الجمهورية 6/12/2007 الفساد والسياسة اجتمعا سوياً في محاولة حثيثة لتدمير شركة غزل المحلة.. المحاولات أدت لهزات اقتصادية عنيفة خلال الفترة الماضية بدأت باضرابات واعتصامات صاخبة وانتهت بالكشف عن مخالفات مالية جسيمة أهدرت فيها عشرات الملايين من الجنيهات وكانت سبباً في عزل رئيس وأعضاء مجلس الإدارة ومازال التحقيق جارياً معهم في المخالفات التي كان الكشف عنها في الجمعية العمومية الأخيرة للشركة القابضة للغزل والنسيج بمثابة الصدمة أذهلت الجميع لأن وزارة الاستثمار قبل عام قد سددت ديون الشركة التي تقترب من المليار جنيه كانت الشركة تدفع عنها فوائد سنوية تصل إلي 115 مليون جنيه وبدلاً من تحقيق أرباح وإحداث طفرة في الإداء بعد إزالة حجر العثرة أمام إنطلاقة الشركة.. حققت الشركة خسائر بلغت 43 مليونا بسبب الفشل الذريع للإدارة التي ارتكبت مخالفات مالية.. وصفها الجهاز المركزي للمحاسبات بالجسيمة وجهات التحقيق تبحث عن تحديد المسئولين تمهيداً للتحويل للنيابة. المخالفات التي أوردها تقرير الجهاز المركزي شمل 21 مخالفة أو جزتها الشركة القابضة للغزل والنسيج في 3 مخالفات جسيمة. الأولي تتعلق بإصدار فواتير بخصم كبير بالمخالفة لقواعد صندوق دعم الغزل وتحمل شركة غزل المحلة النولون والتأمين الأمر الذي هبط بأسعار منتجات الشركة لتقل عن منتجات الهند وباكستان الأقل جودة كما أن الغزول محل هذه الفواتير عبارة عن خليط من القطن المصري القبلي واليوناني بخلاف ما هو موضح علي طرود رسائل البضاعة ومستندات الشحن الأمر الذي أدي لضرر بالغ لباقي الشركات العاملة في مجال صناعة الغزل والنسيج. الثانية توضح أن الشركة حققت هذا العام خسائر قدرت بمبلغ 1.13 مليون جنيه قبل الفوائد مقابل أرباح العام الماضي بلغت 102 مليون جنيه وبتدهور بلغت قيمته 115 مليون جنيه ونقصاًَ شديداً في المبيعات وصل إلي 90 مليون جنيه الأمر الذي يؤكد وجود خصومات مبالغ فيها علي هذه المبيعات. الثالثة تتعلق بمنح خصم 6 ملايين جنيه لأحد عملاء الشركة- وبالمناسبة هو أحد أبناء مدينة المحلة المشهورين- وهذا الخصم يمثل 27% من مبيعات الحراير وأدي إلي خسائر فادحة في هذا القطاع وبهذه المخالفات فقد وصلت خسائر الشركة إلي 43 مليون جنيه قبل عمل إثر إيرادات ومصروفات السنوات السابقة.. وبناء علي هذه المخالفات فقد قررت الجمعية العمومية في نهاية نوفمبر الماضي إعمالاً للمادة 29 من القا نون 203 لسنة 1991 الخاص بشركات قطاع الأعمال عزل رئيس وأعضاء الإدارة وإجراء تحقيق حول المخالفات. فرحة العمال سادت حالة من الارتياح بين جموع العمال بعد قرار عزل رئيس وأعضاء مجلس الإدارة مؤكدين أن تصرفات مجلس الإدارة الاستفزازية والمتخبطة كانت وراء كل الأزمات التي تفجرت في غزل المحلة وطالبوا الحكومة بالتدقيق في اختيار من يتولي المسئولية في الشركة الذي يضم أمهر العمال في قطاع الغزل والنسيج والدليل حجم الإنتاج الضخم للشركة إلا أن فشل الإدارة والتسويق حال دون بيع هذا الإنتاح أو التصرف فيه بأقل