اجبرت القوات متعددة الجنسيات طائرة الخطوط الملكية الاردنية العاملة على خط البصرة على العودة الى مطار الملكة علياء في عمان، بركابها المائة، بعد اقلاعها من عمان بعد ظهر الاثنين، وذلك نظرا لإغلاق مدرج مطار البصرة الدولي في وجه الرحلات المدنية المتجهة للعراق. وقال كابتن الطائرة على الرحلة 612 ان السلطات البريطانية أمرته بالعودة الى مطار عمّان بسبب هبوط لطائرات عسكرية اميركية قبل وصوله بدقائق الى مطار البصرة، فيما يبدو ان الطائرات العسكرية هذه تشارك في عمليات أمنية في مدينة العمارة. وقال ركاب الطائرة الذين عادوا الى عمّان ثانية، أنهم اقلعوا من مطار الملكة علياء صباح الاحد على متن طائرة مؤجرة من جنوب افريقيا تعمل لمصلحة «الاردنية» لكنهم عادوا الى المطار نفسه بعد اقل من نصف ساعة من اقلاعها بسبب توقف احد المحركات، وانها كادت تسقط على احد جبال عمان لولا عناية الله وحفظه، فيما قال بعض المسافرين ان شركة الطيران الاردنية تؤجر طائرات قديمة للعمل على الخطوط العراقية، فيما تدفع بطائراتها الحديثة الى مطارات العالم الاخرى. وعلق احمد الياسري رئيس لجنة التجاوزات في محافظة البصرة، والذي كان على متن الطائرة ضمن وفد حكومي «هذه نتائج الاستعمار فلو كان مطار البصرة الدولي تحت سيطرة القوات العراقية ويدار بادارة مدينة لما كان هذا حصل، ولتمكن قبطان الطائرة من ايجاد مطار آخر في بغداد او اربيل او السليمانية (شمال) ولما وجدنا انفسنا في الحالة هذه حيث نتعرض للخطورة والتأخير. «الحكومة غير مبالية بأرواحنا» وندد بعض المسافرين بالطريقة التي تتعامل بموجبها الحكومة العراقية مع شركات الطيران العاملة داخل البلاد، والخاصة بآلية التعاقد مع هذه الشركات وادارات المطارات العراقية، ورأوا وصفها بأن الحكومة تستخف بارواحنا. ويعمل مطار البصرة بادارة بريطانية عراقية مشتركة على استقبال الطائرات المدنية القادمة من المدن العراقية وبعض دول الجوار، مثل سوريا والاردن ودولة الامارات، حيث ما زال طاقم جوي بريطاني يدير برج المراقبة والاحوال الجوية وحركة الطيران من البصرة واليها، وتقوم سلطات الجيش البريطاني بغلقه بعد السادسة مساء، حيث يقتصر عمله على الطائرات العسكرية، وضمن اتفاقية مع الحكومة المحلية حتي استقرار الوضع الامني في المدينة التي يتطلع سكانها الى عدم غلق مطارها بوجه الرجلات المدنية القادمة من دول العامة جميعاً، في سبيل تنشيط حركة الاعمار والاستثمار التي طال انتظارهم لها. مطار الشعيبة ويشكل تواجد القوات العسكرية الاميركية والبريطانية في مطار المدينة الدولي معاناتة حقيقية لدى المسافرين، وغالبا ما يتعرض المطار الى الغلق وتأجيل الرحلات بسبب القصف الذي يتعرض له بين آونة واخري من قبل العناصر المسلحة، ويبدو ان وجود القنصليتين الاميركية والبريطانية داخل محيط المطار يضيف مبررا آخر لهؤلاء المتطرفين في استمرار بضربه، غير مبالين بارواح مواطنيهم وبحاجتهم الى السفر. واذ نفى هال هوارد القائم باعمال القنصلية الاميركية في البصرة نية بلاده او المملكة المتحدة نقل قنصليتيهما خارج مطار البصرة، يتساءل المسؤولون المحليون وغالبية مواطني المدينة عن اسباب عدم قيام السلطات العسكرية البريطانية ( 40 كلم عن مركز المدينة)، واستخدامه مطارا عسكريا لمصلحة القوات المتعددة الجنسيات، من اجل فتح المجال لحركة الطيران العراقي امام الملاحة الجوية العالمية. الطريق البري آمن اليوم وبسبب الغبار المحلي الكثيف الذي يحيط بمطار بغداد الدولي تأجل اكثر من رحلة خلال هذا الاسبوع، فقد عادت امس الطائرة العراقية القادمة من مطار عمان الدولي دون ان تتمكن من الهبوط في بغداد بسبب انعدام الرؤية، حالها حال طائرة «الملكية» المغادرة الى البصرة، وهكذا احتجز المسافرون العراقيون من عمان الى بغداد والبصرة في فندق المطار، حيث رفضت ادارة المطار الغاء تأشيرة المغادرة والسماح لهم بالسفر بالسيارات على الطريق البري الذي اصبح آمنا في منطقة الرمادي، (كانت تعد خطرة قبل طرد القاعدة من قبل رجال الصحوة).