من هنا كانت نظرة الوداع التى أبى إلا وأن يلقيها على شوارع مصر رحل يوسف شاهين إلى مسقط رأسة حيث ودعة الآلاف من محبيه ومحبى فنه... رحل فى صمت وإن خالف ذلك طبيعتة كمخرج فقد كان من أكثر المخرجين إثارة للجدل والذى بدء بفيلم بابا أمين الذى استمد منة قدرته السينمائية وقدرتة على الإبداع ليقدم بعدها الكثير من الروائع السينمائية يوسف و "جو" أو "الأستاذ" ألقاب لقب بها المخرج الراحل الذى ولد بمدينة الإسكندرية عاش بجوار البحر فاكتسب من عمقه وصبره الطويل الذى أعانة على الإبداع فكانت أفلامة مثالا لثبر الأغوار تارة والتمرد على الواقع تارة أخرى والتى رصد بها حال المجتمع كما ظهر فى فيلم "الأرض" و"فجر يوم جديد". الخامس والعشرون من أبريل عام 1926 هو يوم ميلاده تعلم بمدارس الإسكندرية ونهل من التيارات الفنية التى انتشرت بها فى زمانة وأكمل مشواره التعلميى بالولايات المتحدةالأمريكية فى دراسة فنون المسرح والسينما بمعهد باسادينا بلايهاوس ليدخل بعدها إلى عالم السينما وهو فى الثالثة والعشرين من عمره. عشق يوسف شاهين الإسكندرية وإن لم يكن عشقه لها سوى تعبير عن محبته لمصر وتاريخها وانتمائه للوطنة ولد بها وأبى إلا وأن يدفن بها فكما كانت محطته الأولى كانت أيضا هى محطته الأخيرة رحل يوسف شاهين ولكنه ترك رصيدا فنيا كبيرا غير الكثير من مفاهيم السينما المصرية والعربية وجعلته رائدا من رواد العمل السينمائى فى العالم فهو مخرج فيلم "الناصر صلاح الدين" الذى كاد أن يفوز بجائزة "الأوسكار" و أيضا فيلم "الأرض" و"صراع فى الوادى" و"باب الحديد" و"عودة الابن الضال" و"جميلة الجزائرية" التى جسد فيها واقع الوطن العربى وصراعه من أجل استقلاله وناقش منها خلالة قضايا هامة شغلت بال الكثيرين وعكست إلى حد كبير تطوره الفكري والفني ووعيه بقضايا مجتمعه. لم يكن الإخراج فقط هو موهبة يوسف شاهين بل كان التمثيل هو الآخر فى عقلة ووجدانه الذى سعى من خلاله إلى رصد مشواره الفنى التى كانت بدايته فى عام 1979 بفيلم "إسكندرية ليه" ليتبعة فى عام 82 بفيلم "حدوتة مصرية". و"إسكندرية كمان وكمان" عام 90 و"إسكندرية نيويورك" عام 2004 الذي بدا أنه خاتمة لهذا العرض الذي امتد سينمائيا لربع قرن. يوسف شاهين هو المخرج صاحب المحطات الكبيرة فى حصد الجوائز خلال مسيرته الفنية ففي عام 1970 حصل على جائزة "التانيت الذهبي" بمهرجان قرطاج عن مجمل أعماله، و الدب الفضي من مهرجان برلين الدولي على فيلمه "إسكندرية ليه" كما لاقى احتفاء كبيرا من جانب عدد من دول العام والمهتمين بصناعة السينما خاصة في فرنسا التي تعاون معها شاهين في إنتاج بعض الأفلام مثل فيلم " وداعا بونابرت" الذي تناول فيه الدعوة التي أطلقتها الدول الاستعمارية من أن نشر الحضارة يبرر الاستعمار. ليحصل بعد ذلك فى عام 1997 على جائزة مهرجان كان السينمائى تقديرا لإنجازه وسيرته الفنية الطويلة.