المعاناة في أفغانستان ليست قاصرة على أحداث العنف الدامي الذي لاينقطع في ربوع هذا البلد الذي لم يشعر أهله بالأمن والاستقرار. هناك مشاكل الفقر، ويجرى الآن تنفيذ برنامج دولي لرفع المعاناة عن 5,4 ملايين أفغاني فقير وهو شحنات الغذاء التي تقدر ب 404 ملايين $. ما هو خطير أيضا ويهدد مستقبل البلاد التي يتطلع شعلها الى مستوى معيشة لائق، هو انتشار الألغام التي جعلت من البلد أكثر مناطق العالم التي تنتشر فيها الألغام. هناك حوالي أربعة ملايين شخص يعيشون في مناطق الألغام. وأعلنت الأممالمتحدة عن إزالة أكثر من 38 ألف لغم مضاد للأفراد خلال الأشهر الستة الماضية في أنحاء متفرقة. وهناك أمل بإزالة الألغام بحلول عام 2013 بموجب معاهدة أوتاوا الدولية المعنية بالقضية. وقد تلقى نحو 760 ألف شخص من بينهم نساء وأطفال تدريبا حول الألغام وكيفية تجنبها خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي كما ساعدت هذه البرامج في الحد من ضحايا الألغام حيث وصلت إلى أدنى مستوياتها فقد أصيب 24 شخصا فقط في أنحاء البلاد هذا العام. وهناك معاناة أخرى تهدد مستقبل التنمية، وتتمثل في زراعة الأفيون. وقد نجحت الشرطة الأفغانية بمساعدة من القوات الخاصة البريطانية في مصادرة شحنة هائلة من المخدرات يبلغ حجمها 237 طنا من الحشيش. الشحنة هي الأكبر عالميا من حيث الوزن. وكانت مخبأة في خنادق بمقاطعة قندهار ، وكانت من الكبر بحيث استخدمت القاذفات في قصف المكان لتدمير كمية الحشيش. ويقدر المسؤولون البريطانيون والأفغان القيمة النقدية للشحنة التي عثروا عليها بحوالي 400 مليون $. وكانت الحكومة الأفغانية تتعرض للانتقاد من المجتمع الدولي في السابق بسبب عدم قيامها بجهود كافية في مكافحة تجارة المخدرات خاصة الأفيون. ويقدر إنتاج أفغانستان من الأفيون بحوالي 90 % من إجمالي الانتاج العالمي.