يؤكد تقرير متخصص صدر اخيرا أن عدة مميزات تجعل سوق الاتصالات في الخليج سوقاً مزدهراً وأبرزها : نمو عدد السكان، نسبة اختراق السوق والعائد بالفرد اضافة الى تزايد عدد المقيمين سواء عربا كانوا أو اجانب في منطقة الخليج. وفي التفاصيل أن مجموع عدد السكان في الخليج متوقع أن يبلغ 40 مليوناً مع نهاية عام 2008، وذلك بحسب التقرير ودراسات صادرة عن EIU Data. السعودية هي السوق الأكبر في الخليج ويبلغ عدد سكانها 24.6 مليون نسمة. ثم تأتي الامارات بالمرتبة الثانية وفيها 4.4 ملايين نسمة. ثم تليهما الكويت وعمان. وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا ، بلغ مجموع عدد السكان 328 مليون نسمة عام 2007. مصر هي الدولة التي تتمتع بأكبر عدد من السكان حوالي 80 مليونا تليها المغرب والجزائر حيث يبلغ عدد السكان 33 مليونا. وتتميز المنطقة بنسبة عالية من الفئة الشابة، اذ أن 42 في المائة من مجموع عدد السكان هم ما دون سن 14 سنة مقابل 4 في المائة فقط في65 سنة وما فوق. وهذا العامل يلعب دوراً بارزاً في نمو قطاع الاتصالات في المنطقة كون الشباب هم الأكثر ادراكا ومتابعة لأحدث التقنيات في عالم الموبايل والانترنت. من جهة ثانية يأتي ارتباط نسبة اختراق السوق بالناتج المحلي الاجمالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا عاملاً ثانياً لنمو خدمات الموبايل. أما العامل الأبرز في نمو خدمات الاتصالات فهو وجود عدد كبير من المقيمين الأجانب والعرب في المنطقة حيث يزيد نسبة العائدات والأرباح من قطاع التخابر الدولي. وتعد نسبة المقيمين في الخليج حوالي 50 في المائة من مجموع عدد السكان باستثناء المملكة السعودية، حيث تبلغ نسبة المقيمين 26 في المائة فقط بحسب تقرير صادر عن الأممالمتحدة في مايو 2006 والهيئة المنظمة للاتصالات في السعودية. عامل ارتفاع عدد المقيمين كان له الأثر الأكبر في رفع نسبة عائدات القطاع من التخابر الدولي خصوصا بالنسبة لشركتي كيوتل واتصالات ( 45 في المائة من عائداتهما في أسواقهما من المكالمات الدولية). لكن يتوقع التقرير أن تنخفض نسبة العائدات من هذا القطاع وذلك لغياب المنافسة واختلاف الأسعار بين الشركات المشغلة. الا أن منع الاتصال عبر الانترنت voip في بعض دول الخليج بدعم من شركات الاتصالات قد يساعد في الحفاظ على نسبة الأرباح من التخابر الدولي وعدم تقلصها. وقد أثبت هذا الأمر فعاليته في كل من قطر والامارات والسعودية. ثم تأتي نسبة اختراق الموبايل للسوق التي تعتبر مرتفعة جداً مما يساعد ويدعم قطاع خدمات الهاتف النقال. ان تحرير القطاع ساهم بحد كبير الى خلق المنافسة مما أدى الى رفع نسبة اختراق السوق الى 100 في المائة في معظم دول الخليج. هذا وقد ساعد المناخ الاقتصادي الجيد وارتفاع نسبة اجمالي الناتج المحلي بالفرد ، في زيادة نمو واستخدام خدمات الموبايل. في المقابل تعتبر نسبة الاختراق في باقي دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا منخفضة مقارنة بدول الخليج باستثناء السعودية وعمان حيث لا تصل النسبة الى 100 في المائة. الا أن النمو الأكبر يبرز في دول الخليج حيث تتواجد شركات الاتصالات الأبرز : اتصالات، زين، كيوتل والوطنية. ويقول تقرير «كريدي سويس» رغم تحرير القطاع، حافظت دول الخليج على مستوى عال في متوسط انفاق الفرد على الاتصالات مقارنة بدول منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. وبما أن حكومات دول الخليج ما زالت أبرز المساهمين في قطاع الاتصالات، فمن الطبيعي أن تحاول الحكومات حماية القطاع عبر منع حرب أسعار.