على عكس المألوف في الانتخابات السابقة، تسجل المرأة المصرية حضوراً واضحاً في انتخابات المجالس المحلية المقرر أن يجري الاقتراع عليها يوم 8 أبريل/ نيسان 2008، فقد تقدمت 2771 سيدة على مستوى الجمهورية للحصول على استمارات للترشيح. وسجلت محافظة الدقهلية أعلى عدد في الراغبات للترشح، وهى 384 سيدة تلاها محافظة الشرقية 344 ،والمنوفية 250، والقاهرة 224، والغربية 148، والجيزة 127، وقنا 109، والوادي الجديد 104. وقد رشح الحزب الوطني عدد 6 آلاف امرأة للانتخابات المحلية من بينهن 450 قيادة نسائية على مستوى المحافظة. وأكدت عائشة عبد الهادي الأمين العام للمرأة أن اختيار هذا العدد من النساء هو أكبر دليل على تفعيل دور المرأة في المرحلة القادمة. كما أكدت على وضع خطة عمل مكثفة ومكتملة الجوانب تتضمن التحرك الميداني من خلال إعداد فريق عمل من هيئة مكتب الأمانة وعضوات الأمانة المركزية لمساندة ودعم المرشحات وتوعية الناخبات بأهمية دورهن في الإدلاء بصوتهن أمام صناديق الاقتراع. من ناحية ثانية شاركت نساء من أحزاب معارضة في الانتخابات، وفي هذا التحقيق تدلي 3 سيدات من أحزاب "الوطني" و"الوفد" و"الناصري" بآرائهن في العملية الانتخابية ودور المرأة فيها. حزب الوفد الجديد إجلال المليجي مرشحة عن حزب الوفد الآنسة إجلال سالم المليجي خريجة كلية الخدمة الاجتماعية ودارسة للعلوم الإسلامية، وهي إحدى مرشحات حزب الوفد ال22 والمرشحة عن دائرة دار السلام والبساتين قالت إن خبرتها بالعمل الاجتماعي جاءت من خلال عملها التطوعي بالهلال الأحمر منذ عام 1992. ومن خلال الجمعية الخيرية التي ترأسها والتي تأسست منذ ثلاث سنوات. ومن خلال تواجدها الدائم بالمنطقة ومساعداتها لأهلها. وذكرت المرشحة إجلال المليجي أن الناس في البساتين ودار السلام يعتبرون "خارج نطاق الحياة" أنها منطقة غارقة في الفقر والجهل. وحوادث السرقة والاغتصاب كثيرة. وأضافت: "نجحت عن طريق الجمعية في المشاريع الصغيرة المنتجة للأسرة مثل صناعة الصابون وأعمال الخياطة. كما نجحت إلى حد ما في توعية الناس في مشكلة الزواج المبكر والزواج بالدين. كما وفرت الجمعية للسيدات الدعم القانوني المجاني. وأشادت بسرعة تلبية وزير الأوقاف لندائها بمساعدة المنطقة بالتبرعات العينية وتكليف الدعاة التابعين للوزارة بمباشرة المساجد لتفقيه الناس. وتمنت أن استطيع بنجاحها في الانتخابات المحليات ي منطقة دار السلام والبساتين إلى منطقة أكثر أمنا وأكثر إنتاجا. وأتمنى أن أعلم المرأة كيف تحافظ على كرامتها وأن تعتمد على نفسها لتفيد نفسها وأسرتها وأشادت إجلال بالحفاوة التي قوبلت بها عند تقديم أوراق الترشيح من اللجنة المختصة مما أدهشها لما كان يشاع عن منع قبول الترشيح من أحزاب المعارضة وأكدت أنها لم تلقى أية معوقات. الحزب العربي الناصري هدى عبد المريد عن الحزب العربى الناصري ومن الحزب العربي الناصري لم تتقدم إلي انتخابات المحليات سوى 5 سيدات في أسيوط وقنا والمنوفية منهن الأستاذة هدى عبد المريد محمد أحمد، مدرسة أول لغة عربية في مدرسة أرمنت الثانوية بنات بالأقصر. تحدثت عن الأسباب التي دفعتها للتقدم بالترشيح فقالت أولاً إن الوطن بحاجة لكل فردٍ من أجل عملية الإصلاح. إن عملية الإصلاح يجب أن تبدأ من الأسفل. أي من المحليات. بخاصة بعد أن أعلنت الحكومة عن جهودها لمحاربة الفساد الذي استشرى في المحليات. فإذا صلحت المحليات صلحت الحكومات ثانياً أن المرأة الصعيدية لم تأخذ حقها بعد في العمل السياسي. مما وجدتها فرصة لإثبات قدرة المرأة على تحمل المسئولية. وأشادت في هذا الصدد بالمساندة التي لاقتها من أسرتها وزوجها في كافة مراحل الترشيح والعمل الانتخابي. القرية تحتضن أبنائها وأعربت هدى عن أملها أن لا تكون القرية، كما هو الحال الآن، طاردة لشبابها بل تتمنى أن تكون حاضنة وجاذبة لهم. لأن الشكل العام للقرية يعد من أهم الأسباب التي جعلت الشباب يفر من قراهم فإذا توفرت مظاهر الرقي والنظافة بالقرى بالجهود الذاتية تتغير شكل القرية ويقبل الشباب على البقاء بها. وأكدت أنها من خلال برنامج الحزب العربي تستطيع أن تخدم أهالي قريتها بشكل أفضل. كما انها تقترح حل