عيّن السودان موسى هلال الذي تتهمه واشنطن بتنسيق ميليشا الجنجويد في دارفور مستشارا بالحكومة المركزية في تحرك قد يقوض جهود السلام بالمنطقة ويغضب المجتمع الدولي. وأكد عبد الباسط سبدرات وزير الحكم الاتحادي ان هلال تم تعيينه مستشارا له ، وهو ما نفته الرئاسة في وقت سابق . ويعد هلال زعيم قبيلة المحاميد وهي جزء من قبيلة الرزيقات العربية القوية في دارفور.وقال هلال ان مقر عمله سيكون في الخرطوم لكن منصبه الجديد قد يستلزم السفر الى المناطق النائية. ومن جانبها تقول واشنطن ان هلال هو منسق ميلشيا الجنجويد المتهمة بارتكاب جرائم حرب في دارفور.وهو ما ينفيه هلال بقوله انه حشد ابناء عشيرته للدفاع عن ارضهم بعد دعوة الحكومة الى "الدفاع الشعبي". وحثت منظمة هيومن رايتس ووتش الامين العام للامم المتحدة بان كي مون على الضغط على الرئيس السوداني عمر حسن البشير لإلغاء هذا التعيين وللتحقيق مع هلال بشأن ارتكاب جرائم في دارفور. ووصف ريتشارد ديكر مدير برنامج العدالة الدولية في هيومن رايتس ووتش هلال بأنه "النموذج الكامل للاعمال الوحشية للجنجويد في دارفور"، ومكافأته بمنحه منصبا حكوميا خاصا صفعة على وجه ضحايا دارفور ومجلس الامن الدولي" مشيرا الى ان هلال مدرج علي قائمة الاممالمتحدة للممنوعيين من السفر بسبب دوره في دارفور. موسي هلال وقال جمال نكروما خبير الشؤون الافريقية ان تعيين هلال يهدد بتقويض محادثات السلام القادمة بين الحكومة ومتمردي دارفور وتوتر علاقات الخرطوم الدولية المضطربة بالفعل. ووصف التعيين بانه "كان قرارا مفاجئا وحدث غير سعيد تماما ، فهو تحرك سلبي للغاية ويظهر التعنت التام من جانب الحكومة". ويتوقع بعض المحللين توجيه اتهامات الي هلال من قبل المحكمة الجنائية الدولية التي اصدرت بالفعل اوامر اعتقال بحق احمد هارون وزير الدولة بوزارة الشؤون الانسانية وزعيم قبلي متحالف معه في دارفور هو على كشيب بتهم ارتكاب جرائم حرب في دارفور. وتشير تقديرات الخبراء الدوليين الى ان 200 الف شخص لاقوا حتفهم في دارفور بسبب الجوع والمرض والعنف ، ويعتمد نحو ثلثي سكان دارفور على اكبر عملية انسانية في العالم في الغذاء والمأوى والرعاية الطبية. وحمل متمردون من غير ذوي الاصول العربية السلاح في اوائل عام 2003 متهمين الحكومة المركزية بتجاهل منطقتهم ، وحشدت الخرطوم قبائل غالبيتها من العرب لقمع التمرد. ويتزامن ذلك ، مع بدء جولة مساعد الامين العام للامم المتحدة لحفظ السلام ماري جينهنيو التفقدية لدارفور الاثنين للوقوف علي حقيقة الاوضاع بالمنطقة.