من سعر التكلفة لتحدث الخسائر.. داخل عناصر الإنتاج هدير الماكينات لا ينقطع والكل منكب علي العمل الذي أتسم بالسرعة. يقول رزق عريان مدير وردية بمصنع غزل 2 إن الكشف عن أي فساد إداري بشركة غزل المحلة يصب بالدرجة الأولي في صالح العمال الذين يعملون ليل نهار.. واعتصامات العمال الأ خيرة لا دخل لها بالخسائر التي تحققت والتي أكدت الجمعية أنها أخطاء إدارية بحتة فالإنتاج يسير بمعدلات كبيرة. بدليل تكدس المخازن به. عبدالفتاح عبدالقادر رئيس قسم التدوير وعبدالفتاح المرشدي مساعد رئيس وردية يقولان إن العمال لا يشغلهم الآن سوي العمل والعمل فقط. والروح الجديدة التي تسود اليوم تدفعنا لمضاعفة الجهد لتجاوز الأزمة رغم أننا لا ذنب لنا فيها. عبدالباسط كامل سعيد وبركات الشحات يؤكدان أن الفرحة والارتياح سادا جموع العمال بعد قرار عزل رئيس وأعضاء مجلس الإدارة الذين تسببوا في كل الأزمات ودفع الشركة لهذه الخسارة الكبيرة ويأملون خيراً في الإدارة الجديدة لتصحيح الأخطاء والقضاء علي بؤر الفساد بمنتهي القوة. سيد عبدالسلام أبوالجود عامل بقطاع الإنتاج يقول: الماكينة أغلي شيء في حياتي. فهي السبب المباشر في تربية أولادي ومصدر رزقي وإذا تعطلت يكون "يوم أسود" فحالة العشق التي تربطني بها لا يمكن أن توصف..ويضيف أن حب الشركة هو الأمل الوحيد للنهوض بها مرة أخري وأن يقوم الإداريون بواجبهم مثلما يفعل العمال. نجاح السعيد عمر رئيس الوردية الثالثة بمصنع غزل 2 يؤكد أن حالة الماكينات ممتازة والعمل لا ينقطع ومشاكل الإدارة لا دخل لنا فيها وعلي المسئولين بقطاع الغزل والنسيج في وزارة الاستثمار أن يبحثوا عن الثغرات والسلبيات ليقضوا عليها. ونحن متفائلون بالمرحلة القادمة. محاربة الفساد التقت "الجمهورية" بالمهندس فؤاد عبدالعليم رئيس مجلس إدارة شركة دمياط للغزل والمكلف برئاسة مجلس إدارة شركة غزل المحلة لمدة 3 شهور لحين تشكيل مجلس إدارة جديد الذي أكد أنه جاء لشركة غزل المحلة في مهمة واضحة ومحددة تنحصر حول تصحيح المسار الإداري ليتناسب مع شركة في حجم غزل المحلة ولن أتردد في نزع الألغام التي تم زرعها بالشركة. ولن أسمح بأي انحرافات بالشركة تحت أي ظرف وفي أي مستوي و"معنديش ياما ارحميني مع أي فاسد".. فالمنحرف والفاسد يسرق قوتي وقوت العمال..سألناه: معني ذلك أنك جئت حاملاً المقصلة والعين الحمراء؟!.. قال: التسامح مع حالات الفساد مهما كانت صغيرة معناه إهدار الحقوق لهذا الشعب وهذه الشركة.. وأنا لا أعلق المشنقة لأحد وهناك فرق كبير بين الخطأ والسرقة. فالثانية لا يملك أحد التسامح فيها. وإلا كان مشتركاً في الجريمة..