المشاكل بالجهود الذاتية فمثلا يمكن حل مشكلة رغيف الخبز عن طريق تكليف شابين أو ثلاث في كل قرية بتوزيع الخبز على المنازل مقابل مبلغ رمزي. 3 جنيهات من كل منزل شهريا مثلاً. بذلك يمكن تحقيق شيئين في الوقت نفسه: توزيع الخبز وتوظيف الشباب العاطل. ومع أن هدى عبد المريد ليس لديها خبرة بالعمل السياسي إلا أنها تؤكد على خبرتها بالعمل الاجتماعي التي تأتي من خلال مشاركتها مع المدرسة في إقامة الندوات لتثقيف الفتيات في شتى المجالات. الحزب الوطني الديمقراطي مشيرة أبوغالي مرشحة الحزب الوطني ومن مرشحات الحزب الوطني الديمقرا تحدثت الأستاذة ناهد حسني ابوغالي الشهيرة ب"مشيرة أبوغالي" المرشحة عن دائرة حلوان أن هذا هو الترشيح الأول لها في انتخابات المحليات لكن لها دراية سابقة بالعمل السياسي من خلال عملها بالحزب الوطني منذ عام 1984 عندما كانت في الثانوية العامة حيث تقلدت مواقع تنظيمية عدة وصولا إلى أن أصبحت أمينة امرأة عن منطقة حلوان منذ عام 2000. ومن خلال موقعها كأمينة للمرأة بحلوان تولت مواقع تنظيمية أخرى. وتشغل الأستاذة مشيرة حاليا منصب عضو لجنة قسم حلوان وعضو الأمانة العامة للمهنيين ورئيس مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة. وهو مجلس يعمل تحت مظلة جامعة الدول العربية ويضم عشرون دولة عربية. وأكدت الأستاذة مشيرة أن العمل الاجتماعي لا ينفصل عن العمل الحزبي لان المؤسسة السياسية تتواصل مع الجمهور من خلال خدمات تكون اجتماعية وثقافية وخدمات لتنمية الموارد البشرية واقتصادية أكثر منها سياسية حول ترشيحها لانتخابات المحليات في هذه الفترة قالت أنها سبق وتقدمت للترشيح للانتخابات في الدورة السابقة ولكن ثقافة تمكين المرأة وضرورة مشاركتها في الحياة السياسية وخوضها الانتخابات كلها أمور لم تكن متاحة. فكانت الأولوية للرجال. وكانت نسبة تمثيل المرأة 1% فلم يكن لها حينذاك نصيب من قائمة الحزب الوطني. ولكن هذه الدورة اختلفت اختلافا كليا عن الدورة الماضية. في هذه الدورة قاد الحزب الوطني -ولأول مرة في تاريخ الحياة السياسية بمصر- مبادرة أساسها زيادة نسبة تمثيل المرأة في قوائم الأحزاب. بدأت تلك المبادرة منذ انتخابات الوحدات الحزبية الخاصة بالحزب الوطني التي كانت منذ أشهر قليلة مضت واستكملها في انتخابات المجالس المحلية بنسبة لتمثيل المرأة داخل قوائمه بلغت النسبة 20% البرنامج الانتخابي تقول مشيرة ابوغالي أن الأفكار والخطط المستقبلية التي تسعى لتحقيقها باعتبارها مرشحة الحزب الوطني مرتبطة بالبرنامج الانتخابي للحزب والمنبثق عن البرنامج الانتخابي للرئيس مبارك ولكن سيختلف من حيث الانجازات من حي لأخر . بالنسبة لحلوان تتمنى أن تكون هناك نهضة تنموية للشباب والمرأة يسيران على خطين متوازيين للتغيير من الثقافة الإتكالية للمواطنين وثقافة اللامبالاة. في حلوان كتلة سكانية وكتلة عمالية لا يستهان بهما . فالكثير من العمال تم تسريحهم نتيجة الخصخصة في بعض المصانع أو نتيجة المعاش المبكر هنا نتحدث عن خبرات ومهارات بالإضافة إلى شباب خريجين معطلين والمرأة أيضا كل هؤلاء ليس لديهم المعي الكافي لتطوير وتنمية أنفسهم واكتشاف مهاراتها الذاتية. وتأمل في الوقت نفسه أن تستطيع مع باقي أفراد المجلس توعية وتثقيف الشباب لاكتشاف مهاراته والتطلع للمستقبل والسعي لإقامة مشروعات مختلفة ومتنوعة تغذي المنطقة تقدم المنافسة الحرة بين الناس بعيدا عن الاحتكار. ما أعربت عن تطلعها أن يصبح الشباب أكثر انخراط واندماج في مجتمعاتهم أكدت في الوقت الوقت ذاته على العمل من اجل توفير الخدمات للمنطقة وتوصيل خدمات جديدة ودعم الخدمات القائمة ومساندة الناس. وفي النهاية وعلى اختلاف توجهات السيدات المرشحات سواء من حزب الأغلبية أو المعارضة نجد أن الاهتمام بقضايا المرأة والأسرة هي السمة الغالبة في حديثهن. فهل تستطعن النجاح وتحقيق ما تتمنين من اجل توفير حياة أفضل واكرم ليس للسيدات فحسب بل للمجتمع بكاملة رجالا كان أم نساء ؟ وهل نأمل أن يزداد نسبة التمثيل النسائي في المحليات ومن ثم في البرلمان بما يخدم الوطن؟ أسئلة نرجو أن نجد إجاباتها في القريب العاجل من اجل رفعة مصرنا الحبيبة.