يطال العنف باشكاله المعنوية والجسدية نحو ثلث نساء لبنان وتتطلب مواجهته جهودا كبيرة، خصوصا في مجال مساندة الدولة وتعديل قوانين الاحوال الشخصية، وفق ما تؤكد المنظمات الاهلية المختصة لمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الذي صادف امس الاحد. وتقول رئيسة الهيئة اللبنانية لمناهضة العنف ضد المرأة لورا صفير لوكالة فرانس برس 'بالمعنى العام للعنف ثلث النساء اللبنانيات معنفات'، بحسب التقديرات في غياب احصاءات رسمية. والعنف في رأي الجمعيات الناشطة في مجال مكافحة العنف ضد النساء، على انواع منه المعنوي، بما فيه الاقتصادي، والجسدي بما فيه الجنسي. وتلخص لورا صفير ابرز المشاكل بقولها 'لا تساعدنا الدولة كفاية وهي تعاملنا كأننا شركة تجارية ولا تؤمن لنا حماية خاصة اذا اراد الرجل الانتقام منا لمساندة زوجته او شقيقته او ابنته'. كسر جدار الصمت وتقول منسقة المشاريع في منظمة 'كفى' برشا مومنة ان 'المجتمع بات يتقبل موضوع الحديث عن العنف ضد المرأة بشكل افضل، وتعاطي وسائل الاعلام معه اصبح اكثر سهولة عبر ازدياد المسلسلات الاجتماعية والحلقات الحوارية' في شأنه. وتوضح لورا ان جمعيتها التي تأسست عام 1977 تهدف اولا الى 'كسر جدار الصمت بالتشجيع على التعبير لان الموضوع من المحرمات. وتقول منى ب. (40 عاما) التي تعرضت على مدى سنوات للضرب على يد زوجها الذي انجبت منه ابنتين، 'لم يكن احد يجرؤ على الوقوف معي، حتى اهلي كانوا يعيدونني الى منزل زوجي في كل مرة يضربني فيها، خوفا من المجتمع الذي يحمل المرأة مسؤولية اي خلل في العلاقة الزوجية'. وتمكنت من الحصول على الطلاق اخيرا بعد لجوئها الى مؤسسة دينية تولت الدفاع عنها. جرائم الشرف وتعتبر رئيسة اللجنة الاهلية لمتابعة قضايا المرأة امان شعراني ان جرائم الشرف تمثل 'اقصى اعمال العنف عبر سلب الحياة' وهناك مادة في قانون العقوبات تعطي جرائم الشرف ظروفا تخفيفية'. وتقول شعراني 'نريد اعتبارها جريمة قتل عادية'. يذكر بان المرجع الديني الشيعي العلامة محمد حسين فضل الله افتى مؤخرا بحرمة جرائم الشرف باعتبارها 'عملا منكرا محرما من الناحية الشرعية'. وشددت شعراني على ضرورة 'استحداث قانون لتشديد العقوبة في حالات الاغتصاب التي تنص حاليا على السجن ثلاث سنوات'. وبدأ نشاط الجمعيات المختصة بمكافحة العنف ضد النساء في لبنان في الاعوام العشرة الاخيرة. نشر غسيل ولمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الذي اعلنته الاممالمتحدة عام 1999، نظمت 'كفى' معرضا بعنوان 'نشر الغسيل' متنقلا في ارجاء لبنان انطلق من الجامعة الاميركية في بيروت. على حبل غسيل نصب في المعرض، طبعت لين يديها الصغيرتين بالوان مختلفة على قميص كتب في وسطه 'ستوب' (كفى) ولم تذكر لين عمرها، الا ان المعرض مليء بعشرات القمصان المماثلة لنساء اردن ان يقدمن شهادات حية على العنف الممارس ضدهن.