أجرى الرئيس حسنى مبارك صباح الاحد بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة سلسلة من اللقاءات حيث تسلم رسالة خطية من الرئيس السودانى عمر البشير سلمها الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل مستشار الرئيس السوداني كما استقبل رئيس الوزراء اللبنانى فؤاد السنيورة وبحث اخر تطورات الاوضاع فى لبنان . وصرح فؤاد السنيورة بأن زيارته الحالية لمصر ولعدد من الدول العربية تأتى لمناقشة تطورات الاوضاع فى لبنان وبخاصة بعد انعقاد القمة العربية فى دمشق والتى لم يحضرها لبنان. وقال السنيورة ,عقب استقبال الرئيس مبارك له, إنه من الطبيعى أن يأتى الى مصر ويتشاور مع الرئيس مبارك فى هذه المرحلة الدقيقة التى يمر بها لبنان وما يمكن أن ينعكس من خطورة تنجم عن الموقف الحالى سواء على لبنان أو الامة العربية ككل . أشار إلى موقف مصر والرئيس مبارك المساند دائما للبنان ولكل القضايا العربية من منطلق دور مصر التاريخى فى احتواء المخاطر الكبيرة التى تحيط بالامة. واضاف ان مباحثاته مع مبارك تطرقت الى العلاقات الثنائية بين مصر ولبنان ,والتعاون بين البلدين فى شتى الامور لما فيه مصلحة الشعبين. فؤاد السنيورة وأوضح أن عدم حضور لبنان القمة العربية كان بهدف أن يوصل صوته بشكل مدو، ويناشد أشقاءه العرب من أجل رأب الصدع فى العلاقات العربية ومعالجة مسألة العلاقات السورية اللبنانية / والتى وضعها مجلس وزراء الخارجية العرب لدى اجتماعه الاخير فى مقدمة أولوياته لانها تسبب مشكلة تتطلب ايجاد حل لها . وأضاف أن لبنان يهدف من مشاوراته للتوصل الى اجتماع لوزراء الخارجية العرب من أجل بحث القضايا الاساسية وخاصة العلاقات اللبنانية السورية بما يؤدى فعليا الاستعادة المؤسسات الدستورية فى لبنان لدورها وتعزيز دور الدولة اللبنانية التى عانت الكثير من عمليات الافراغ لمضمونها والتأثير عليها لتصبح غير قادرة فى حماية حاضر وأمن وأمان اللبنانيين , مؤكدا أن جولته الحالية تستهدف هذا المطلب أساسا. وبشأن الرسالة من الرئيس السودانى صرح الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل مستشار الرئيس السودانى بأن الرسالة التى نقلها اليوم للرئيس حسني مبارك من الرئيس عمر حسن البشير تتعلق أساسا بالعلاقات الثنائية بين مصر والسودان .. مشيرا الى الزيارة الاخيرة لوزير الاستثمار الدكتور محمود محيى الدين للخرطوم وللاجتماع القادم للجنة الوزارية العليا المشتركة بين البلدين والتى تعقد فى القاهرة الشهر القادم وقال عثمان اسماعيل إنه نقل للرئيس مبارك تقدير الرئيس البشير البالغ لمصر لارسالها قوات ضمن القوة متعددة الجنسيات فى دارفور، موضحا أن ارسال هذه القوات يأتى تنفيذا لقرار مجلس الامن رقم 1796 . وأضاف أن الرئيس مبارك أكد خلال اللقاء استعداد مصر لارسال المزيد من القوات المصرية طالما كان ذلك بطلب من حكومة السودان وفى اطار تنفيذ القرار الدولى بهذا الخصوص . وأشار المسئول السودانى الى انه شرح للرئيس مبارك خلال المقابلة خطوات تنفيذ اتفاقية السلام الشامل فى السودان .. وقال إن الرئيس مبارك أشاد بهذه التطورات , مؤكدا أنه وجه الاجهزة المصرية المعنية للاسراع باقامة عدد من المشروعات فى السودان وبخاصة فى الجنوب ولاسيما فى المجال الصحى والتعليمى ووصول الارسال الفضائى الى مدن جنوب السودان . مستشار الرئيس السوداني وأضاف أنه تم كذلك مناقشة القضايا الاقليمية وبخاصة الصومال حيث تؤكد الدولتان على ضرورة تحقيق المصالحة والاستقرار فى الصومال وجلوس الاطراف المتنازعة معا لحل المشكلة . وقال الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل مستشار الرئيس السودانى إن