ما أشبه الليلة بالبارحة.. أكاد أجزم أن المشهد أصبح مكررا بين أداء المعزول محمد مرسى وتصريحاته إبان الإعادة فى الانتخابات الرئاسية السابقة، وتصريحاته النارية، وبين أداء وتصريحات السيد حمدين صباحى المرشح الرئاسى فى الفترة الحالية، أغلبها تصريحات ليس لها أساس على الأرض أو واقعية، ووصل الأمر للاتهامات الموجهة والتهديدات للخصم. السيد حمدين صباحى يضع منافسه دائما فى أى جملة مفيدة، يتهمه تارة بأن انتخاب المنافس سيعيدنا إلى عصر حسنى مبارك، وتارة أخرى يتهمه بأنه جزء من نظام محمد مرسى وأنه كان يؤدى له التحية العسكرية، وفى ذلك كله لا يهم لأن المرشح المنافس قادر على الرد بنفسه على تلك الاتهامات، أما أن يخرج علينا السيد حمدين صباحى مهددا بأنه لو لم ينجح فى هذه الانتخابات فمصر مقبلة على موجة ثورية ثالثة، فهذا الأمر غير مقبول ويهدف فى الاساس لزعزعة الامن والاستقرار داخل الدولة المصرية. الواضح جدا أن السيد حمدين صباحى يرغب أن يظل فى الصورة طوال الوقت، لا يمكن أن يبتعد عن الأضواء والشهرة التى حصل عليها خلال الثلاث سنوات الماضية، ولكن كل هذا من شأنه، ولكن ان يهدد أمن واستقرار الوطن ومطالبته بالفوضى مرة أخرى التى سئم منها جل الشعب المصري، ويطلب الآن الاستقرار والعمل على إعادة الأمن والعمل والانتاج مرة أخرى، فالمزيد من الفوضى ومحاولات استدعاء الروح الثورية لدى بعض الشباب يعيد مصر إلى سنوات طويلة من التخلف، يدخلنا دائرة مفرغة لا يمكن الخروج منها. السيد حمدين يجب أن يعلمنا مع من سيتحالف من أجل الثورة الثالثة، فهل سيتحالف مع جماعة الإخوان الإرهابية، أم مع من يطالبون بإسقاط الدولة تحت شعار الثورة والثوار، وكأن مصر اصبحت ساحة للفوضى. السيد صباحى يجب أن يكون صادقا مع نفسه أولا، فمثله الأعلى جمال عبد الناصر صاحب الخلفية العسكرية، وهو ما يعترض عليه الآن بالنسبة لمنافسه، صباحى يحاول مداعبة مشاعر الشباب، ولكنه لا يقدم حلولا واقعية لحل أزمة الدولة إقتصاديا، واجتماعيا وأمنيا، إن صباحى يعتمد على الشعارات، وليس بالشعارات تتقدم الدول، والحل الأمثل أن يبدأ فترة الصمت الانتخابى مبكرا، وينتظر ما سيقوله الشعب من خلال الصندوق، لأن المصريين لن يقبلوا بالفوضى مجددا. نقلا عن صحيفة الأهرام