تستعد الشركات النفطية العالمية الكبرى للعودة إلى العراق بعد 36 عاما ، من خلال عقود خدمات تمنح خارج آلية استدراجات العروض. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن مسئولين في المجال النفطي ودبلوماسي أمريكي أن الاتفاق سيوقع في 30 حزيران/يونيو. ورأت الصحيفة أن هذه العقود "سترسي القواعد الأولى للعمليات التجارية للشركات النفطية الكبرى في العراق منذ الاجتياح الأمريكي، وستفتح أمامها بلدا جديدا يحتوي على إمكانات مربحة"، مشيرة أنه لا توقع عادة في المجال النفطي عقود بالتراضي. وأضافت أن خمس مجموعات تجري حاليا مفاوضات مع الحكومة العراقية بشأن هذه العقود البالغة مدتها سنتين، والشركات التي سيتم اختيارها يمكنها تقاضي بدلاتها نقدا أو نفطا. وكان وزير النفط العراقي حسين شهرستاني صرح فى الأسبوع الأول من يونيو 2008 لمجلة "ميس" المتخصصة أن بلاده ستوقع قريبا "عقود مساعدة فنية" مع شركات أجنبية كبرى، لتمكين العراق من زيادة إنتاجه بحوالى نصف مليون برميل في اليوم. وتتعلق العقود بحسب المجلة بحقول كركوك (مجموعة شل) والرميلة (بي بي) والزبير (أكسون موبيل) والقرنة الغربية/المرحلة 1 (شيفرون وتوتال) ومحافظة ميسان (شل وبي إتش بي بيليتون) وحقول صبا-لحيس (شركات أناداركو وفيتول ودوم من الإمارات العربية المتحدة). وكانت الشركات العالمية الكبرى مثل "أكسون موبيل" و"شل" و"توتال" و"بي بي" أوالشركات السابقة مساهمة في شركة نفط العراق التي احتكرت الموارد النفطية العراقية بين 1925 و1961. وفي يونيو/حزيران 1972 تم تأميم شركة النفط العراقية ومن ثم تأميم الشركات النفطية الأجنبية أواخر العام 1975. وفي أبريل/نيسان 2008 أقرت شركة "توتال" الفرنسية بوجود مفاوضات جارية مع شركة "شيفرون" بشأن عقد لتطوير حقل القرنة الغربية. وقالت متحدثة باسم "توتال" إن الشركة تبحث مع "شيفرون" عقد مساعدة فنية وخدمات" في حقل القرنة الغربية. و"عقود المساعدة الفنية" تهدف إلى تسريع معاودة عمل الشركات الأجنبية في العراق في وقت لا يزال قانون النفط قيد النقاش. وتعتبر الدول الغربية إقرار مشروع قانون النفط والغاز شرطا لتطوير الاستثمارات في هذا القطاع. ويسعى العراق خلال عام 2008 إلى طرح استدراج عروض لعقود تنقيب وإنتاج تتطلب موافقة البرلمان. وقال شهرستاني الذي يقدر إنتاج بلاده بحوالى 5.2 مليون برميل في اليوم "أعددنا مسودة عقد"، متوقعا إنجازها في يوليو/تموز 2008. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أعلنت أن الإدارة الأمريكية غير مشاركة في هذه المفاوضات. وأضافت "إذا تمكن العراق من زيادة إنتاجه فسيكون ذلك مؤشرا جيدا إذ إن عملية العرض والطلب على النفط هي بالطبع من مصادر القلق الكبرى بالنسبة لنا جميعا". وتتهم واشنطن منذ أن اجتاحت العراق عام 2003 على رأس ائتلاف بأنها تمركزت في هذا البلد من أجل الوصول إلى مخزونه النفطي. (أ ف ب)