ولد إشفاق برويز كياني في شهر أبريل (نيسان) 1952 في مدينة جهلم بإقليم البنجاب (شمال شرق باكستان) لعائلة عسكرية، إذ كان أبوه ضابط صف. التحق بكلية جهلم العسكرية وتخرج فيها ضابطاً في الجيش عام 1971، وألحق بفوج المشاة البلوشي (إقليم بلوشستان). كانت البداية الحقيقية لاقترابه من مواقع القرار السياسي عندما عينته رئيسة الوزراء بي نظير بوتو نائباً لسكرتيرها العسكري، إبان الفترة الأولى من توليها الحكم. وفي أعقاب تلك الفترة رقي إلى رتبة لواء (لفتنانت جنرال) في شهر سبتمبر (أيلول) 2003، وأسندت إليه مهمة قيادة «فيلق روالبندي» البالغ الأهمية المتمركز على تخوم العاصمة إسلام أباد. والمعروف على نطاق واسع أن هذا الفيلق يحمل مفتاح أمن النظام وسلامته في وجه أي محاولات انقلابية، بسبب موقع ثكناته ووحداته. وظل كياني في هذا المنصب حتى أكتوبر (تشرين الأول) 2004، عندما عين رئيساً لجهاز الاستخبارات العسكرية. ومما يقال إن كياني حظي بثقة استثنائية من الجنرال مشرف إبّان هذه الفترة، بفضل أدائه الناجع في تسيير التحريات والتحقيقات الخاصة بمحاولتي الاغتيال المتتاليتين اللتين تعرض لهما الزعيم الباكستاني في أواخر عام 2003. وفي أكتوبر الماضي رقي كياني إلى رتبة فريق (جنرال) وعين نائباً لقائد الجيش، في خطوة أهلته عملياً لخلافة مشرف على رأس هرم المؤسسة العسكرية في البلاد. الذين يعرفون كياني عن كثب يؤكدون أن هذا العسكري المحترف و«رجل الأمن والاستخبارات» القوي يتمتع بكل الصفات الضرورية للإمساك بزمام السلطة ولو في الظل. أيضاً من صفات كياني اللافتة أنه مدخن شره يميل في كلامه إلى الغمغمة، أي أنه ليس طليق اللسان أو على الأقل قليل الانفتاح والصراحة، غير أنه قوي الشخصية وجريء ويتكلم مع مشرف، كما جاء في أحد التقارير، «بطريقة مباشرة لا يجرؤ عليها إلا القليل من الضباط الكبار في باكستان». ولا جدال في ولاءات كياني السياسية، فهو غربي الميول ومناوئ للجماعات الأصولية، ولذا فإنه يحظي بدعم كبير من واشنطن في «حربها المعلنة على الإرهاب»، وفي تركيزها على جعل باكستان ركيزة أساسية في هذه الحرب.