أما فيما يتعلق بالعمل فمستوي الأداء هو المعيار الوحيد للحكم علي الكفاءات والقيادات. قال إنه ليس معني وجود بعض المخالفات محل التحقيق أن شركة غزل المحلة غارقة في الفساد. وفي حالة انهيار.. بالعكس فالشركة مليئة بالكفاءات الممتازة.. وعامل الشركة معروف أنه من أمهر العمال في هذا المجال.. كل ما هنالك أن أسلوب الإدارة يحتاج إلي تعديل وتصويب ولن يأتي ذلك إلا بجهد جماعي يساهم فيه الجميع العامل والمهندس ومدير الإدارة. العمال أولاً حالة الغضب التي انتابت العمال في الآونة الأخيرة هل يمكن أن تتكرر وكيف ستتعاملون معها؟!.. قال: العمال عندي يحتلون المركز الأول في اهتماماتي فبسواعدهم نقبض مرتباتنا وتجاهلهم هو الذي يسبب المشاكل مؤكداً أن لغة الحوار المتواصل هي استراتيجية التعامل مع أي مشاكل أو هموم عمالية وفي هذا الإطار لابد أن يكون الحوار متوازناً غير متطرف.. قال: يعرف كل من عملت معهم أنني أنحاز دائماً للعمال طالما أن المطالب مشروعة وغير متطرفة. والمطلوب الآن أن تتضافر كل الجهود للنهوض بالشركة وأنا لا أحب الكلام.. فالماكينات لا تفهم سوي لغة السواعد التي أقدرها وأحتاجها الآن.علام تعتمد استراتيجية التصحيح التي جئت من أجلها؟!.. من واقع التقارير الأولية وما طرح في الجمعية العمومية يبدو واضحاً أن هناك خللاً في قطاع البيع والقطاع المالي لذلك فإنه ستتم إعادة هيكلة هذين القطاعين.. وأنا الآن في حالة استطلاع سريع لمسرح العمليات وحصر نقاط الضعف تمهيداً لوضع الحلول الشاملة لها ومبدئياً فقد قررت أن تتبع إدارة المراجعة المالية رئيس مجلس الإدارة مباشرة للوقوف علي أي عمليات مالية... واعطوني فرصة شهر لتكتمل لدي الرؤية بعدها سأحتاج لكوادر إدارية وفنية غير عادية. فلن أقبل لهذه الكوادر إلا بالأداء السريع والمتواصل ويمكن أن نصل الليل بالنهار لتعويض ما فات. أخطاء الإدارة اللجنة النقابية للشركة أبدت ترحيبها بقرار الجمعية العمومية واعتبرت قرار العزل خطوة كبيرة نحو تطوير الشركة واستعادة ريادتها في مجال الغزل والنسج!!.. قال مسعد الفقي رئيس اللجنة: إن الخسائر التي حققتها الشركة السبب الوحيد فيها هو التخبط والفساد الإداري ولا توجد أي علاقة للعمال وما تعرضوا له من أزمات في هذه الخسارة. بدليل امتلاء المخازن بالإنتاج الذي يبحث عن التسويق. أضاف أن العامل ينفذ ما يطلب منه علي أكمل وجه وتبقي المشكلة في السياسات والقرارات التي تصدر ومدي صحتها أو خطأها.. لذلك فإن صرف 135 يوماً أرباح حق أصيل للعمال وليحاسبوا فقط الذين فشلوا.. سند الأمين العام للجنة النقابية : البداية مع المهندس فؤاد عبدالعليم رئيس مجلس الإدارة الجديد مبشرة بالخير. فقد قرر الرجل البدء فوراً في صرف الدفعة الثالثة من الأرباح والتي تقدر ب 45 يوماً وعدم خصم التأمينات المتأخر تحصيلها عن أيام الأرباح السابقة دفعة واحدة. وتقسيطها علي 6 أشهر. أوضح أن وجود المستشارين أحد أسباب الكوارث التي تتعرض لها الشركة لأن هؤلاء المستشارين يقفون بقوة أمام أي فكر جديد الأمر الذي أدي لركود ما يقرب من 200 مليون متر حراير ومليوني متر صوف وأن إدارات البيع والصرف والأمن غارقة حتي النخاع في الفشل وتحتاج لصياغة جديدة تماماً. زاهر الديب أمين الصندوق و العنتري عضو اللجنة يطالبان الإدارة الجديدة بالتعامل في كل مال يتعلق بالعمال مع النقابة الشرعية والحفاظ علي المكتسبات العمالية التي تحققت