترايوس الذي عهد إليه بقيادة جبهتي العراق وأفغانستان. ويعد أوديرنو -الذي كان ضابطا في سلاح المدفعية- المهندس الرئيسي لاعتقال صدام حسين بعد سقوط النظام العراقي في 2003. وكان أوديرنو (54 عاما) أول من طالب في ديسمبر 2006 بإلحاح إرسال قوات إضافية إلى العراق ولعب دورا أساسيا في إستراتيجية التعزيزات الأمريكية التي ينسب إليها التحسن الأمني وهو ما تحقق عند تعيين الجنرال ديفيد بترايوس قائدا لقوات التحالف في العراق ، وقد عين الجنرال أوديرنو مساعدا له آنذاك. وبذلك ينهي الجنرال بترايوس -مهندس الإستراتيجية الجديدة في العراق لمكافحة حركة التمرد- الثلاثاء مهامه في قيادة قوات التحالف التي استمرت 19 شهرا وسيترأس القيادة المركزية لكل العمليات العسكرية في الشرق الأوسط وأسيا الوسطى، وسيشرف بصفته هذه على الحربين اللتين تخوضهما الولاياتالمتحدة في هذه المناطق. وأوضح جيتس الإثنين أن "التحدي الذي يواجهه الجنرال أوديرنو هو طريقة العمل مع العراقيين لحماية ما تحقق حتى الآن في المجال الأمني وتوسيعه على الرغم مما يجري في الوقت نفسه من خفض كبير فى عدد القوات الأمريكية". من هو أوديرنو ؟ ولد الجنرال أوديرنو في روكاواي في ولاية نيوجرزي ، وتخرج من الأكاديمية العسكرية العريقة في ويست بوينت ، كما يحمل دبلوما في علوم الهندسة النووية. وكان ضابطا في كتيبة المدفعية في المملكة العربية السعودية خلال حرب الخليج الأولى في عام 1991 كما كان مساعدا لقائد قوة تدخل في ألبانيا خلال عمليات القصف في كوسوفو في 1999. ثم عمل مستشارا لرئيس هيئة أركان الجيوش الأمريكية الجنرال بيتر بيس ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس. كما أشرف أوديرنو على الحملة التي شنت ضد المتمردين بكل تفاصيلها في بغداد مستندا على إستراتيجية التعزيزات الأمريكية ، فأخرج مقاتلي القاعدة من ضواحي العاصمة العراقية وتصدى للمتطرفين الشيعة. وعندما غادر العراق بعد 15 شهرا من ذلك كان مستوى العنف بدأ بالانخفاض. وبتسلمه مهامه الجديدة يتولى أوديرنو المهمة الصعبة وهي "إنهاء اللعبة" في هذا البلد فيما تشرف إدارة الرئيس جورج بوش على نهاية ولايتها. ويتولى الجيش العراقي السلطات الأمنية في 11 من المحافظات العراقية ال18 بينما أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش عن سحب ثمانية آلاف جندي بحلول يناير المقبل. وعلى الصعيد الميدانى ، فرضت السلطات الأمنية العراقية حظرا للتجول في بلدة بلدروز في محافظة ديالى المضطربة شمال شرق بغداد الثلاثاء غداة هجوم انتحاري بحزام ناسف نفذته امرأة مساء الإثنين. واستهدف الهجوم مأدبة إفطار أقامها معتقل أفرج عنه من سجن بوكا الأمريكي الأحد ، مما أسفر عن مقتل 22 شخصا وإصابة 34 بجروح . واعتقلت قوات الشرطة ثمانية أشخاص للاشتباه بوقوفهم وراء الهجوم الذي وقع في منطقة بلد روز التابعة لمدينة بعقوبة (60 كم شمال شرقي بغداد). كما قتل 12 شخصا آخرين في أعمال عنف بمناطق متفرقة بالعراق الثلاثاء. (أ ف ب)