يبدو أن قنصل إسرائيل الجديد في الإسكندرية »حسن كعبية 40 سنة« قد تحول بالفعل إلي أكثر قناصل وسفراء إسرائيل مصر إثارة للجدل منذ بدأ تبادل السفراء بين البلدين في أعقاب اتفاقية السلام. فلم يمض علي تولي الرجل لمنصبه رسمياً سوي 30 يوماً فقط إلا أنه استطاع خلال هذه الفترة التي لا تذكر أن يحصل علي دهشة واستغراب أهالي الإسكندرية.. وربما كان ذلك مقصوداً من قبل الخارجية الإسرائيلية. التي ارتأت في وجود قنصل رسمي لها يحمل الثقافة العربية الإسلامية وتنحدر أصوله وجذوره من الشام، كفيل بأن يجعل جبال الثلج التي حالت بين تطبيع العلاقات الفعلي مع الشعب المصري تذوب. فالرجل يتجول في شوارع الإسكندرية دون خوف ودون أن يلتفت أحد إلي كونه إسرائيلياً.. فهو يحمل ملامح عربية بل مصرية. ولا يمكنك أن تعرف هويته إلا إذا تحدث أو تكلم.. وحتي عندما يتكلم تتيقن تماماً أنه مجرد سائح عربي قادم من بلاد الشام!! قام كعبية في أولي زياراته الرسمية بالإسكندرية بالذهاب إلي مقر جريدة محلية تقع في حي الجمرك تتبع المجلس الأعلي للصحافة. استغرقت الزيارة ساعة ونصف الساعة انصرف بعدها دون أن يعرف أحد ماذا دار من حوار بينه وبين صاحب الصحيفة والعاملين فيها حتي الآن!! اللهم إذا إذا كان الحوار قد اقتصر فقط علي تبادل العبارات الرسمية وتناوله المشروبات الساخنة، كما ذكر صاحب الصحيفة، الزيارة تسببت في حدوث حالة من الغضب في الوسط الصحفي. حيث إنه من المعروف أن نقابة الصحفيين تحظر أي تعامل رسمي أو غير رسمي مع جهات إسرائيلية مادامت هناك أراض عربية محتلة. ومن يقدم علي ذلك من الصحفيين يتعرض للتحقيق والمساءلة، ويمكن أن ينتهي به الأمر إلي حد الشطب من جداول النقابة. وتطور الأمر بعد ذلك إلي مطالبة المجلس الأعلي للصحافة بإلغاء ترخيص الصحيفة التي قام كعبية بزيارتها وسحب ترخيصها. فقد تمت الزيارة دون أي تنسيق مع الجهات الأمنية والتي يفترض أنها تتولي مسئولية تأمين حياة القنصل والحفاظ عليها. إذاً فلا تندهش عندما تفاجأ برجل يحمل السبحة في يديه ويتحدث معك بما قال الله وقال الرسول ثم تفاجأ بأنه قنصل عام يمثل أكبر دولة عنصرية في المنطقة تعيش علي احتلال أرض الغير. كذلك لا تندهش عندما يروي لك أحد جيرانه أنه يلقي عليهم عبارة »السلام عليكم« كلما راح أو جاء.. إلي آخره من عادات وممارسات مرجعها أولاً وأخيراً إلي الثقافة العربية الإسلامية. وقد حرص كعبية عند قدومه إلي مصر أن يبقي أبناءه الستة وزوجته في قرية كعبية مسقط رأسه في شمال إسرائيل. فهم أي أبناءه لا يزالون في مراحل التعليم المختلفة وقد تعمد ترك أسرته هناك حتي يتفرغ لتحقيق برنامجه التطبيعي خلال فترة تواجده في الإسكندرية، ويتمكن من تحقيق ما فشل فيه سلفه »إيلي العنتيبي« قنصل إسرائيل السابق في الإسكندرية.. ويحمل كعبية في حقيبته خططاً وآمالاً وطموحات كبيرة منها تعزيز العلاقات