أجمعت شريحة واسعة من المتداولين في سوق الكويت للأوراق المالية الأحد على أن تسريبات عن أخبار أرباح الشركات للربع الثاني تعرض مجريات الأداء الى حركات تصحيح عنيفة قد تفقد المؤشر السعري قفزاته التاريخية المعهودة طوال شهر يوليو 2008. وقالوا إن السوق تتعرض منذ منتصف الأسبوع الأول من يوليو - مع الإغلاقات نصف السنوية- الى موجة منظمة من الضغوطات من جانب كبريات المحافظ والصناديق الاستثمارية في محاولة منها الى " غربلة " الأسهم الرخيصة التي انتفخت أسعارها طوال يونيو . وأشاروا أن سيناريو تداولات الأسبوع الثاني من يوليو سيظل تحت وطأة الترقب والانتظار الى أن تبدأ الشركات في إعلانات أرباحها عن الربع الثاني، بعدها سيسعى صناع السوق الى تأسيس مستويات أسعار جديدة سيحاول المؤشر السعري معها معاودة كسر مستوى ال15500 نقطة على الأقل مع كثافة توالي الافصاحات. وعزوا تدني مؤشرات قيم التداولات وكميات الأسهم المتداولة وأعداد الصفقات الى تغير ملكيات المجاميع القيادية في السوق، حيث إن إبقاء نسب ملكياتها في الشركات المدرجة يؤثر بصور مباشرة على مجريات الحركة خلال جلسات التداول، أو عزوف صغار المستثمرين عن الدخول في أي أوامر قبل معرفة توجهات كبريات المحافظ التي تمتلكها المجموعات المسيطرة على السوق. وعزوا أهم المتغيرات التي ساهمت في تدني الأداء على مدار جلسة الأحد الى عمليات البيع العشوائي التي هرولت عليها شريحة المتداولين لاسيما الصغار منهم خوفا من تكبد خسائر قد لايمكنهم تعويضها خلال يوليو الذي ستسيطر على مجرياته التذبذب مع زيادة وتيرة الشائعات عن الإفصاحات. وتمنى المتداول بدر النفيسي أن تبدأ البنوك في إعلانات أرباحها عن الربع الثاني حتى يتم قطع الشك باليقين على مروجي الشائعات من أن القطاع قد يتأثر في إعلاناته بعد قرارات بنك الكويت المركزي المتعلقة بعمليات الإقراض حيث إن الإعلان سيدفع السوق الى فورة قياسية جديدة على اعتبار أن البنوك هي صمام الأمان لبقية القطاعات كما أنها " فأل خير" اعتاد عليه المستثمرون. وأضاف النفيسي أن قيادة الأسهم الرخيصة لمجريات حركة السوق الأحد تأتي انطلاقا من أدائها القوي على مدار جلسات الربع الثاني لاسيما مع افتقاد السوق للأسهم القيادية أو المجموعات الاستثمارية التابعة للمجموعات المؤثرة على السوق بصفة عامة. وتوقع المتداول منصور الشمري أن يكون أداء سوق الكويت للأوراق المالية خلال جلسات الأسبوع الثاني من يوليو بين " كروفر " للمحافظ التي ستتصيد أسعار الأسهم التي وصلت الى مستويات مغرية بهدف تجميع أكبر عدد ممكن منها للاستئثار بها وبيعها في أوقات أخرى للاستفادة من فروقات الأسعار لصالحها. وأضاف الشمري أن تنازل قطاعات السوق القيادية عن أدائها القوي أدى الى خوف شريحة كبيرة من المتداولين أن تطال السوق حركة تصحيحية عنيفة تنال من أسهم الصغار دون تأثيرات كبيرة للمحافظ التي بدأت تدفع البعض الى التخلص من الأسهم التشغيلية والتركيز على المضاربية. واستغرب المتداول ناصر العنزي من أداء قطاع الأسهم العقارية التي تعتبر الأكثر أمانا مقارنة مع بقية الأسهم المدرجة في القطاعات، لكنه عزا الأمر الى فترة الصيف التي ستدخل فيها بعض الشركات العقارية الى مرحلة من الهدوء المؤقت لأن رؤساء مجالس الإدارات أو متخذي القرارات في إجازة شهري يوليو وأغسطس. وأضاف العنزي أن الدقيقة الأخيرة مازالت تلعب دورها المعتاد التي تحاول من خلالها المجاميع الكبرى قلب الموازين رأسا على عقب دون استفادة المستثمرين الصغار جراء هذا التصعيد الوهمي الذي عادة مايصب في صالح الكبار. يذكر أن البورصة الكويتية أصبحت تضم 198 شركة بقيمة سوقية تصل الى 65 مليار دينار كويتي وتعتبر ثاني أنشط أسواق المال في المنطقة نظرا لاهتمام الحكومة بتطويرها كونها أحد أضلاع مشروع تحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري إقليمي . (كونا)