دافعت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية بقوة عن نزاهتها حين سئلت عن تقرير مستقل خلص الى انها أدلت بما يصل الى 56 تصريحا كاذبا عن الخطر الذي يشكله الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وخلال جلسة استماع في الكونجرس الامريكي يوم الاربعاء سأل النائب الديمقراطي روبرت ويكسلر رايس عن تقرير أصدره مركز الامانة العامة وهو هيئة غير حزبية والذي اتهم مسؤولي ادارة الرئيس الامريكي الجمهوري جورج بوش بالادلاء بما يصل الى 935 تصريحا كاذبا عن العراق الذي غزته الولاياتالمتحدة عام 2003 بزعم امتلاكه اسلحة دمار شامل. ولم يعثر قط على هذه الاسلحة المزعومة بعد الغزو. وقال ويكسلر في بداية مداخلات ساخنة مع رايس "هذه الدراسة وجدت انك يا سيدة الوزيرة أدليت بخمسة وستين تصريحا كاذبا للشعب الامريكي مكررة الترويج لقضية امتلاك العراق اسلحة دمار شامل وبالغت فيما يسمى بالعلاقات بين العراق والقاعدة." وردت رايس "عضو الكونجرس.. أنا اخذ نزاهتي مأخذ الجد ولم أدل في اي وقت بتصريح أعرف انه كاذب من أجل الترويج لشيء. ما من أحد يريد الدخول في حرب." وللولايات المتحدة الان 157 ألف جندي في العراق وتحاول اعادة الاستقرار الى البلاد التي اندلع فيها بعد الغزو قتال ضد القوات الامريكية وأعمال عنف طائفية بين الشيعة والسنة. وتلوثت سمعة كثيرين من مساعدي بوش خاصة كولن باول وزير الخارجية الامريكية السابق الذي عرض قضية العراق أمام مجلس الامن التابع للامم المتحدة حين لم يعثر على الاسلحة العراقية المزعومة بعد الغزو الامريكي للبلاد. على صهيد التطورات الميدانية في العراق، أعلنت مصادر أمنية عن مقتل تسعة اشخاص من عائلة واحدة بينهم نساء واطفال في هجوم مسلح مساء الأربعاء في تكريت، مسقط رأس الرئيس الراحل صدام حسين. من جهة أخرى، قالت الأممالمتحدة إن 4 ملايين لاجئ عراقي يواجهون صعوبات في توفير الغذاء وأن 40% من سكان البلاد البالغ عددهم 27 مليون نسمة لا يجدون مياهاً آمنة رغم الثروة النفطية والاقتصاد المنتعش. وقال ديفيد شيرر منسق الشؤون الإنسانية بالأممالمتحدة الأربعاء لدى إطلاق مناشدة لحكومات الدولة المانحة لجمع 265 مليون دولار لعام 2008 “ليس بوسع 4 ملايين عراقي أن يضمنوا وجود طعام على موائدهم غدا”. وتقول الأممالمتحدة أن عدد النازحين ارتفع إلى مثليه تقريبا منذ عام 2006 إلى قرابة 5.2 مليون شخص. ويعود تدهور الوضع الإنساني في العراق إلى تركيز الحكومة العراقية على الجانب الأمني واغفالها القطاعات الخدمية بعد 5 سنوات من الغزو الامريكي سبقتها 10 سنوات من الحصار. وفيما يسلط الضوء على المفارقة في توجيه مناشدة للحصول على مساعدات في بلد ثري مثل العراق قالت الحكومة إنها ستقدم للمرة الأولى 40 مليون دولار من خزانتها. وتشمل عناصر المناشدة توفير أغذية بقيمة 97 مليون دولار ومأوى بقيمة 37 مليون دولار ورعاية صحية بتكلفة تبلغ 32 مليون دولار وأنشطة خاصة بحقوق الإنسان تتكلف 26 مليون دولار ومياه وصرف صحي بتكلفة 21 مليون دولار والتعليم بتكلفة 18 مليون دولار.