هل صدقت منظمة العفو الدولية عندما رفعت شعار التصدّي لتجّار الألم؟ الإجابة أتت على لسان أحد السجناء الأمريكيين الذي تمنى بعد صعقه بمسدس الصدمات الكهربائية «لو أني أتحوّل إلى قطعة خشبية«. المنظمة تقول بالتصدّي لانتشار أدوات الصعق بين أفراد الشرطة والعامّة على السواء.. ولكن، ماذا لو كانت «مارلين مونرو« على قيد الحياة، هل كانت سترفض استخدام مسدسات الصعق الكهربائية لدرء المعجبين والمهووسين عنها؟ أوليس اللجوء إلى الصعق الكهربائي أفضل بكثير من الاعتماد على الطلقات النارية؟ بعض الشرطة يقول ان هذا هو الحل المثالي ولكن منظمات حقوق الانسان تتصدى لهذا الرأي. كما تجد شخصاً بساق خشبية يمكنك أن تجد آخر برأس خشبي أو حتى بقلب خشبي.. هكذا تصف منظمة العفو الدولية مستخدمي ومروّجي أدوات الصعق بالصدمات الكهربائية ضدّ المعتدين، حتى ان كانوا من المجرمين والسارقين اذ انهم في النهاية بشر، ولا تنتفي هذه الصفة عنهم. المنظمة تنتقد تجار الألم وتقول برفع منسوب الإنسانية بين البشر، فهل تنجح؟ ربما تحتاج الى الاستعانة من جديد بالمهاتما غاندي او بالأم تيريزا، او على الاقل بالراحلة ديانا. أدوات الصعق متنوّعة منذ التسعينيات، استخدمت أدوات الصعق الكهربائية التي تضم باقة من مسدسات الصعق العادية، والتي لا يمكن حصرها ولكن من أبرز الأمثلة عليها: هراوات الصعق، أحزمة الصعق، مسدسات الصعق بالنبال، وغيرها من الادوات التي تستخدم من قِبَل أفراد الشرطة وداخل السجون لتوقيف المعتدين والمجرمين وضبط سلوكهم، حتى انها استخدمت أحياناً لممارسة التعذيب وانتزاع الاعترافات وتخويف النشطاء السياسيين والموقوفين بتهم ارهابية وأيضا المعتقلين في الاسرى والسجون على اختلافها. وقد صممت أدوات الصعق بالصدمات الكهربائية لشلّ قدرة الشخص المستهدف على الحركة عبر إدخال شحنة كهربائية ذات فولتية عالية إلى جسد المرء، بحيث تسبب النبضات الكهربائية تشجنات في العضلات ولاسيما تلك التي تغطي الهيكل العظمي وتؤدي إلى شلّ المرء وتجعله يسقط على الأرض عدة دقائق (5 دقائق أو أكثر)، ومن ثم يشعر بدوار وقليل من الهذيان.. وربما بسبب هذا الشعور نسمع ان بعض المدمنين في السجون يفضلون ان يلجأ رجال الشرطة الى صعقهم كهربائياً، لأن ذلك يريحهم من آلامهم في حال إذا ما لم يتمكنوا من الحصول على المخدرات. ومن أسوأ أنواع هذه الأدوات مسدسات الصعق بالنبال التي تطلق نبلتين مركبتين في طرف سلكين يتصلان بالمسدس وتمر عبرهما صدمة كهربائية بقوة 5 آلاف فولت تسبب تعطيلاً فورياً للحركة، وهذه المسدسات تشكل محط انتقادات المنظمات الإنسانية التي تقول بعدم تعذيب السجناء ومعاملتهم بطريقة إنسانية لا وحشية. ازدياد عدد المصنعين لم تحدد الاسباب الفعلية لذلك، ولكن الكثير من الاحصاءات والدراسات اشارت الى ازدياد عدد صانعي أسلحة الصعق بالصدمات الكهربائية قرابة 3 أضعاف عما كان عليه في منتصف التسعينيات، وباتوا اليوم يتركزون في 12 دولة: تايوان، الصين، كوريا الجنوبية، الولاياتالمتحدة، فرنسا، إسرائيل، روسيا، البرازيل، المكسيك، بولندا، جنوب افريقيا. علماً ان مسدسات الصعق بالنبال انتقلت إلى بعض الدول العربية بحيث تستخدم ضدّ المجرمين ومن هذه الدول نذكر لبنان، الاول عربيا في استقدام أحدث التقنيات الغربية. إلى ذلك، يستخدم بعض القوى الأمنية والعسكرية أحزمة الصعق، وهي أحزمة تثبت على خصر المجرمين بإحكام لمنع فرارهم أثناء انتقالهم من مركز للشرطة إلى السجن، بحيث انها تصدمهم كهربائياً في حال إذا ما أرادوا فكّها أو حاولوا الركض أو القفز. وهذه الأحزمة غير متوافرة في الأسواق على عكس بعض أدوات الصدم الأخرى التي باتت موجودة بكثرة والتي باتت تشكل خطرا على ابناء المجتمع ولاسيما على المراهقين الذين لا يعلمون مدى خطورتها ويحاولون صعق بعضهم بعضا من باب المزاح او ربما الانتقام بسبب الغيرة او المشاكل البسيطة التي قد تحدث بينهم. من هنا فإن الكثير من المنظمات تدعو الى ممارسة رقابة صارمة تمنع وصول ادوات خطرة كهذه الى ايدي العابثين لانها ستضرهم من دون ان يعلموا ذلك. ومن أدوات الصعق الأخرى، مسدس يعمل بواسطة غاز ثاني اكسيد الكربون يضم الكترودات كهربائية تنطلق باتجاه المجرم لشلّ حركته، وآخر يعمل على الليزر ومزوّد بهواء أيوني لحمل النبضات لكهربائية عبر الهواء باتجاه المستهدف وهي منتشرة بكثرة بين المواطنين في الغرب وكبديل عن المسدسات النارية، بحيث يشعر المتلقي للصدمة بأنه تلقى عيارا ناريا مباغتاً. اختراعات مبتكرة وبعيداً عن أدوات الصعق بالصدمات الكهربائية الموجودة لدى أفراد الأمن والشرطة، وجد مبتكرو ومصنعو هذه الأدوات سوقاً أفضل لانتشار اختراعاتهم فباتوا يتوجهون إلى معظم أفراد المجتمع ولاسيما النساء والفتيات لحضهن على شراء أدوات مبتكرة لصعق كل مَن يحاول الاعتداء عليهن حتى لو كان يفوقهن قوة وحجماً. ومن أبرز هذه الاختراعات الهاتف الخلوي الصاعق، وهو عبارة عن أداة صاعقة بالصدمات الكهربائية ولكن على شكل هاتف خلوي حديث مزوّد ب800 ألف فولت ويتمتع بشكل متميز وعصري بحيث يبدو طبيعياً لأي معتد قبل أن يقترب من حامله. كما يشمل الهاتف مميزات عدّة كضوء الفلاش لاستخدامه أثناء الليل، وبطارية للشحن، وحبل متين لربطه باليد بإحكام وهو رخيص نسبياً إذ لا يتجاوز سعره 60 $ً. وعلى الرغم من الانتقادات لشراء معدات كهذه، فقد وجدت الكثيرات في هذا الهاتف وغيره من الأدوات الوسيلة المثلى للتخلص من المعتدين وحماية أنفسهن وقد ثبت فعلياً ان هذه الطرائق أفضل بكثير من وسائل الحماية المبتكرة الأخرى كرذاذ البهارات في عيون المعتدين الذي يأتي على شكل قارورة عطر أو غطاء أحمر شفاه.