سباح القرن العشرين.. الأسطورة، السباح المصري العالمي عبد اللطيف خميس أبو هيف قصة طويلة من الكفاح والارادة الحديدية حصد خلالها نجاحات بتحطيمه أرقاماً قياسية توجته لعشرات السنين علي عرش السباحة العالمية. سباح القرن العشرين، كانت شهادة من الاتحاد الدولى، استطاع أن يضع نفسه في مكانة عالمية متميزة في واحدة من الرياضات الهامة، حيث حقق العديد من الإنجازات على مدار مشواره الرياضي، والتي يعد من أهمها عبوره المانش ثلاث مرات محققاً رقم قياسي عالمي في عام 1953 ومتحدياً جميع الصعوبات وأولها البرودة القاتلة والتيارات الجارفة وغيرها الكثير. عُرف أبو هيف كواحد من أبرز سباحي المسافات الطويلة على مستوى العالم وسطع نجمه في فترتي الخمسينات والستينات كبطل في السباقات الدولية، اتخذ أبو هيف من البطل إسحاق حلمي أول عابر للمانش مثلاً له حيث كان له الفضل في الأخذ بيد أبو هيف في مشواره الرياضي . ولد أبوهيف في 30 يناير/ كانون الأول عام 1929م بحي بحري بمدينة الإسكندرية بمصر، وتخرج من كلية سانت هيرست العسكرية بلندن في عام 1956م، وكان الملك فاروق سبباً في دخول أبو هيف لهذه الكلية الحربية عندما أراد تكريمه بعد نجاحه في عبور المانش في عام 1951م، واختار أبو هيف جائزته أن يلتحق بأفضل كلية حربية في العالم بعد حصوله على الشهادة الثانوية وقد كان. عشق أبو هيف السباحة منذ الصغر وبدأ ممارستها وعمره 10 سنوات، وتمكن من الحصول على بطولة الإسكندرية وهو مازال صغيراً ثم توالت نجاحاته وبطولاته ليتوج بطل محلي لمدة عشر سنوات وبطل عالمي لمدة خمسة وعشرين عام. وحقق أبو هيف إنجازات كثيرة على مدار تاريخه الرياضي الحافل ومن إنجازاته ، فوزه بأكثر من عشرين سباق دولي، وحصوله على بطولة العالم خمس مرات، وتمكنه من تحدي المانش وعبوره 3 مرات، كما حطم الرقم القياسي في عام 1953م. في عام 1955م تمكن أبو هيف من تحقيق المركز الأول في السباق الدولي للمانش متفوقاٌ على أشهر وأسرع السباحين العالميين، وأحتل المركز الأول أيضاً في أطول سباق للسباحة الطويلة حول العالم في عام 1963م، هذا السباق الذي أستمر لمدة 36ساعة في بحيرة ميتشجان بالولايات المتحدةالأمريكية وكانت المسافة المقرر قطعها 135 كيلومتر. حصد أبو هيف العديد من الميداليات والجوائز نظير جهوده الجبارة التي بذلها في البطولات المختلفة والتي نجح في الفوز بها بتفوق ساحق متقدماً على جميع المتسابقين الأخريين. وحصل أبو هيف بالاضافة للميداليات على وسام الرياضة من رئاسة الجمهورية، كما حصل على لقب سباح القرن العشرين في مايو 2001 وذلك بناء على اختيار الاتحاد الدولي لسباحة المسافات الطويلة له تقديراً لإنجازاته، كما قام الإتحاد الدولي لمحترفي السباحة الطويلة بمنحه لقب أعظم سباح في التاريخ. وتم اختياره كأفضل ثالث سباح في العالم، وحصل أبو هيف في عام 1963م على لقب أفضل رياضي في العالم وذلك في استفتاء سنوي في إيطاليا لاختيار أفضل النجوم العالميين، الأمر الذي جعله ينضم لأشهر الرياضيين العالميين مثل بيليه نجم كرة القدم البرازيلي أو الجوهرة السوداء كما أعتاد عشاقه أن ينادوه وذلك في عام 1961م، ثم ريفييرا في 1962م، وجاء من بعدهم "أبو هيف" في عام 1963 ليصبح ثالثهم. وكنوع أخر من التكريم تم إطلاق اسمه على إحدى الشواطئ الكبرى بمسقط رأسه بمدينة الإسكندرية وعندما داهم المرض السباح العالمي كان تفاؤله بالحياة يعيد له توازنه من جديد، وصموده لشدائد وآلام المرض لا يقل عن صموده لامواج وصقيع بحر المانش العتيد. وعندما مرض بدوالى المرىء والمعدة، وتضخم بالطحال وتليف كبدي بسبب فيروس (سي) بجانب سرطان جلدي في الرأس لم يتخل عن تفاؤله. وفي يوم الاثنين 21 أبريل/ نيسان 2008 وصل السباح العالمي إلى خط النهاية في بحر الحياة ليسدل الستار على حياة حافة بالانجازات وليظل مثلاً وقدوة لعشرات الآلاف من الرياضيين.