تجددت الاشتباكات العنيفة في منطقة أبيى جنوبي كردفان مساء الإثنين بعد هدنة قصيرة بين القوات المسلحة السودانية والجيش الشعبى والتى تم التوصل إليها الأحد بمساعدة الأممالمتحدة . وحمل إدوارد لينو المشرف السياسى على منطقة أبيى "بجنوب كردفان"الجيش السودانى مسئولية تجدد الاشتباكات فى أبيى. وقال لينو "إن الاشتباكات بدأت عندما حاول الجيش السودانى الخروج من مدينة أبيى باتجاه الجنوب لملاحقة بعض المواطنين مما أدى لتجدد الاشتباكات بين الجيش السودانى والحركة الشعبية". فى حين ذكر رئيس جبهة تحرير أبيي محمد عمر الأنصاري أن العديد من أحياء منطقة أبيي جنوبي كردفان وخاصة منطقة السوق أصبحت محروقة بالكامل فضلا عن أن أحياء بأكملها هجرها سكانها من جراء القصف العنيف والاشتباكات التى تسبب بها الجيش الشعبى. وأوضح الأنصارى أنه لم يتم حصر القتلى حتى الآن من الجانبين مشيرا إلى أن هناك العشرات من المدنيين القتلى فى الاشتباكات كما أوضح أن عدم تنفيذ برتوكول أبيى من جانب الجيش الشعبى هو ما تسبب بتلك الأحداث التى بدأت تتصاعد وتأخذ منحى جديدا يشكل خطرا على المنطقة . اعتقال مشتبه بأنهم متمردين و من جهة أخرى قال مصدر أمني إن الشرطة السودانية أطلقت أعيرة نارية واعتقلت ثلاثة رجال الثلاثاء خلال عملية ضد مجموعة أشخاص يشتبه بأنهم متمردون شاركوا في الهجوم على الخرطوم. وقال ضابط في الأمن تحدث ورفض الكشف عن اسمه إن الحادث وقع فى ضاحية أم درمان في غرب الخرطوم التى هاجمها متمردو دارفور في وقت سابق هذا الشهر. وتبحث أجهزة الأمن السودانية عن متمردين في المنطقة منذ الهجوم الذي أدى لمقتل أكثر من 200 شخص. وكان متمردون من حركة العدل والمساواة هاجموا الخرطوم في العاشر من مايو أيار في أول مرة خلال عقود من الحرب الأهلية يصل فيها متمردون من أطراف السودان بالقتال إلى أبواب الخرطوم. وقال الضابط "فى وقت مبكر صباح الثلاثاء وقع بعض إطلاق النار من جانب الشرطة التى كانت تبحث عن جنود من حركة العدل والمساواة واعتقلت ثلاثة رجال." وكان الوجود الأمني كثيفا في وسط الخرطوموأم درمان وشوهد جنود مسلحون في الشوارع حول مقر الأممالمتحدة بالقرب من المطار الرئيسي بالعاصمة. و يشار أن آلاف النازحين يعيشون أوضاعا إنسانية صعبة بعد فرارهم من المنطقة عقب الاشتباكات حيث أعلنت الأممالمتحدة أنها أرسلت بعثة إنسانية إلى المدينة لتقييم حاجات النازحين وقد تبادلت الحركة الشعبية وحزب المؤتمر الوطني الحاكم المسئولية عن تجدد الاشتباكات. ومن المقرر أن يجرى استفتاء عام 2011 يقرر فيه السودانيون بقاء منطقة أبيي تحت سلطة الشمال أو ضمها إلى الجنوب مع منحها ما يشبه الحكم الذاتي إضافة إلى مصير الجنوب ببقائه ضمن السودان أو انفصاله عنه. جدير بالذكر أن منطقة أبيى بجنوب كردفان تنتج ما يقرب 75 % من إنتاج البترول السودانى ، و هى من الملفات الحساسة التى لم تحسم حتى الآن منذ توقيع اتفاق السلام عام 2005 . (ا ش ا/ رويترز)