اختلف الزي الخليجي الرجالي (الكندورة) عن السابق فلم تعد ذات اللون الأبيض المألوف بل أصابها هوس العصر «الموضة» من خلال إدراج كل الألوان والتصاميم لتناسب أذواق الرجال وعلى الرغم من هذا التنوع إلا أن «الكندورة» لا تزال تحتفظ بطابعها العربي الأصيل. وقال محمد عبدالله مدير محل في دبي ان أنواع أقمشة الكنادير الرجالية تختلف وتتنوع ما بين الخشن والناعم وتحمل أسماء مختلفة منها «كينيبو، شكيبو، تييبو» وهي الأكثر إقبالاً من قبل الشباب ويتم استخدامها خلال فصل الصيف كونها خفيفة، وإن أكثر الألوان المفضلة هو الأبيض بدرجاته المتفاوتة، مشيراً إلى قماش «العجوبة 8» الذي يميل إلى الخشونة وهو ما يفضله الشباب بكثرة في كل الفصول خاصة في الشتاء وتتعدد ألوانه من الفاتح إلى الغامق كالأزرق والبني إلى جانب قماش الصوف المفضل لدى كل الأعمار خاصة كبار السن في فصل الشتاء. وحول أنواع الكندورة أوضح محمد أن الكندورة العربية هي الأكثر طلباً بين صفوف الرجال بنسبة 70% وتمتاز بوجود «الطربوشه» والقصة الواسعة مع الأكمام، إلا أن كبار السن لا يفضلونها على الإطلاق وتأتي بعدها في الأهمية الكندورة الكويتية ذات الياقة العادية ويستخدم فيها القماش الخفيف أو الخشن وتحظى بإقبال الشباب وكبار السن، مشيراً إلى أنه بعد أخذ المقاسات من الزبون واختيار القماش المناسب يتم إرسال الطلبات إلى المصانع، موضحاً أن الخياط الواحد يتمكن من خياطة ما يقارب ثلاث إلى أربع كندورات يومياً. وفيما يتعلق بالكندورة السعودية فأوضح أنها ذات إقبال من الشباب السعوديين فقط كونها تتسم بقصة مختلفة تماماً عن الكندورة المعتادة من حيث قماشها الخفيف جداً ويتم تفصيلها بشكل ضيق على الجسم وتكون «بياقة» مرتفعة أما موديلها عبارة عن ثلاث خطوط في كل طرف من الكندورة. إقبال أوروبي من جانبه أوضح محمد يوسف مدير محل لبيع وتفصيل الكندورات في مركز سيتي سنتر دبي أن الأقمشة التي يتم استخدامها في تفصيل الكندورة هي الأقمشة اليابانية، السويسرية، الانجليزية وأكثر الأنواع استخداماً من ناحية الطلب هي السويسرية صيفاً أو شتاءً حيث يميل القطن فيها إلى الحرير ويعتبر المفضل عند كبار السن، أما الشباب فيميلون كذلك إلى القماش الياباني الذي يحظى برواج كبير. مشيراً إلى أنه في الآونة الأخيرة انتشرت باقة متنوعة من الألوان خاصة في فصل الشتاء التي تميل إلى الألوان الداكنة إلى جانب الصوف وهي أغلى أنواع الأقمشة حيث تصل قيمة الكندورة إلى 400 درهم، موضحاً أن كل الفئات العمرية تميل إلى لبس الألوان الفاتحة كالأبيض والبيج في الصيف، حيث تبدأ أسعارها من 150 درهماً إلى 350 والقماش السويسري يعد الأغلى ثمناً عن الانجليزي والياباني. وأوضح أن الخليجيين هم أكثر الجنسيات إقبالاً على شراء الكندورة الجاهزة، مرجعاً ذلك إلى ضيق الوقت الذي يقضونه في الدولة، أما الإماراتيون فيفضلون تفصيلها نظراً لرغبتهم في أن يكون القياس مناسباً لأحجامهم، مؤكداً كذلك على إقبال فئة كبيرة من الأجانب خاصة الأميركان والأوروبيين ومن