لا يستطيع المتجه إلي شارع الفجالة في منطقة رمسيس أن يتجاهل تلك الحركة النشيطة التي يتميز بها ذلك الشارع الشهير بأدواته المدرسية, والكتب الخاصة التي تشرح مناهج وزارة التربية والتعليم, فضلا عن الكتب الثقافية المتنوعة, والحقائب المدرسية, وغيرها من مستلزمات العملية الدراسية. كل مظاهر الحركة هناك تؤكد أن العملية الدراسية أصبحت علي الأبواب, فالمكتبات امتلأت بالكراسات والكشاكيل, والأقلام الرصاص, والكتب المدرسية التي احتلت الأرفف إلي جانب الباعة الجائلين الذين احتلوا الأرصفة ليدخلوا حلبة المنافسة مع المكتبات الصغيرة التي تبيع بالقطاعي لمن يريد من أولياء الأمور. ومع اقتراب العام الدراسي تبدو الفجالة, وقد تزينت لاستقبال أولياء الأمور الذين يترددون عليها لشراء مستلزمات الدراسة لأبنائهم مستفيدين من المنافسة بين مختلف المكتبات للبيع بسعر الجملة, وهو ما يعود بالنفع عليهم ويخفف عنهم جزءا من أعباء العملية الدراسية التي فاقت الحدود بسبب ارتفاع رسوم القبول بالمدارس الخاصة فضلا عن ارتفاع أسعار الزي المدرسي كذلك ارتفاع رسوم الأتوبيسات التي تنقل التلاميذ وهنا يجد ولي الأمر كل ما يحتاجه من مستلزمات بأسعار تنافسية تقل كثيرا عن الأسعار التي تحددها المكتبات في المناطق المختلفة. ويشير صاحب إحدي المكتبات إلي أنه أصبح مستعدا لبداية العام الدراسي, حيث استقبل كل الملخصات والكتب الخارجية التي يطلبها تلاميذ وطلاب المدارس في مختلف مراحل التعليم, بدءا من مرحلة رياض الأطفال, حتي مرحلة الثانوية العامة في اللغة العربية والتاريخ, والجغرافيا والفلسفة, والرياضيات, واللغة الإنجليزية, والفرنسية, وقواعدها, كما أن لديه تشكيلة كبيرة من الأدوات المدرسية. ويقول: إنني لا أستطيع أن أتخيل مستقبل الفجالة بعد تصريحات قرأتها باتجاه وزارة التربية والتعليم لشن حملة علي تلك الكتب, ومنع طباعتها, مع أنها لا تتعارض مع الكتاب المدرسي, لكنها تعين الطالب علي التواصل مع المعلم, كما تعينه علي فهم كتب الوزارة. محمد عبدالله واحد من الباعة الجائلين في شارع الفجالة يقول إن الحركة التجارية بدأت تعود إلي شارع الفجالة بعد فترة من الركود الشديد في مبيعات الكتب ومستلزمات المدارس خلال موسم الإجازة الصيفية, حيث يشهد الشارع حركة تجارية نشيطة فقط في أدوات السباكة والسيراميك اللذين اقتطعا جزءا من محلات الفجالة الشهيرة بالمكتبات, والأدوات المدرسية طوال تاريخها. في منتصف الشارع يقف محمد هاشم, وهو ولي أمر لثلاثة من الأطفال أكبرهم في الصف الرابع من المرحلة الابتدائية, والثاني في الصف الثاني, والأخير في مرحلة رياض الأطفال.. يتردد الرجل علي مختلف المكتبات ولا يشتري شيئا, لكنه كان يبحث عن السعر الرخيص.. والجودة المعقولة. ويقول: كل المنتجات هنا زادت أسعارها بنسبة30% علي الأقل عن العام الماضي, يضيف: أنا أتردد علي المكتبات طوال العام الدراسي تقريبا لأشتري لأبنائي مستلزمات الدراسة لهم, لأنها تعد الأرخص بالرغم من كل شيء, وبالرغم من جشع التجار, ومحاولاتهم المستمرة لرفع الأسعار بدعوي ارتفاعها عالميا.. والمشكلة أن الأسعار لا تقف عند معدل معين لكن بعض التجار يزيدونها باستمرار, مدعين أن الأسعار ترتفع باستمرار, ونحن لا حيلة لنا إلا القبول بما يفرضونه علينا من أسعار, بالرغم من أنهم يستوردون كميات كبيرة قبل بداية العام الدراسي ويضعونها في المخازن ويرفعون سعرها علي مدي العام الدراسي, مؤكدين أن أسعار الورق, والخامات والنقل, والعمالة, والطباعة, وإيجارات المحلات, والمخازن, قد ارتفعت بشكل كبير. ولي أمر آخر يدعي فتحي الشريف يؤكد أن انخفاض السعر يأتي دائما علي حساب الجودة, فانخفاض السعر يعني دائما انخفاض مستوي الجودة, لكن ما يحدث في الفجالة شيء مختلف, فمعظم المنتجات التي تباع صناعة صينية أو ماليزية, لكنها مرتفعة الأسعار بالرغم من تدني مستوي جودتها, لكنها بالرغم من ذلك تبقي الأرخص, لأنها تباع في النهاية بسعر الجملة, كما أنها تقل عن أسعار المنتجات نفسها في مناطق أخري.