يتخوف محللون من أن تساهم القمة العربية العشرون في تعميق الخلافات العربية القائمة أساسا وإشعال حرب عربية باردة على غرار فترة في حقبة الستينات من القرن الماضي. وقال مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية وحيد عبدالمجيد إن «هذه القمة تعقد في ظل انقسام عربي عميق بدأ مع القمم السابقة، لكنه وصل إلى ذروته الآن في ظل عدم قدرة العرب على الحوار على مستوى القمة». وأضاف أنه «إذا لم يحدث تحرك جاد من الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى لترتيب حوار بين مصر والسعودية وسوريا، اعتقد أننا متجهون إلى وضع شبيه بالحالة التي كانت تسود العالم العربي بين 1957 و1967». وطبع هذه الفترة صراع بين مصر عبد الناصر والمملكة العربية السعودية أطلق عليه «الحرب العربية الباردة» واستمر حتى حرب 1967 بين إسرائيل والعرب. واعتبر عبدالمجيد انه «من الممكن أن تتحول أي من الأزمات مثل الوضع في لبنان أو فلسطين إلى شرارة تشعل المنطقة». وتحمل السعودية ومصر، سوريا مسؤولية عدم انتخاب رئيس لبناني جديد في حين تطالب دمشقالرياض بممارسة مزيد من الضغوط على حلفائها اللبنانيين لتجاوز هذا المأزق. وأكد عبد المجيد ان «سوريا تؤيدها بعض القوى العربية، تحمل مشروعا لتغيير المنطقة طابعه إيراني في مواجهة الولاياتالمتحدة». وكانت الصحف الحكومية المصرية شنت الخميس هجوما شديدا على النظام السوري واتهمته بإفشال القمة العربية قبل أن تبدأ، بسبب عرقلته المبادرة العربية لتسوية الأزمة اللبنانية. وكتبت صحيفة »الجمهورية» الرسمية ان «الجميع توقعوا ان تسقط قمة دمشق»، مؤكدة ان «معظم الدول العربية لن تقبل رهانات سوريا الخاسرة لتتولى إيران قيادة المنطقة العربية». في المقابل، قالت صحيفة «البعث» السورية الناطقة باسم الحزب الحاكم الخميس «لقد فشلت الإدارة الأميركية في ما ذهبت إليه من ضغوط وتهديد»، مؤكدة ان «سوريا فتحت كوة جديدة في الجدار الذي تحاول الإدارة الأميركية رفعه في وجه أي عمل عربي مشترك». وقال سياسي عربي على اتصال بالمسؤولين السوريين طلب عدم الكشف عن هويته إن سوريا تعتقد أن الأزمة في لبنان يمكن أن تستمر حتى انتخابات الرئاسة الأميركية في نوفمبر أو ما بعدها وتتضمن احتمال نشوب حرب جديدة بين إسرائيل وحزب الله قد تشمل سوريا هذه المرة. وكان لبنان على مدى عقود ساحة قتال بالنسبة لسوريا في صراعها مع إسرائيل. وأجبرت سوريا على سحب قواتها من لبنان عام 2005 في ظل ضغوط دولية في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وانهار اتفاق بين فرنسا وسوريا لإيجاد حل في لبنان وسط تبادل انتقادات حادة في نهاية العام الماضي. وتزايدت مرة أخرى عزلة سوريا التي كانت بدأت في التآكل. ووسعت واشنطن العقوبات على سوريا هذا العام وأرسلت سفنا حربية قبالة شواطئ لبنان التي من بين أهدافها إظهار نفاد صبرها مع دمشق. كما دعا خافيير سولانا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي هذا الشهر إلى ممارسة ضغوط أكبر على سوريا.