حمّل «منظّر الجهاديين» سيد إمام الشريف (الدكتور فضل) تنظيم «القاعدة» المسؤولية عن تدمير أفغانستان، وإن لم يسمّها صراحة، إذ وصف ب «الحمقى» أولئك الذين «يُضيّعون إمارة إسلامية (يقصد إمارة حركة «طالبان» في أفغانستان) ويبحثون بعد ذلك عن فلسطين». وكان لافتاً أن زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن تحدث عن أفغانستان في تسجيل بث أول من أمس، مؤكداً أن «طالبان» لم تكن تعلم بخططه لشن هجمات ضد الولاياتالمتحدة في 11 أيلول (سبتمبر) 2001 وقوله إنه «لم يكن بالتالي من العدل أن يغزوا الأميركيون أفغانستان». وقال بن لادن في تسجيل صوتي منسوب إليه إنه يدعو الدول الأوروبية الى انهاء مشاركتها العسكرية مع القوات الأميركية في الصراع الأفغاني. وأكد انه وحده يتحمل مسؤولية هجمات 11 أيلول. وأسدى الشريف في الحلقة الثانية عشرة من مراجعاته التي تنشرها جريدة «المصري اليوم» المستقلة، نصائح عدة إلى الشباب استهدفت حضهم على التفكّر قبل القيام بما قد يندمون عليه. إذ قال «لا تسلّم عقلك إلى غيرك بدعوى السمع والطاقة، فإنك إن اخطأت لن يحمل أحد وزرك يوم القيامة (...) فلا تلغ عقلك بدعوى السمع والطاعة إن كنت في جماعة إسلامية، وإذا أمرك مسؤولك بشيء لا تراه خيراً فلا تُطعه». وأضاف سيد إمام: «لا تلغ عقلك ولا تتبع زعماء الميكروفونات وأبطال الانترنت الذين يُطيّرون البيانات المحرضة للشباب في الوقت الذي يعيشون فيه في حماية أجهزة مخابرات أو في حماية قبيلة، أو في مغارة نائية، أو في لجوء سياسي لدى دولة كافرة، وهم يُجعجعون في الميكروفونات وعلى الانترنت ويقودون الناس بالجملة إلى القبور وإلى السجون وهم في مأمن». وحمّل إمام «القاعدة»، من دون أن يسميها، مسؤولية ما جرى في أفغانستان، قائلاً «احذر من هؤلاء الحمقى الذين دمّروا إمارة إسلامية كانت قائمة ومن وراء ظهر أميرها (في إشارة إلى أحداث 11 ايلول التي قامت بها «القاعدة» من دون علم زعيم «طالبان» الملا عمر) ثم يتاجرون بعد ذلك بالقضية الفلسطينية والتي صارت - ومن زمن - ورقة توت يستر بها المفلسون عوراتهم وورقة (يانصيب) في يد الانتهازيين والأفّاكين يجنون من ورائها المكاسب والبطولات لدى المغفلين، فهل يفعل هذا إلا الحمقى يُضيعون إمارة إسلامية ويبحثون بعد ذلك عن فلسطين». في غضون ذلك، وجه منظّر «الجماعة الإسلامية» في مصر ناجح إبراهيم رسالة إلى أسامة بن لادن وذراعه الأيمن ايمن الظواهري حضهما فيها على «مراجعة شاملة وكاملة لكل ما يتعلق بالتنظيم فكراً وسلوكاً نظرية وتطبيقاً». وأورد ابراهيم في رسالته التي تلقت «الحياة» نسخة منها، حججاً فقهية من أجل إقناع تنظيم «القاعدة» بمراجعة «فكرته الخاطئة عن فريضة الجهاد». وقال «ينبغي على تنظيم القاعدة أن يراجع نفسه مراجعة شاملة في فهمه لفريضة الجهاد، حيث ان أزمة القاعدة الحقيقية في فهمه الخاطئ لهذه الفريضة العظيمة». ودعا قادة هذا التنظيم أيضاً إلى «مراجعة الأهداف والاستراتيجيات، ومراجعة تكفيرهم لكل حكام العرب والمسلمين وأعوانهم، ومراجعتهم لرأيهم في البلاد العربية بأنها دار حرب». وقال في ختام رسالته: «هذا مختصر سريع لبعض القضايا التي أدعو قادة القاعدة وعلى رأسهم الشيخ أسامة بن لادن والدكتور أيمن الظواهري لمراجعتها تقرباً إلى الله وحده وخوفاً من الله وحده».