أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن الدول العربية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام استمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي. وقال الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي رئيس الدورة العادية لمجلس جامعة الدول العربية علي مستوى وزراء الخارجية في مؤتمر صحفي مشترك مساء الإثنين مع عمرو موسى عقب اختتام أعمال الدورة العادية رقم 130 لوزراء الخارجية العرب "إن الفلسطينيين يتحملون المسئولية، والاقتتال أضر بقضيتهم ولايجوز ولم نعهد في أى فصل من فصول التاريخ أن جبهة تحرير يكون لها 3 أو 4 جيوش ويكون لها نهج سياسي مختلف بين فصيل وآخر، وأن تتصارع فيما بينها والعدو يقاتلها.. هذه أمور يجب علي الدول العربية أن تواجهها بصراحة وكذلك الفصائل الفلسطينية". من ناحيته قال موسي إنه من أشد أنصار القضية الفلسطينية وإنه غاضب أشد الغضب من المنظمات الفلسطينية وليس من الشعب الفلسطيني. وردا على سؤال حول احتمال فرض عقوبات على حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قال موسي "العقوبات لن تكون ضد أحد معين، ولكنها ستكون ضد الطرف الذي يعرقل المصالحة، وقد تكون ضد الجميع، أو ضد أي منظمة تعرقل الجهود المصرية ". وحول الموقف العربي في حال استمرار الانقسام الفلسطيني قال موسى "لقد جرت مناقشات طويلة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزراء الخارجية خلال لقائه مع مجلس الجامعة العربية بشأن المفاوضات ووضعها وأنها لم تؤد إلي أية نتيجة أو لم تؤد إلي أية صيغة متفق عليها أو يمكن البناء عليها ،وكذلك موضوع الصراع بين الفصائل، وتم التأكيد على أهمية الدور المصري الحالي فى عملية المصالحة". وأضاف موسي "إننا لانريد ولن نتعامل مع عملية مصالحة تستمر لسنوات هذا الكلام يجب أن يقف عند حد معين وفترة زمنية محددة " مشيرا أنه لايحتاج أن يذكر أحد للفلسطينيين تداعيات الانقسام الجاري، وقال "لذلك نحن ننتظر ما تقوم به مصر في موضوع المصالحة مدعومة من مجلس الجامعة". وردا علي سؤال حول التحرك العربي لوقف عميلة الاستيطان.. أوضح موسي أن المجلس أصدر قرارا يطالب المملكة العربية السعودية باعتبارها رئيسة الدورة بأن تطلب رسميا عقد اجتماع لمجلس الأمن على مستوى وزراء الخارجية لبحث موضوع الاستيطان، مشيرا أن الجهود والمساعي العربية ستبدأ فورا والطلب سيوجه من قبل المملكة ومشددا أن العرب لن يتركوا هذا الموضوع. وفيما يتعلق بالمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية قال موسى "إننا استمعنا إلى بيان وشرح واضح عن الوضع الذي تمر به عملية المفاوضات وعن البدائل القائمة، وكان هناك إجماع أن ما يجري ليس عملية مفاوضات سوية، وأنه ينبغي أن يواكب المفاوضات عمل على الأرض لتغيير التركيبة السكانية من قبل إسرائيل ". وقال "إننا ندرس الإجراءات التي ستتخذ إزاء الفوضى الفلسطينية القائمة وكلها في إطار مشاورات مغلقة داخل النظام العربي الآن وتدور حول ماذا يحدث وما يجب أن يتم ،وما يجب أن يتخذ من إجراءات في حال فشل جهود المصالحة في الفترة القادمة ،لأن جهود المصالحة يمكن البعض أن يقول دعوها تستمر كأنها عملية سلام أخرى نمشي فيها 60 سنة وهذا أمر غير مقبول". وردا علي سؤال حول إلقاء المسئولية فقط على الفلسطينيين ،قال الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي "إن الدول العربية وقفت بجانب الفلسطينيين وانظروا إلي مصر كم دفعت وكم عانت من أجل القضية الفلسطينية كم دفعت من دماء ومال وقدرات في سبيل القضية الفلسطينية ، وضحت بمصالحها الأساسية وبشبابها". وأكد الفيصل "أن الدول العربية لم تقصر مع الفلسطينيين ووقفت معهم ودعمتهم لكن للأسف الفلسطينيين يقاتلون بعضهم بعضا.. وقال "إن لهم قضية ويجب أن يركزوا علي قضيتهم الموضوع ليس صراعا على السلطة ولكن الوصول إلي أهداف بطريقة ممكنة ووضع إستراتيجية محكمة لتحقيق هذه الأهداف "مشيرا أن هذا الذي ينقذ الساحة الفلسطينية ، مشددا أن ما يقال من أن العرب مقصرون مع الفلسطينيين فهذا كلام غير صحيح". وتدخل الأمين العام قائلا "أنا غاضب أشد الغضب علي المنظمات الفلسطينية وليس الشعب الفلسطيني المسكين لأن المنظمات مسئولة عما يحدث فهم يفهمون جيدا أنه ليس هناك دولة حتي يتعاركوا علي المناصب الوزارية ولم يشكلوا المؤسسات الخاصة عليهم أن يقيموا دولة ويحصلوا علي حق قيام دولة ويناضلوا في هذا وبعد ذلك يتعاركوا أما الآن فلا". وأضاف موسي "نحن ضحكنا علي أنفسنا وسميناها دولة هي ليست دولة حتي تحصل علي حقوقها كاملة". وأشار الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي أنه من بين الموضوعات المهمة التي ناقشها الاجتماع إعلان مدريد الصادر عن المؤتمر العالمي للحوار بين أتباع الديانات والثقافات الذي تم اعتماده من قبل المجلس وتبني ما ورد فيه من مبادىء وأهداف سامية والعمل علي نشر غاياته وترسيخ مقاصده في المجتمعات الإنسانية بما في ذلك تبني الإعلان من قبل الأممالمتحدة ومنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونيسكو". وقال "إن المجلس ناقش أيضا جملة الموضوعات المدرجة علي جدول الأعمال من بينها الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث والوضع في العراق والصومال والسودان ومخاطر انتشار أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية على الأمن القومي العربي والإرهاب الدولي وسبل مكافحته وغيرها من المواضيع المهمة التي عالجتها القرارات التي صدرت عن الاجتماع". (أ ش أ)