قفز اليورو الأوربي إلى مستوى قياسي جديد مقابل الدولار الأمريكي الثلاثاء وسط مخاوف متزايدة للمستثمرين من وضع الاقتصاد الأميركي وقطاع الخدمات المالية في الولاياتالمتحدة. وجاء هبوط الدولار بعد يومين فحسب من تحرك الحكومة الأمريكية لمحاولة إعادة الثقة بمجموعة من التدابير التي تهدف لدعم شركتي التمويل العقاري "فاني ماي" و"فريدي ماك". ورغم أن الاسواق اعتبرت هذه الإجراءات إيجابية في البداية فسرعان ما ركز المستثمرون على التكلفة المحتملة لهذه التدابير وعلى أن خطة الدعم الحكومي نفسها تؤكد مبلغ شدة مشكلات سوق الائتمان وأنه بالنظر الى المخاوف التي يثيرها ضعف سوق الاسكان بشان النظام المالي وارتفاع أسعار النفط الذي يضر بالنمو الاقتصادي فانه لا يوجد حافز لشراء الدولار. ولذلك لم يتأثر ارتفاع اليورو الا لفترة وجيزة بتقرير معهد "زد.اي.دبليو" الالماني الذي أظهر تراجعا أكبر من المتوقع في معنويات المستثمرين. وقالت الخزانة الأمريكية مساء الأحد إنها ستعزز خطوطها الائتمانية المتاحة للشركتين اللتين تمولان نصف الرهون العقارية تقريبا في الولاياتالمتحدة وتشتري أسهمهما اذا اقتضت الضرورة، كما فتح مجلس الاحتياطي الاتحادي تسهيل الإقراض المباشر للشركتين. وانخفضت أسهم البنوك الأمريكية الكبرى أمس وسط مخاوف بشأن استقرار القطاع عقب تولي السلطات ادارة بنك اندي ماك بانكورب بعد أن أدى اقبال المودعين على سحب ودائعهم الى افلاسه في ثالث أكبر انهيار مصرفي في الولاياتالمتحدة. وقال متعاملون انهم يترقبون شهادة بن برنانكي رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي في وقت لاحق من اليوم أمام الكونجرس لمعرفة مدى تأثر ارائه في السياسة النقدية والاقتصاد بالضغوط الاخيرة على النظام المالي. وارتفع اليورو الأوربي إلى 1.6038 دولار مسجلا أعلى مستوى منذ طرحه للتداول في بداية عام 1999 قبل أن يتراجع قليلا ليصل الساعة 1054 الى 1.6018 دولار. وانخفض الدولار 0.7 % مقابل سلة من ست عملات رئيسية الى 320. 71 مسجلا أدنى مستوى منذ ثلاثة أشهر. كما هبط الدولار أكثر من واحد بالمئة الى 104.62 ين ياباني. (رويترز)