أقرت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في اعتراف نادر بأخطاء في تقارير الاستخبارات الأمريكية حول العراق، وذلك في جلسة استماع في الكونجرس اشتبكت فيها بالصياح مع نائبين ديمقراطيين. وتزامن هذا الموقف مع تأييد أمريكي مشروط للتقارب العراقي- الإيراني بعد الإعلان عن زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى العراق في الثاني من مارس المقبل. ودافعت رايس بقوة عن نزاهتها حين سئلت عن تقرير مستقل خلص إلى أنها أدلت بما يصل إلى 56 تصريحاً كاذباً عن العراق.وخلال جلسة استماع في الكونجرس قال النائب الديمقراطي روبرت ويكسلر في بداية مداخلات ساخنة مع رايس “وجدت انك يا سيدتي الوزيرة أدليت بخمسة وستين تصريحا كاذبا للشعب الأمريكي مكررة الترويج لقضية امتلاك العراق اسلحة دمار شامل وبالغت فيما يسمى بالعلاقات بين العراق والقاعدة”.وردت رايس “عضو الكونجرس.. أنا آخذ نزاهتي مأخذ الجد ولم أدل في أي وقت بتصريح أعرف انه كاذب من أجل الترويج لشيء. ما من أحد يريد الدخول في حرب”. وقلما توجه رايس التي كانت مستشارة للأمن القومي وقت غزو العراق اللوم إلى أجهزة الاستخبارات الأمريكية لتأكيدها في تقاريرها أن العراق يمتلك أسلحة بيولوجية وكيماوية وانه يسعى لإعادة بناء برنامجه النووي.وحاول النائب الديمقراطي مقاطعة وزيرة الخارجية الأمريكية لكنها رفعت صوتها عليه قائلة “أنا آسفة عضو الكونجرس.. لأنك تشكك في نزاهتي وأطلب منك ان تدعني أرد”. واستطردت “نعرف الآن أن الكثير من تقييمات المخابرات كانت خاطئة. وسأكون أول من يقول انها لم تكن صحيحة”. وبعد الإعلان عن زيارة نجاد لبغداد، قال جوردون جوندرو المتحدث باسم البيت الأبيض في بيان “نريد أن تكون بين العراق وإيران علاقات طيبة.. وأسرع طريقة لحدوث ذلك هو أن تتوقف إيران عن دعم المسلحين في العراق”. وقال شون مكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية ان الولاياتالمتحدة لا ترى في زيارة أحمدي نجاد إلى العراق استفزازا. وعندما سئل عما اذا كان السفير الأمريكي ريان كروكر سيكون مستعدا للقاء نجاد خلال زيارته إلى بغداد ضحك مكورماك وقال “ما كنت لأتوقع ذلك”. واشار شون ماكورماك إلى ان الولاياتالمتحدة لا تملي على العراق لائحة مدعويه. وقال “يعود إلى الدولتين المستقلتين اتخاذ هذا النوع من القرارات”. وردا على سؤال حول ما اذا كانت الولاياتالمتحدة تعتبر هذه الزيارة تحريضية تجاهها، أجاب انها “ليست من حيث المبدأ تحريضية”. وأضاف مع ذلك “لا أعلم ما سوف يقوله هناك أو ما سيقوم به” مضيفا “افترض أننا سوف نرى” لاحقا ما سيحصل. وأعرب عن أمله في ان تنتهز إيران هذه الزيارة كي تتبنى موقفا “ايجابيا” في العراق. وأوضح “كنا دائما نعتقد انه يجب ان تكون دائما العلاقات بين إيران والعراق جيدة وشفافة وان يكون لهما حسن جوار ونحن متلهفون لكي تلعب إيران دورا ايجابيا في العراق حاليا وفي المستقبل”. من جهة اخرى طلب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي امس منحه صلاحية اختيار الوزراء بالتشاور مع الهيئة الرئاسية على ان يكون له القرار النهائي. واوضح بيان صدر عن مكتب رئاسة الوزراء وحصلت “الخليج” على نسخة منه ان المالكي عرض على هيئة الرئاسة وقادة الكتل السياسية، الأسس والمبادئ الواجب اعتمادها في تشكيل الحكومة الجديدة وهي عدم اعتماد مبدأ المحاصصة السياسية، والتمثيل العادل لمكونات الشعب العراقي، واختيار وزراء من ذوي الخبرة والمهنية، تكون مهنية الوزراء مقدمة على انتمائهم الحزبي والسياسي، وألا يتجاوز عدد الحقائب الوزارية 22 حقيبة.