اختيار الهدية فن لا يشبه بقية الفنون، لان الهدية لها معان كثيرة، ابرزها الاعتزاز بالصديق او الزميل او بالحبيب، وهي، تأكيدا، قد تدخل في ذاكرته لمدة طويلة اذا كانت من النوع المناسب، الذي يراعي ذوقه واهتمامه وحاجته الشخصية. لكن الانسان الذي يريد ان يقدم هدية الى شخص آخر، ربما يحتاج الى دفعة من المحفز النفسي الذي يساعده في تحديد نوعية هذه الهدية لكي تكون بمنزلة الوسيلة المفرحة بدلا من ان تثير غضبه. لذلك، فلا بد ان يطرح الشخص الذي يريد ان يهدي الهدية الى زميله او صديقه او شريكه التجاري او اي انسان آخر، بعض الاسئلة على نفسه قبل ان يقدم على شراء الهدية، ومن بين هذه الاسئلة: ماذا تعرف عن الشخص الذي ستقدم اليه الهدية؟ هل هو كبير في السن ام صغير؟، وهل هو متزوج ام اعزب؟ وهل تعرف هواياته الشخصية؟ واي الالوان يحب او يكره؟ ثم اي نوع من العطور يغريه؟ اضافة الى معرفة جنسية هذا الشخص، فالهدايا المرغوبة في بريطانيا، يمكن الا تكون مرغوبة في فرنسا، فبدلا من ادخال الفرحة في نفس الشخص المعني بالهدية، فربما تثيرغضبه من دون ان يعلم صاحبها بذلك، كما ان سعر الهدية ربما يكون له اثر في النفس ايضا، لانها قد تعكس درجة الاهتمام او التقدير لهذا الشخص. في فرنسا والتشيك فان العطور او ماء الكولونيا تعتبر من الهدايا المناسبة لكل الاوقات ولكل الاشخاص اما في الولاياتالمتحدة وكندا وبريطانيا، فان هذه الهدايا تعكس حالة من الاعتراف بالحب او العشق. وفي بريطانيا، فان النوع الراقي من الهدايا يدخل السرور اكثر فاكثر الى نفس الاصدقاء او الزملاء او الشركاء التجاريين، مثل انواع معينة من الطراز النموذجي الراقي للصابون بمختلف اشكاله. لكن الامر يختلف في هذه الحالة في فرنسا، فانك ربما تغضب زميلك او صديقك او شريكك التجاري حين تهديه انواعا من الصابون حتى وان كانت هذه الانواع من الانواع الراقية جدا. الهدايا تتغير بتغير الوقت ايضا، ففي الازمنة الماضية، كان الكتاب يعتبر افضل انواع الهدايا على الاطلاق، وكان الشخص المتلقي للكتاب يشعر بالفرح النادر، ولكن الحال قد تغيرت في الوقت الراهن. ففي المانيا وبريطانيا وفرنسا، لن تجد من يتفاعل حاليا مع هذه الهدية، كما كان عليه الامر في السابق، وينسحب ذلك ايضا على المواطن الاميركي الذي هو الآخر ابتعد عن الكتاب بفعل سرعة حركة الحياة وانشغاله في امورها اليومية وتفاصيلها الكثيرة. الشيء المناسب في عالم اليوم، هو الهدايا المحايدة، مثل طقم اقلام الحبر من النوعية الجيدة، او الاقلام الملونة الراقية او قداحات السجائر او محافظ النقود الجلدية او انواع من سكاكين المطبخ او غيرها. في بعض البلدان، تكون الهدية المقدمة للمسؤول الاعلى في الدائرة او الشريك التجاري او زميل العمل اكثر متعة من غيرها، اذا كانت عبارة عن «ربطة عنق». ولكنها في الولاياتالمتحدةوفرنسا، تعتبر من الهدايا «الحميمية» اي انها تتعلق بالجسد او الجسم، لذلك فان طابعها شخصي بحت. وحسب اكثرية الامم، فان الهدايا المناسبة هي السكريات والشوكولاتة وتقدم عادة الى النساء، وهناك هدايا لم يتغير موقعها في نفوس النساء على مر التاريخ، ولا زالت تحتفظ برونقها وبعدها النفسي، الا وهي «الحلي»، ولكن هذه الانواع من الهدايا تبقى ذات طابع شخصي و«حميمي» في آن واحد.