الاهرام 19/7/2008 بالفعل ساركوزي كافأ الأسد وأخرجه من عزلته والصفقة مع إسرائيل أنقذت نصر الله وحزبه من ورطته في بيروت كما أن رائحة الطبخة الغربية مع إيران صارت فائحة. هذه لعبة دولية وليست حلولا لقضايا المنطقة ولا تسوية مع أطراف فيها والغرض منها ليس سلاما في المنطقة ولا معه, بل إرساء جديد لقواعد اللاسلم واللاحرب فيها ومعها وتأسيس جديد للصراع وبالأخص الطائفي فيها وضدها. المسألة واضحة ولا تحتاج إلي عناء تفكير لأنها صفقات تقوم علي تمجيد الأقليات في المنطقة وتخوين الأغلبيات. صفقات تقول إن الشيعة هم الوطنيون والسنة هم الخونة وإن دول وأحزاب الشيعة هم زعماء المسلمين والعرب وليس السنة مع أن المنطقة العربية سنية واقعيا والشيعة أقلية والكل عربي في الأصل عدا إيران والنضال الوطني والقومي قائم عند هؤلاء وهؤلا, والخيانة لا تعرف أغلبية أو أقلية والجميع تفاوض ويتفق مع إسرائيل وأمريكا وغيرهم, فبأي حق تتم التغذية اجنبيا لتكون الأقلية قائدة الأغلبية وبأي منطق يتم تصوير دول وأحزاب الأقطار السنية بوصفها خائنة بينما تكون نظيرتها في الأقلية هي الوطنية فقد تعاون الشيعة وإيران في غزو أمريكا للعراق وسوريا مازالت تعاني الاحتلال بينما مصر تحررت منه, ولولاها لما تحرر عربي من استعمار قديم ولا عرف كيفية التخلص من احتلال إسرائيل؟! والقضية ليست في تسجيل فضل لطرف علي طرف, لكن المشكلة في هذه الصفقات أو المكافآت لا فرق تبدو بارزة في 3 جوانب رئيسية هي: 1 الإقرار الدولي بأدوار لإيران وسوريا في الشئون الداخلية للدول الأخري, وبالأخص في العراق ولبنان, وهذا بحد ذاته انتهاك لمبدأ استقلال كل دولة. 2 إقرار دولي بالتدخل الإيراني في شئون المنطقة العربية. 3 دعم تأسيس الدول والمجتمعات العربية علي أساس طائفي, وعلي حساب دولة المواطنة المدنية الحديثة, حيث لم تعد المسألة مقصورة علي العراق, فبينما يأتي تبادل الأسري بين لبنان وإسرائيل تنفيذا للقرار الدولي رقم1701, نجد أن آلية التنفيذ جرت بين حزب الله وليس دولة لبنان وإسرائيل, بكل ما ينطوي عليه ذلك من أبعاد لا تعتد فقط بتكريس مبادئ الدولة, بل وتنمي النزعات الطائفية داخل البلد الواحد وتدعم هيمنة طائفة علي أخري. هذا بالضبط ما يجعل رائحة الحرب داخل المنطقة ومعها وفي مجتمعاتها لاتزال تفوح وهذه بالضبط هي سيرة صفقات ومكافآت الحرب الجديدة.