يتوجه الرئيس الأميركي جورج بوش اليوم إلى روسيا متسلحا بدعم حلفائه الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي «ناتو» لمشروع الدرع الأميركية المضادة للصواريخ، لإجراء آخر محادثات له مع فلاديمير بوتين قبل ان يغادر هذا الأخير قصر الكرملين. لكن من الصعب القول ما اذا كان دعم حلف شمال الأطلسي لهذا المشروع الذي تدينه روسيا سيدفع بوتين إلى اظهار ليونة اكبر عندما يستقبل بوش اليوم في سوتشي (جنوب) على ساحل البحر الأسود. وتشدد الإدارة الأميركية على ان الحلف قرر في بيانه الختامي لقمة بوخارست دعم الدرع الأميركية المضادة للصواريخ والسعي إلى دمجها في نظام أوسع في المستقبل يكون خاصا به والاقتراح على روسيا ان تتعاون في اطاره كذلك. واعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ان إعلان حلف شمال الأطلسي «تقدم كبير»، لكن إرجاء قرار منح وضع المرشح للانضمام إلى الحلف لكل من اوكرانيا وجورجيا اعتبره الكثير من المحللين على انه انتصار لروسيا المناهضة لتوسيع الحلف حتى حدودها. ولكن فشل بوش الذي دعم بقوة قضية هاتين الجمهوريتين السوفييتيتين السابقتين سيمنح روسيا مزيدا من الثقة. وإدراكاً منها لاحتمال أن يحجب هذا الإرجاء النتائج الأخرى للقمة شددت رايس، وكذلك مسؤولون أميركيون آخرون، على الرسالة التي وجهتها القمة بشأن الدرع المضادة للصواريخ التي ستكون الموضوع الرئيسي للقاء سوتشي. وتقول روسيا ان مشروع الولاياتالمتحدة نصب ستة صواريخ اعتراضية في بولندا ونظام رادار متطور في تشيكيا هو خطة تستهدف امنها.. بينما تؤكد الولاياتالمتحدة في المقابل ان النظام وهو جزء من الدرع المضادة للصواريخ المصممة لحماية الولاياتالمتحدة، سيدافع عن أوروبا في وجه تهديد باليستي يصدر من دول تعتبرها «مارقة» مثل إيران. ولكن بوتين سخر من الحديث عن مثل هذا التهديد. لكن مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الامن القومي ستيفن هادلي اعتبر ان اعلان الحلف غيّر المعطيات، موضحا «على مدى عشر سنوات حصل نقاش فعلي لمعرفة ما اذا كان ثمة تهديد باليستي. وقد انتهى هذا النقاش الآن». وتجلى عزم بوش على تطبيق المشروع في بوخارست مع اعلان اتفاق حول انجاز المفاوضات بين الأميركيين والتشيكيين. وتبذل الولاياتالمتحدة جهودا أخيرة لإقناع الروس. وهي تقترح على روسيا المشاركة معها ومع حلف شمال الأطلسي في نظام مضاد للصواريخ يحميها أيضا.ويقترح الأميركيون على الروس إدراج هذا التعاون في اطار «شراكة استراتيجية» أوسع. وقال هادلي قبل قمة بوخارست ان احد الأهداف الرئيسية الحالية تتمثل في الاتفاق على «إجراءات ثقة» بدأت الولاياتالمتحدة تعرضها على روسيا لتضمن لها انها غير مستهدفة. ومن بين هذه الإجراءات تبادل ضباط الارتباط أو إجراء مداولات بين الأميركيين والروس حول توقيت تشغيل النظام وفقا للتهديد. ويقول مسؤولون في البيت الأبيض انهم يأملون ان يكون بوتين راغبا في إنهاء ولايته الرئاسية بشكل ايجابي بعد أكثر من سبع سنوات من التعاون الصعب في كثير من الاحيان مع بوش. وردا على سؤال حول التوقعات المرتقبة من لقاء سوتشي، قالت رايس ان المسؤولين الروس تلقوا بايجابية الاقتراحات الأميركية خلال زيارتها لموسكو إلى جانب وزير الدفاع روبرت غيتس في مارس الماضي. وأضافت: «نأمل ان نتمكن من المضي قدما».