هل وصل الإهمال واللامبالاة في مستشفياتنا إلي دخول الغرباء إلي أماكن حضانات المواليد وأخذ طفلة والفرار بها.. وماذا تفعل الأم التي مازالت تعاني من آلام الوضع إذا فوجئت بعد ساعات من الولادة باختطاف ابنتها.. وماذا يفعل الأب الذي اطمأن إلي أن زوجته ومولودته في مستشفي فتركهما ليلحق بعمله فإذا به عند عودته لا يجد ابنته التي تركها منذ وقت قليل في حضن أمها.. وهل يمكن أن تعود هذه المولودة التي لم يلحق أهلها اختيار اسمها؟!! الحكاية حدثت في مستشفي قصر العيني الجامعي بالمنيل عندما تعرض مواطن بسيط إلي عملية خطف لابنته الوليدة بعد مرور ساعات من مولدها من قلب المستشفي دون ان يتحرك أحد إلا بعد هروب الخاطفة ونتركه يرويها: يقول مؤمن حسن علي "34 سنة" من مساكن أبوالسعود بمصر القديمة إنه في الساعة 30.6 صباح يوم 9 ابريل الماضي شعرت زوجته كريمة عبده محمد بآلام الوضع فذهب بها وفقاً لنصيحة الجيران إلي مستشفي قصر العيني وترافقه عمته العجوز زكية السيد محمود التي تسكن في الشقة التي تعلوه وبعدما وضعت زوجته مولودته واطمأن عليها ذهب إلي عمله. أضاف انا أعمل في مجال تقطيع وبيع الرخام والعمل لا يرحم لذلك تركت عمتي وأعطيتها نقوداً لتأخذ "تاكسي" وتذهب بزوجتي إلي المنزل عن خروجها الساعة 2 ظهراً وذهبت إلي مدينة أكتوبر لكني فوجئت بهم يطلبوني للحضور. عندما وصلت للمستشفي وجدت زوجتي ملقاة علي الرصيف أمام الاستقبال والناس متجمعة حولها وعندما اقتربت منها قالت لي وهي تبكي "البنت اتخطفت" فصدمتني المفاجأة وعندما أفقت من الصدمة سألت عمتي عما حدث قالت لي إنها أثناء انتظارها زوجتي اقتربت منها سيدة وقالت إنها جاءت من أجل الحصول علي ابن أخيها من المستشفي. وأثناء خروج زوجتي بالبنت وجدتها "تعبانة" فقررت الذهاب بها للحضانات بناء علي نصيحة الأمن بالمستشفي وتصورت ان تلك السيدة التي رأتها مع عمتي قريبة لها أو جارتها لذا لم يلفت انتباهها وجودها ولم تسأل عنها لكن موظف الأمن أصر علي دخول شخص واحد بالبنت وكانت زوجتي في حالة صعبة وهنا أخذت عمتي البنت للذهاب بها للدكتور وكانت معها تلك السيدة وأمام اصرار الأمن علي دخول شخص واحد فقط طلبت تلك السيدة من عمتي ان تدخل هي بالبنت حيث إن الحضانة في الدور الرابع وعمتي سيدة عجوز لا تستطيع صعود السلالم. أخذت تلك السيدة البنت ولم تظهر وتأخرت كثيراً فطلبت عمتي الدخول بعدما شرحت لموظف الأمن ما حدث فسمح لها بالدخول لكن بعد فوات الأوان وكأن تلك السيدة "فص ملح وداب" وهذا حدث في الساعة 30.4 عصراً. واكتشفت بعد ذلك ان الممرضات يعرفن تلك السيدة وان والد الطفل التي ادعت انها أخته يعرفها والسؤال إذا كانت معروفة فلماذا لم يطردها الأمن أو حتي يقبض عليها بدلاً من التعامل مع الموقف بمنتهي الاستهتار حتي إن المحضر لم يتم تحريره إلا بعد أكثر من ساعة من وقوع الحادثة ولم يتم إغلاق البوابات لتفتيش أي سيدة تخرج وكأن المخطوفة ليست إنسانة لها أب وأم وأهل يموتون كل دقيقة منذ ضياعها؟ ذهبت إلي قسم مصر القديمة سألوني لماذا تأخرت في المستشفي فقلت لم يساعدني أحد فقد توقف تفكيري وبصراحة لم يتأخر ضباط القسم في البحث عن ابنتي لكن دون فائدة لذا أملي كبير في الله ومن بعده في اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية لمساعدتي في استعادة ابنتي إلي حضني وحضن أمها التي لا تأكل ولا تشرب منذ خطف ابنتنا كل يوم يعرضون علينا بعض المشتبه فيهم دون فائدة وكل يوم تسألني زوجتي وابنتاي رحمة "6 سنوات" ومنة "3 سنوات" عن شقيقتهما وتحول بيتنا إلي سرادق عزاء