ذكر فريق دولي من الباحثين أن من هم في سن الشباب والعزاب والاناث وأصحاب المستوى التعليمي المتواضع والمرضى نفسيا هم الاكثر عرضة لخطر الانتحار أينما وجدوا. وكشفت دراسة قام بها الفريق وشملت بيانات لنحو 85 ألف شخص في 17 دولة متقدمة ونامية حول العالم عن وجود أنماط متشابهة. واكتشف الباحثون أن 9.2 % فكروا جديا في الانتحار في حين قال 2.7 % أنهم حاولوا الانتحار. وقال ماثيو نوك الباحث في جامعة هارفارد والذي نشرت دراسته في دورية بريتيش جورنال أوف سايكياتري «ان الدراسة "تشير الى أن الافكار والسلوكيات الانتحارية مشتركة بطريقة تتجاوز ما قد نتصوره وأن العوامل الرئيسية لهذه السلوكيات متسقة تماما عبر بلدان عديدة مختلفة حول العالم». وأفادت منظمة الصحة العالمية أن معدلات الانتحار زادت بنسبة 60 % خلال الاعوام خمسة والاربعين الماضية. والانتحار اليوم ضمن الاسباب الاولى للوفاة بين من تتراوح أعمارهم بين 15 و44 عاما من الجنسين. وقال نوك ان احتمالات قيام الفرد بالانتحار زادت بصورة هائلة بين من تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاما وان الفترة ما بين خواطر الانتحار الاولى والمحاولة الفعلية قصيرة، مضيفا «وقت الخطر الاكبر للاقدام على محاولة الانتحار يقع خلال عام واحد بعدما يبدأ المرء التفكير لاول مرة في الانتحار. يحدث ذلك بنسبة 60% او اكثر في كل بلد»وأخذت الدراسة ترسم صورة لعوامل الخطر المشتركة التي ظهرت في كل دولة تقريبا. ووجدت أن الذين تترواح أعمارهم بين 18 و34 والإناث وأصحاب الحظ القليل من التعليم وغير المتزوجين ومن يعانون اضطرابات نفسية أكثر عرضة لخطر الانتحار. غير أنه وجدت بعض الاختلافات التي مثلت مفاجأة. ففي الدول ذات الدخول المرتفعة مثل الولاياتالمتحدة كانت اضطرابات المزاج كالاكتئاب هي أقوى عوامل الخطر. بينما في الدول ذات الدخول المنخفضة والمتوسطة مثلت اضطرابات التحكم في الاعصاب والادمان واضطرابات القلق الخطر الاعظم. وفي حين كانت عوامل الخطر متشابهة فان معدلات الافكار والسلوكيات الانتحارية تباينت تباينا واسعا في الدول التي شملتها الدراسة. واتضح أن 3.1% من الصينيين راودتهم أفكار الانتحار مقارنة بنسبة قدرها15.9 % من نيوزيلندا.