الرئيس مبارك حمله رسالة شفهية لشقيقه الرئيس البشير يؤكد فيها دعم مصر للسودان واستعدادها لمزيد من التنسيق مع السودان على المستوى الدبلوماسى والثنائى وخاصة ما يتعلق بدعم مشروعات التكامل الاقتصادى لاسيما فى مجالات الامن الغذائى . وأكد عثمان اسماعيل أن الحكومة السودانية رحبت بالاقتراح المصرى الداعى الى زراعة مساحات من الاراضى السودانية بالقمح, وأنها شكلت لجانا لبحث هذا الاقتراح بجانب ما اقترحته السعودية وبعض الدول الخليجية الاخرى فى هذا الشأن وان هذه اللجان بدأت عملها بالفعل فى تحديد المساحات المطلوبة لهذا المشروع ومتطلباتها خاصة وأن المياه متوفرة والاراضى خصبة للغاية ويمكن الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة فى هذا المجال ليس فقط للوصول الى مرحلة الاكتفاء الذاتى لمصر والسودان بل وللمنطقة العربية ككل . وأضاف أن الرئيس السودانى سيزور مصر خلال الفترة القادمة للقاء شقيقه الرئيس مبارك لوضع الخطوات التنفيذية فى مشروع التكامل الاقتصادى بين البلدين, كما أن الفترة القادمة ستشهد المزيد من الزيارات المتبادلة بين مسئولى البلدين لهذا الغرض . وحول استثناء السودان من حظر تصدير الاسمنت المصرى قال الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل إن السودان يشهد طفرة عمراينة فى قطاع المقاولات وإن كافة الشركات هناك سواء القطاع الخاص او العام أو الاجنبية تعتمد اعتمادا كليا على الاسمنت المصرى ولذلك طلبنا استثناء السودان من هذا الحظر. وقد وافقت الحكومة المصرية على ذلك. وأكد الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل ان هناك رغبة حقيقية واصرارا على تحقيق التكامل الاقتصادى بين مصر والسودان وازالة اى عقبات تحول دون ذلك كما أنه تتوافر الان الارادة السياسية لدى قيادتى البلدين لتحقيق هذا الهدف الذى طال انتظاره . وحول مابرز مؤخرا من إختلافات بشأن تنفيذ الجزء الخاص بمنطقة أبيى فى إتفاقية نيفاشا للسلام الشامل قال الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل مستشار الرئيس السوداني إنه لابد أن يتم معالجة موضوع أبيى فى إطار التنفيذ الدقيق لاتفاقية السلام الشامل بما تتضمنه هذه الاتفاقية من آليات وطنية واقليمية ولايمكن اللجوء فى هذا الخصوص للخارج, مشيرا الى أنه قد شرح هذا الامر للرئيس مبارك خلال لقاء اليوم. وحول تجدد تبادل الاتهامات بين السودان وتشاد قال الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل إنه أكد للرئيس مبارك اليوم مجددا أنه ليس لدى السودان أى أجندة لتغيير النظام فى تشاد.. وأن كل مايهم السودان هو الا يحدث تدخل من جانب تشاد فى الشئون الداخلية للسودان وبخاصة فى دارفور ولاتتأثر الاوضاع فى دارفور سلبيا من خلال امدادات سلاح تأتى من الجانب التشادى . وأضاف: أن يدنا لاتزال ممدودة لتشاد لمساعدتها فى كافة المجالات إذا تأكد لنا أنها لاتتدخل فى دارفور.. ونحن نعرف أن هناك علاقات جيدة بين مصر وتشاد.. ونحن من جانبنا نرحب بعلاقات جيدة مع تشاد بغض النظر عمن يتولى الحكم هناك. وردا على سؤال حول ماأوردته وسائل الاعلام بشأن القبض على شخصين من السودان بتهمة محاولة التخريب فى بعض المنشآت بمصر.. قال " اننا فى السودان لم نتلق أى معلومات بهذا الشأن.. ولكن ما نؤكده هو أنه ليس هناك أى مواطن سودانى يمكن أن يكون خارج المساءلة القانونية.. وأى مواطن سودانى يخرق القانون لابد من مساءلته طالما إرتكب خطأ. وأضاف أن هناك بشكل عام تعاونا وثيقا بين الحكومتين السودانية والمصرية فى مجال محاربة الارهاب ونحن نتعاون فى ذلك مع مصر تعاونا وثيقا حتى لا ينتشر فيروس الارهاب عبر الحدود. ( أ ش أ )