اتفق رئيسا وزراء باكستان السابقان نواز شريف و بنظير بوتو اللذان كانا خصمين فى تسعينات القرن الماضى على توحيد جهودهما ضد الرئيس العسكرى برويز مشرف الذى أصر على ان حالة الطوارىء التى فرضها ضرورية لإجراء انتخابات نزيهة. وقال شريف فى اتصال هاتفى من السعودية "نحن مستعدون لتنحية خلافاتنا مع حزب الشعب جانبا"، مشيرا الى الحزب الذى تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة بوتو، التى أجرت على مدى أشهر محادثات مع مشرف بشأن اقتسام السلطة الى البلاد فى اكتوبر بعد ان قضت ثمانى سنوات فى الخارج، وكانت تهدف الى العمل مع مشرف على العودة الى الحكم المدنى. وبعد ان منعت الشرطة احتجاجا كانت بوتو تستعد لقيادته الثلاثاء ووضعتها قيد الاقامة الجبرية ، أعلنت رئيسة وزراء باكستان السابقة انتهاء محادثاتها مع مشرف ودعته للمرة الاولى الى التنحى عن الرئاسة وعن منصب قائد الجيش. وقال مساعد لبوتو انها أجرت اتصالات مع خصوم قدامى من بينهم قاضى حسين أحمد زعيم التحالف الاسلامى وحزب شريف لمحاولة التوحد حول "برنامج حد أدنى"وهو الإطاحة بمشرف وتشكيل حكومة محايدة لتنظيم انتخابات نزيهة. وقالت بوتو "سأبعث هذه الرسالة الى زعماء مختلف الاحزاب لدعوتهم الى كراتشى يوم 21 من نوفمبر، وأود العمل معهم من أجل تبادل وجهات النظر فيما قد يكون برنامجا مشتركا نلتف حوله جميعا." وقالت ان حزبها قد يقاطع الانتخابات البرلمانية التى وعد مشرف باجرائها فى التاسع من يناير، وستناقش ذلك مع نظرائها فى المعارضة الاسبوع القادم. ومن المقرر ان تبدأ المحكمة الباكستانية العليا النظر فى طعن قانونى بشرعية حالة الطوارئ التى اعلنها الاسبوع الماضى الرئيس بيرفيز مشرف. ويجادل محامو الرئيس بأن فرض حالة الطوارئ كان السبيل الوحيد لضمان حرية ونزاهة الانتخابات المزمع اجرائها فى البلاد. يواجه الرئيس مشرف عقبتين قانونيتين رئيسيتين تتعلقان بقانونية قراره فرض حالة الطوارئ وشرعية اعادة انتخابه رئيسا للبلاد، الا ان مناوئى الرئيس يتوقعون فوزه فى كلتا القضيتين بسبب استبداله لعدد من قضاة المحكمة العليا بآخرين موالين له بعد فرض حالة الطوارئ. ويعكف مشرف ومستشاريه الخميس على بحث قائمة أسماء لوزراء محتملين فى الحكومة المؤقتة لتصريف الأعمال، والمتوقع أن تعلن الجمعة، مع ترجيح حل البرلمان الخميس. فى عضون ذلك أعلن النائب العام الباكستانى عن توقعة أن يتنحى الرئيس برفيز مشرف عن منصبه كقائد للجيش قبل الأول من شهر ديسمبر القادم. وكان مشرف قد اكد أنه سيستقيل من منصبه كقائد للجيش بعد أن تصادق المحكمة العليا على ولايته الثانية كرئيس للبلاد. وقال المدعى العام إن المحكمة ستنظر فى الأمر خلال الايام القليلة القادمة. وكانت الشرطة الباكستانية قد اعتقلت الاربعاء المعارض الباكستانى و بطل العالم فى الكريكيت عمران خان بتهمة التحريض على العصيان المسلح حيث دعا عمران خان فى مظاهرة طلابية بجامعة لاهور الى التظاهر احتجاجا على فرض حالة الطوارىء من قبل برويز مشٍرف فى الثالث من نوفمبر، وطالب بإنزال عقوبة الإعدام على مشرف.