عبرت إيران عن رغبتها في إجراء محادثات على مستوى مع المسئولين الأمريكيين بشأن الأمن في العراق، مشددين على أن تجري بين سفيري البلدين لدى بغداد وليس على المستوى الاعتيادي، وفقاً لما صرح به مسئولون عراقيون. وقال سامي العسكري، مستشار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أن الإيرانيين يرغبون بوجود أجندة واضحة للقاء، وهو ما لم يوفره الأمريكيون حتى الآن، وهو ما أكده ثلاثة مسئولين عراقيين أيضاً. وفي واشنطن، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن المحادثات، والتي سيشارك فيها العراقيون، ستجري في غضون أسبوعين وعلى مدى ثلاثة أيام. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، توم كيسي: "كما هو الحال دائماً، ستنحصر المحادثات على الموضوعات ذات العلاقة بأمن العراق"، مشيراً إلى أن العراق متحمس لعقد جولة محادثات أخرى ويعمل على تحديد موعد الآن. وكانت جولة المحادثات التي جمعت السفيرين الإيراني، حسن كاظمي قمي، والأمريكي، ريان كروكر، في العراق قد شكلت أول كسر في الجمود بين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ 27 عاماً. أما الاجتماع الذي كان مزمعاً عقده في الثامن عشر من ديسمبر الجاري بين الخبراء الأمنيين والعسكريين والدبلوماسيين الأمريكيين والإيرانيين فقد تم إلغاؤه قبل أيام من انعقاده. وقال الإيرانيون أن التأجيل تم لأسباب تتعلق بالتوقيت، في حين أحال مسئولون أمريكيون التساؤلات إلى وزارة الخارجية العراقية. وأشار مسئولون أمريكيون إلى أن الثامن عشر من ديسمبر صادف موعد الزيارة المفاجئة التي قامت بها وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، إلى العراق، وهي ما دفع إلى تأجيل المحادثات، مؤكدين أنه لا يمكن مناقشة موعد زيارة رايس قبل وقت على تحديدها، وأن التأجيل جاء لأسبابأمنية. ومنذ ذلك الوقت، يطالب كبار ال مسئولين الإيرانيين نظراءهم العراقيين بالضغط على الأمريكيين من أجل عقد جلسة المحادثات الرابعة بيم كروكر وقمي. وكان السفيران الأمريكي والإيراني قد التقيا في أغسطس الماضي. يذكر أن نائب وزير الخارجية العراقي، لبيب عباوي، قال في وقت سابق أن اللقاء المرتقب بين مسئولين أمنين من إيرانوالولاياتالمتحدة للتباحث في الوضع العراقي قد لا يعقد في الوقت المحدد سابقاً، وذلك بسبب مصادفته مع عيد الفطر.
وقال عباوي، إن اللقاء قد يعقد على الأرجح في فترة تتبع نهاية الأسبوع الذي يلي عيد الأضحى، وذلك عوضاً عن الموعد المحدد أساساً الثلاثاء المقبل. يشار أن العراق أعلن في العاشر من ديسمبر أن خبراء أمنيين من كل من الولاياتالمتحدةوإيران سيلتقون مرة أخرى في العاصمة العراقية بغداد الأسبوع المقبل لمناقشة القضايا الفنية الضرورية قبل اجتماع سفيري البلدين في الجولة المقبلة للمحادثات حول استقرار العراق.
وقال وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، في تصريح للصحفيين الاثنين: "لقد حصلنا على موافقة الطرفين لاستئناف جولة المباحثات الرابعة"، موضحاً أن المحادثات ستجري في بغداد في الثامن عشر من الشهر الجاري، بهدف وضع إطار عمل لمحادثات السفيرين. و أضاف زيباري: "سيكون هذا اللقاء فنياً، متابعة للقاء الخبراء الأمنيين الأخير."
وكانت الجولة السابقة من المحادثات قد ضمت السفير الإيراني لدى العراق، حسن كاظمي قمي، والسفير الأمريكي، ريان كروكر، وعقدت في شهر مايو وفي يوليو وأغسطس،واستضافتها الحكومة العراقية. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني، محمد علي حسيني، قال الأحد في المؤتمر الصحفي الأسبوعي، أن إيران تسلمت مؤخراً اقتراحاً بخصوص جولة المحادثات المقبلة من قبل ال مسئولين العراقيين، وبناء على هذا الاقتراح فإنها ستعقد في أوائل يناير المقبل.