شرق آسيا والأفارقة على شرائها باعتبارها تذكاراً خليجياً دون منازع. أناقة الطربوشه كما أوضح أحمد علي مدير محل لبيع الكندورات أن الكندورة العربية «الإماراتية» هي الرقم واحد بيعاً وإقبالاً من قبل الشباب في الدولة وتمتاز بالقماش الخشن والتفصيل الواسع ذو الأكمام الواسعة مع وجود الطربوشه التي تضفي عليها الأناقة، أما الكندورة الكويتية فتحتل المرتبة الثانية في الإقبال ويفضلها الجميع خاصة كبار السن لأن قماشها خفيف يتناسب مع أعمارهم وتمتاز بأنها واسعة قليلاً وتختلف أكمامها حسب الطلب الواسع والضيق وهي أكثر الأنواع شيوعاً في فصل الصيف. وأوضح عادة ما يتم تفصيل الكندورات العربية بالجملة وبمقاسات ثابتة في المصانع والتي بدورها تحرص على بيعها على محلات التجزئة ويتم استيراد الخامات من اندونيسيا والهند وباكستان، موضحاً أن أكثر الألوان شيوعاً الأبيض والكريمي، وفيما يتعلق «بالغتر» فأشهرها البيضاء ويتم استيراد خاماتها من دول عدة منها سويسرا والصين، أما الشماغ الأحمر فيتم زيادة الطلب عليه في فصل الشتاء ويتم استيراده جاهزاً من الصين وكوريا. موروث ثقافي وأوضح محمد جاسم «موظف» أنه على الرغم من انتشار أنواع مختلفة من الكندورة سواء القطرية، السعودية والعمانية وإدخال تفاصيل متنوعة إلا أنه يميل بشكل دائم إلى الكندورة العربية المعتادة سواء باستخدام القماش الخفيف في فصل الصيف والخشن في باقي فصول السنة، مشيراً إلى أن الكندورات أصابها داء ارتفاع الأسعار عن السابق نظراً لارتباط بعض الأقمشة بأسعار البترول والتي تصل في مجملها إلى 400 درهم. ويعتمد سعيد سالم مدير في إحدى شركات السياحة في أبوظبي عند اختيار الكندورة على ذوقه ومدى ملاءمته للموضة الدارجة عند بقية الشباب. وقال إنه يميل إلى تفصيل الكندورة العربية والكويتية وبألوان مختلفة وجديدة إلا أن الأبيض والكريمي يبقيان في الصدارة لأنهما يتماشيان مع مختلف المناسبات وفي كل الأوقات. أناقة الرجل أكد علي خليفة موظف في دائرة حكومية أن الاهتمام بتصاميم الكندورة وألوانها المختلفة ظاهرة موجودة منذ زمن، إلا أن وسائل الإعلام في الفترة الحالية أصبح لها الدور الأكبر في نقل التصاميم الجديدة والأفكار المختلفة في تصميم الكندورة لاسيما أن وجود الإعلاميين الخليجيين عبر شاشات التلفزيون لهم دور كبير في نقل الموضة السائدة في الكندورة مع ألوانها والتي لم تقتصر فقط عند ذلك الحد بل بات الاهتمام يشمل الساعة «والبزمة» والقلم من ماركات عالمية حتى تكتمل أناقة الرجل. وأوضح سالم عبيد موظف في شركة اتصالات أنه من الطبيعي أن يهتم الرجل بمظهره العام وخاصة في الكندورة التي تعتبر بوابة الأناقة وما تشمله من الغترة والعقال وغيرها، الأمر الذي يترك أثراً إيجابياً في نفسيتي وجذب إعجاب الآخرين، مبيناً أنه يفضل ارتداء الكندورة العربية والكويتية بشكل دائم في كل فصول السنة والتي تميل بألوانها إلى الأبيض والبيج والكريمي، أما في الشتاء فإنني أرغب في تفصيل كندورات غامقة اللون وخاصة باستخدام قماش الصوف.