اذا كانت احداث الاسابيع الاخيرة بمثابة الاستعداد لهذه الحرب فإن زيارة تشيني هي الاعلان الرسمي عنها فبعد ان ظلت واشنطن لعدة اشهر تتحدث باستحياء عن استخدام الخيار العسكري ضد ايران عقابا لها علي برنامجها النووي حيث حرص الرئيس الامريكي اكثر من مرة الي الاشارة الي ان تسوية الخلاف مع ايران ستتم عبر الاساليب الدبلوماسية بل لقد طرح السفير خليل زادة مندوب الولاياتالمتحدة لدي الاممالمتحدة خلال الاجتماع الاخير لمجلس الامن سلة حوافز وفيرة لتسوية قضية الملف النووي الايراني. ولكن ديك تشيني نائب الرئيس لم يخف نوايا واشنطن بل اعلن ان بلاده سترفض استمرار طهران في تخصيب اليورانيوم واشار الي ان تقرير المعلومات الامريكية الذي صدر في شهر نوفمبر الماضي والذي اشار الي توقف برنامج التسلح النووي الايراني منذ عامين لم يؤكد ان طهران اصبحت غير قادرة علي تصنيع السلاح النووي حيث ان جميع الامكانيات مازالت متاحة الي جانب زيادة عدد المفاعلات النووية في مناطق عدة من ايران. وعندما سئل تشيني عما اذا كانت زيارته لبعض دول الخليج وتركيا هي بمثابة الاعلان عن حرب ضد ايران ذكر نائب الرئيس الامريكي ان سمعته السابقة توحي بذلك واكد ن ايران اصبحت عنصر عدم استقرار في المنطقة. وإذا كان الرئيس بوش قد اعلن ان نائبه سيقوم اثناء زيارته للمنطقة بالعمل علي دفع عجلة الجهود الامريكية الرامية لاقرار السلام ولتسوية النزاع الاسرائيلي الفلسطيني فقد اراد ان يصرف الانظار بعيدا عن الملف الحقيقي الذي يحمله تشيني وهو الملف الايراني.. وقد يذكرنا هذا بزيارة الرئيس بوش الاخيرة لمنطقتنا حيث اعلن انه يسعي لمتابعة ما ورد في مؤتمر انابوليس لدفع عملية السلام وكان الهدف الحقيقي هو اقناع دول الخليج بأن الخطر الذي يهددهم هو ايران التي تسعي الي بسط نفوذها بالمنطقة.. وجاء رد الفعل الخليجي بدعوة الرئيس الايراني احمدي نجاد لحضور القمة الخليجية لاول مرة.. واذا كان الرئيس الايراني لم يكتف بمنافسة النفوذ الامريكي في المنطقة حيث صعد هجومه علي واشنطن بمساندة رفض سكان الحديقة الخلفية للولايات المتحدة بقيادة الرئيس الفنزويلي هيجو تشافيز للسيطرة الامريكية فقد كانت زيارته الاخيرة للعراق هي بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.. فقد جاء استقبال اصدقائه في العراق بمثابة طعنة للسيد الامريكي الذي فشل في التعامل مع طهران التي اصبحت هي صاحبة الكلمة الاولي والاخيرة في استئناف التفاوض حول الوضع الامني في العراق. وقد تمت خلال الاسابيع القليلة الماضية تحركات اشارت الي ان الرئيس بوش لايريد ان ينهي مدة رئاسته بذكري كارثة العراق وان هناك استعدادا لمغامرة جديدة.. أغلب الظن انها ستكون ضد ايران وحلفائها في المنطقة سواء في سوريا او حزب الله في لبنان.