خرج المصريون يوم 25 يناير واسقطوا الحزب الوطنى وتوابعه.. وخلعوا رئيسا بعد 30 عاما من حكم مستبد..وفى 30 يونيو خرج المصريون مرة أخرى واطاحوا بأقدم تيار سياسى دينى عرفته مصر طوال 80 عاما وعزلوا رئيسا فشل. وأمام العدالة الآن رئيسان وأمام المصريين ثورتان وفى آخر الطريق يبدو ضوء واضح وصريح بأننا على أعتاب مرحلة جديدة بعد تجربة مريرة فى العنف والفوضى طوال الأعوام الماضية. أمام المصريين الآن خطوات قليلة لاختيار مستقبل أكثر أمنا واستقرارا وعدالة.. خطوات قليلة تفصل بين دولة تعيش محنة قاسية ودولة أخرى يمكن لها أن تبنى وان تستقر .. منذ شهور بدأت رحلة الألف ميل مع الدستور الجديد والآن نبدأ أهم وأخطر مراحل التجربة فى اختيار رئيس مصر.. ان خطورة هذه اللحطة ان التجارب اثقلت كاهل المواطن المصرى وان غياب الأمن أهدر فرصا كثيرة وأن العالم كله ينظر نحونا الآن ويتساءل ما هو مستقبل هذا الشعب. هناك الملايين الذين فقدوا فرص عملهم وهناك الملايين الذين يبحثون عن نقطة ضوء وسط هذا الظلام الحالك وهناك من لايشعر بالأمن على غده وقبل هذا كله هناك مخاطر جسيمة تهدد مستقبل هذا الوطن وأمنه.. لقد خرج المصريون فى الخارج وقدموا للعالم صورة مبهرة وهم يندفعون نحو صناديق الانتخاب لاختيار رئيبس لمصر.. ان المطلوب من الشعب المصرى الآن أن يؤكد إرادته وخوفه على وطنه وحرصه على استقراره. كل العالم ينتظر خروج المصريين غدا إلى صناديق الانتخاب فى لحطة تاريخية تختلف تماما عن كل ما عشناه من تجارب سابقة.. لقد خرجنا فى عشرات الاستفتاءات وحلمنا يوما أن نعيش تجربة ديمقراطية حقيقية ولكن أحلامنا خذلتنا وكانت النتيجة أن يقف لنا رئيسان امام العدالة لايفصل بينهما غير أعوام قليلة.. ان الذين خرجوا يوم 30 يونيو لإعادة مصر إلى شعبها سوف يخرجون غدا ليؤكدوا للعالم أن هذا الشعب قادر على تقرير مصيره وتحرير إرادته.. يخرج المصريون إلى صناديق الانتخابات يرفضون العنف والفوضى والإرهاب ويحلمون ببناء مصر الجديدة. * نقلا عن صحيفة الاهرام