والعمل علي تعظيمها.. وأن يكون معيار تقييم العمال هو الإنتاج المطلوب منهم لأنه لا ذنب لهم في قرار خاطئ لإنتاج صنف معين طلب منهم رغم عدم قبوله في السوق.. لأنه في هذه الحالة الذي يحاسب صاحب قرار الإنتاج وليس القائم بعملية الإنتاج. عبدالنبي محروس وطلال الشامي عضوا اللجنة يقولان إن كل العمال تشعر بسعادة بالغة وفور علم العمال بقرار عزل رئيس وأعضاء مجلس الإدارة القديم غمرت الفرحة الجميع واحتفلوا معاً بزوال هذا المجلس وأطلقت السيدات الزغاريد ابتهاجاً بالتخلص من العهد القديم.. وكل العمال يد واحدة لتعويض ما تحقق من خسارة علي يد مجلس الإدارة القديم وأن الهدف الوحيد هو مضاعفة الإنتاج والتركيز في العمل فقط. زعبل.. عضو النقابة العامة ومسئول منطقة الغربية وعلي بدر وزغلول البلاوي عضوا اللجنة النقابية.. يقولون: نحتاج إلي جهاز تسويق جيد يستطيع التعامل مع تطورات السوق المحلي والعالمي وأن تقتصر سفريات الخارج علي أصحاب الكفاءات الذين يستطيعون جلب عقود جديدة من مختلف الدول. وأن تعود هذه السفريات إلي سابق عهدها كمهمة مقدسة تعود بالنفع علي الشركة وليس للفسحة كما كان في الفترة الماضية. المهمة الجديدة عماد السعيد وأحمد الخرسا وعلي العريني أعضاء اللجنة النقابية يوضحون أن 24 ألفا و600 عامل بغزل المحلة علي قلب رجل واحد الآن للنهوض بالشركة وأن سواعدهم جاهزة لمضاعفة الإنتاج وتنفيذ كل ما يطلب منهم في الفترة القادمة خاصة وأنهم يشعرون بتفاؤل كبير بعد تولي القيادة الجديدة المشهود لها بالكفاءة والحزم الشديدين.. عبدالله العربي عضو اللجنة عن النسيج يقول إن خسائر الشركة غير المبررة والتي وصلت إلي 43 مليون جنيه وانخفاض المبيعات إلي 895 مليون جنيه بانخفاض 90 مليون جنيه عن العام الماضي يؤكد علي الخلل الجسيم في الإدارة والتلاعب الكبير مع بعض عملاء الشركة والمطلوب الآن القضاء علي الوسطاء وإيجاد عملاء جدد ولن يتأتي ذلك إلا من خلال صياغة جديدة لإدارات البيع والتسويق. ارفعوا أيديكم عزت دراج عضو مجلس الشعب عن دائرة المحلة يقول: أناشد زملائي السياسيين من كل التيارات أن يرفعوا أيديهم عن شركة غزل المحلة ويتوقفوا عن التلاعب بهموم عمال الشركة لتحقيق مصالح خاصة والكل يعلم الدور الهدام الذي قام به البعض في أزمات العمال الأخيرة.. وآن الأوان للتوقف. يضيف: المصلحة الآن تتطلب ضرورة التوقف عن الكلام وإتاحة الفرصة للقيادات الجديدة للقيام بعملها في هدوء وأن يسمحوا للعمال بالنهوض بشركتهم التي تعد رمزاً ليس لأبناء المحلة فقط وإنما لمصر كلها. والحفاظ عليها ونهضتها مسئولية الجميع. يقول: يجب أن نستثمر حالة الاستقرار والهدوء النفسي الذي يعيشه العمال حالياً بعد عزل رئيس وأعضاء مجلس الإدارة الذين تسببوا في الكثير من الأزمات وضرورة أن يركز العمال خلال الفترة القادمة في عملهم وأن ينسوا المرحلة الماضية بكل مساوئها وفتح صفحة جديدة مؤكداً أن كل القيادات السياسية الوطنية بالمحلة أيديهم ممدودة للمساعدة وقتما تطلبها قيادة الشركة.