السياحية والاقتصادية وتبادل البعثات الطلابية وإحداث نوع من التقارب بين الثقافات والشعوب في البلدين. وكعبية الذي خدم في الجيش الإسرائيلي في الفترة من 1984 2000 حصل علي رتبة عقيد وتم تكليفه من قبل الحكومة الإسرائيلية للقيام بالعديد من المهام وضمن لجانا مشتركة بين مصر والأردن.. وقد استغرقت الخارجية المصرية شهرين حتي تتم الموافقة عليه. تقع قرية الكعبية التي ينتمي إليها القنصل الإسرائيلي شمال إسرائيل يحدها منطقة شفا عمرو شمالاً وأراضي صفوية وعليوط شرقاً ومستوطنة بيت لحم جنوباً وبسمة الطبعون غرباً، وهي قرية زراعية يعمل أهلها في الزراعة وبعضهم في خدمة المستوطنات الإسرائيلية وجزء منهم موظفون حكوميون يعملون في التدريس وغيره من المهن. وترجع جذور الكعبية إلي الشام »دمشق« ثم انتقلوا بعد ذلك كما تقول كتب التاريخ إلي جبال الخليل وجزء إلي منطقة مرج بن عامر واستقر بهم الحال بعد ذلك قرب غابة شفا عمرو شمال فلسطينالمحتلة. وقد درس حسن كعبية الاقتصاد والعلوم السياسية. وتمتلئ قرية كعبية بالمساجد والمدارس التي تدرس اللغة والثقافة العربية إلي جانب اللغة الثانية وهي اللغة العبرية. من العائلات المعروفة في قرية كعبية نجد هناك عائلات السماعنة والسلامنة، بالإضافة إلي الكعابية وجميعهم يرتبطون بصلات قرابة. وقد انهالت التهاني علي قنصل إسرائيل حسن كعبية بمجرد الإعلان عن توليه منصبه رسمياً في الإسكندرية. حيث إن هناك موقعاً عبر الإنترنت يطلق عليه اسم »بكر« يصدر عن المجلس المحلي للقرية أو ما يطلق عليه بالعبري »عميق يزراعيل« أي المجلس الإقليمي.. تضمن هذا الموقع أكثر من 60 تهنئة للقنصل حسن كعبية بمناسبة منصبه الجديد حتي إننا وجدنا ضمن التهاني تهنئة لابنته له ولابنه أيضاً. ولأفراد من عائلة جميعهم يهنئونه ويتمنون له الترقي إلي منصب سفير.. فقد هنأته فتاة تدعي زينب السماعنة، قائلة له: تستاهل يا أحلي أب في الدنيا كله، وأخري أطلقت علي نفسها »سماعنين«، وكُتب له: الله يحميك عقبال السفارة إن شاء الله.. بينما علق آخر قائلاً: يا جماعة شوي شوي علي أبو علي، لا يهمك إحنا وراك الله يحميك ويرجعك سالم غانم للعيلة.. ونحبك موت!!.. بينما كتبت فتاة أطلقت علي نفسها أخت القنصل.. ألف ألف مبروك يا أبو علي وعقبال السفير إن شاء الله.. بينما هنأته »بنت زرازير« قائلة: وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة.. ألف تحية وتقدير لأم علي.. بينما هنأته دار أبو محمد قائلة: »الله يحميك ويخليك« وتحت توقيع بنت القنصل كتبت له: كل التوفيق، وغيرها كتير من التهاني مثل: رفعت راسنا يا أبو علي وإن شاء الله السفارة وكلنا معاك يا أبو علي وإن شاء الله السفارة وعندما خرجت التعليقات عن مسارها وهو التركيز علي تهنئة أبو علي.. وبدأ البعض يتشاركون مع بعضهم علي الإنترنت كل منهم يفتخر بالقنصل وينسب الفخر لعائلته.