عدد من مذيعي «البرنامج العام» في اتحاد الإذاعة والتليفزيون تقدموا بمذكرة لرئيس الشبكة العامة للبرنامج، يبدون فيها استياءهم من كثرة الإعلانات التي يتم بثها يومياً، ولا يتناسب مضمونها نهائياً مع وقار «البرنامج العام». أكد المذيعون في مذكرتهم أنه منذ بداية عام 2006 انفتحت شهية قيادات «البرنامج العام» علي الإعلانات بما تدره من أموال يقتطعون منها مكافآت بآلاف الجنيهات، دون النظر لحق المستمع في إعلام محترم، وهو الأمر الذي ترتب عليه إذاعة ما يقرب من 120 إعلاناً يومياً بعد وقبل نشرات الأخبار والفترات الثقافية والدينية، وأضاف أصحاب المذكرة أن رمضان الماضي شهد عينة من هذه الإعلانات عندما كانت المحطة تصر علي إذاعتها قبل أذان المغرب رغم انطلاق مدفع الإفطار. وأكدوا أنهم كتبوا ملاحظات حول استياء المستمعين من هذا الوضع وأرسلوها لرئيس الشبكة فجاءهم هذا الرد: «علي المذيعين القيام أولاً بأعمالهم، أما مسألة الإعلانات فهذه سياسة المحطة»، وعندما أرسلوها مرة أخري رد عليهم قائلاً: «سياسة المحطة جذب مزيد من الإعلانات، أما الهزل فهو في أدمغتكم ولا نسمح باستخدام هذه العبارات ونحن لا نحتاج لمن يذكرنا بطبيعة البرنامج العام». ولفت المذيعون إلي أنه قبل عام 2006 كانت إذاعة «البرنامج العام» تخلو من إعلانات الشيبسي وحفاضات الأطفال والمياه الغازيه وما شابه ذلك، مؤكدين أنه لا توجد إذاعة رسمية في العالم تمثل صوت الدولة والمجتمع تذيع مثل هذه الإعلانات. عبدالرحمن رشاد، رئيس شبكة البرنامج العام، أكد ل«المصري اليوم» أن هذه الإعلانات مصدر دخل ومورد مهم لإنتاج بعض البرامج الدرامية والمسلسلات، كما أنها تساعد علي تطوير البعض الآخر، خاصة أن الإذاعة تعاني من نقص في مواردها المالية وديونها وصلت إلي 6 مليارات جنيه مستحقة من اتحاد الإذاعة والتليفزيون. وأضاف أن الإعلانات التي تبثها الشبكة تبث علي جميع القنوات والإذاعات بما فيها القناتان الأولي والثانية المصريتان، لافتاً إلي أنها لا تضر بالقيم الدينية أو تخدش حياء المستمعين. أما إيناس جوهر، رئيس الإذاعة، فقد اعتبرت أن كثرة الإعلانات في الشبكة دخل للإذاعة ونجاح للشبكة، بينما اعترضت الإعلامية آمال فهمي علي وجود إعلانات بهذا الكم والكيف علي شبكة البرنامج العام، مؤكدة أنها شبكة غير تجارية ولا تهدف للربح فهي مؤسسة قومية مسخرة لمصلحة الدولة، وأن الإعلانات المعروضة كثيراً ما تتعارض مع هذه المصلحة، لذلك أكدت آمال أنها اشترطت ألا يسبق برنامجها أو يخلفه إعلان، وقالت: «يبدو أننا معروضون في سوق البيع والفلوس أعمت المسؤولين عن البرنامج العام». وطالب الإعلامي طاهر أبوزيد بضرورة انتقاء الإعلانات التي يتم إذاعتها، مشيراً إلي أن هذا الهبوط يعبر عن حالة البلد، وأنه «لا صوت يعلو فوق صوت المال».