الاهرام المسائى: 3/4/2008 التعامل الراقي من أجل رعاية الطفل والاهتمام به قد أصبح ضرورة وطنية لأن الطفولة صانعة المستقبل وان الاهتمام بالطفل والاتجاه به الي الحياة بروح مشرقة تعبر عن الوفاء والصدق والعطاء من الأمور الضرورية لأن ذلك التعامل الراقي سوف لايجعلنا نري طفلا حائرا يترنح دون خبرة, أو يتصرف دون نضج بعيد عن التعامل معه بوعي وفهم ولما كانت الحياة أنفاسا معدودة في أماكن محدودة فلابد وأن نبحث في الحياة عن أعز وأغلي مافيها وهو الطفل. فالطفل بذرة المستقبل وأمل الأمم بإذن الله, والعبرة كل العبرة ان نقول عنه ماهو خير وأن نستعد بقبول مانقوله ونعمل علي تنفيذه بامانة وصدق ومسئولية هذا الاستعداد الراقي لقبول الطفل لايأتي اعتباطا ولكن هذا الاهتمام لابد وأن يرتكز علي الفهم والوعي والاحساس بقيمة الطفل ككيان آدمي يصنع المستقبل باذن الله فلابد اعتمادا علي كل ذلك ألا نطلب من الطفل ألا ينتظر منا غير الاخلاص والرعاية والصدق والامانة والحرص والاهتمام والبذل والعطاء والبهجة والسرور والأمن والرعاية الحانية ابتغاء مرضاة الله ثم علينا ونحن نسعي الي تنمية الطفل كضرورة وطنية أن نراعي في سعينا الحثيث أن نخفف حدة الحيرة والقلق التي يمكن أن يستشعرها الأب والأم والأطفال والمؤسسات المعنية بتربية الطفل واذا كنا نهدف الي تنمية الطفل كضرورة وطنية فان هناك بعض المحاور التي قد تسهم في تحقيق هذه التنمية وهذه المحاور هي: محور يتعلق بحرية الطفل: تعد حرية الطفل من أهم المحاور لتنمية شخصيته وتدعم السلوك الايجابي لديه, وهذه الحرية تتماشي مع طبيعة الطفل التي تكره التسلط والحتمية, ولكن حرية الطفل وتلقائيته تدفعنا الي أن نحترم فيه تصرفاته وأن نعمل علي تنقيتها وتنميتها, وأن نعوده تحمل المسئولية ونحصنه ضد الوقوع في الخطأ لأن الحرية تضبطها المسئولية وتحد من جموحها مجموعة القيم التي من شأنها أن تهذب سلوكه وتضبطه. محور متعلق بتوظيف ارادة الطفل: يحتاج الطفل الي أن يتعلم كيف يوظف ارادته في التقاط أهمية وضرورة توظيف الارادة بحيث يكون متعاونا وفعالا وتكوين العلاقات الحميمة بينه وبين زملائه, بحيث يستطيع أن يكون منجزا بين جماعة الأطفال ففي توظيف الارادة بطريقة سليمة يدفعه الي الأمام ويحقق له النمو والتقدم. محور يتعلق بمعني الحياة...: علينا أن نتنبه الي ضرورة تدعيم قيمة الحياة عند الطفل وأن تلك الحياة التي يعيشها( بارادة الله ومشيئته) تحتاج الي مجموعة من القيم ترتفع بصاحبها عن الماديات والمحسوسات, وكيف تلعب الارادة دورا معينا ومحددا وتساعد علي تأصيل العلاقات الانسانية, وان الحياة تحتاح الي النظرة الواقعية للأمور...تلك التي تعتمد بدورها علي توظيف الطاقات البشرية والمهارات, والخروج الي الحياة بكل ماهو مفيد ويعبر عن الطابع البشري الخصب الذي يشعر الطفل منذ بداية حياته بالمعني الخصب للحياة, وما ينطوي عليه من انجاز ينعكس علي رؤيته في المستقبل... تلك الرؤية التي تستند الي حب الحياة والتفاعل معها وذلك يشكل الحياة بوعي المستقبل وصبر المقتنع وهكذا يحتاج الطفل في أمر تنميته الي ترسيخ معني الحياة من خلال تحقيق الهدف من الحياة وهو في سعيه هذا لابد أن نعلمه فن التعامل المتسامح الذي يجعله يوظف ارادته بطريقة موضوعية بعيدا عن عوامل الذاتية التي قد تحرمه من الاتجاه الي الآخر بمودة ومحبة. وتعتمد هذه المحاور علي مجموعة من الخطوات الاجرائية لكي يتحقق النمو السليم للطفل وهذه الخطوات تدعم المحاور السابقة وتعمل علي ترسيخها وهذه الخطوات هي: 1 خطوة تقويم الذات حيث يحتاج الطفل الي ان يتعلم كيف يقوم بعملية تقويم لذاته بدقة وموضوعية من خلال عمليات (جرد) لكل أعماله وافعاله وتصرفاته يعرف من خلالها( حقوقه ووجباته ومسئولياته وآماله وطموحاته) والهدف من هذه الخطوة يتبلور في جعل الفرد واعيا بمواقفه في الحياة وأيضا تلقي مزيدا من الضوء علي قدراته وامكاناته غير المستغلة, وتنمية الطفل الي ضرورة أن يتجه فاعلا ومنجزا 2 خطوة التحكم في الادارة... تعد من الخطوات الرئيسية خطوة التحكم في الارادة فهي تساعد علي ترسيخ معاني وقيم دور الطفل وتتجلي في مدي قدرته علي التحكم في رغباته وميوله وكيف يوظف ارادته في فعل الخير للآخر وكيف تساعده وتوجهه الي الأعمال التي تحقق الانجاز المستمر الذي له ثمراته علي الطفل ويمتد للآخرين بالفائدة وبطبيعة الحال هذا الأمر يتطلب درجة عالية من تحمل المسئولية نحو نفسه ثم نحو الآخر 3 خطوة تحقيق الهدف من خلال المواجهة: لابد وأن نعلم الطفل كيف يواجه بالحقائق ونعوده علي التعرف علي كل الحقائق المتعلقة بأموره والتي تخص بدورها الآخرين وكيف يطلب حقوقه التي يستحقها وكيف يعطي الآخر حقوقه بطواعية وطيب خاطر, وكيف يتسامح في المعاملات بعيدا عن الحاق الأذي, أو الاعتداء علي الآخرين تلك محاولة لتنمية شخصية الطفل, وهي محاولة يراد منها القاء الضوء علي الطفل بوصفه يمثل الأمل في مستقبل مشرق باذن الله, وطالما نحن نؤمن بأن أجمل التاريخ غدا فان هذه النظرة المشرقة تجعلنا ونحن نفكر في أمر الطفل ورعايته لانجد إلا مصلحة اعداده مواطنا صالحا من هذا المنطلق يصبح الاهتمام بتنمية الطفل ضرورة وطنية. الى مزيد من الاقلام والاراء