أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن أن سيدعو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قريبا للاجتماع لاتخاذ قرارات مصيرية تعالج موضوع الانقسام الفلسطيني وعدم وجود مجلس تشريعي. وقال عباس, خلال لقائه الليلة مع وفد من كبار الصحفيين والإعلاميين والمثقفين المصريين في مقر إقامته بقصر الضيافة بالقاهرة حضره الاستاذ علاء حيدر رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة انباء الشرق الاوسط "لا تسألونى عن هذه القرارات , ولكن ستعالج موضوع الانقسام فلا يعقل ان نظل هكذا , ولا يعقل ان لا يكون لنا مجلس تشريعي". وأطلع الرئيس عباس الوفد على آخر التطورات السياسية الجارية في المنطقة, وخاصة ما تم إقراره في اجتماع وزراء الخارجية العرب والذي عقد في جامعة الدول العربية مساء اليوم, والذي خصص لمناقشة الأوضاع الفلسطينية واطلاع الوزراء النتائج التي توصلت اليها المفاوضات التي تجري مع الجانب الإسرائيلي برعاية أمريكية والمقرر انتهاؤها اخر الشهر الجاري, بالإضافة إلى المصالحة الوطنية الفلسطينية التي تتم برعاية مصرية. وقال عباس "اننا منذ ثمانية أشهر تقريبا عقدنا صفقتين منفصلتين مع الامريكيين لأن الاسرائيليين يحاولون الخلط ما بين الصفقتين : الصفقة الأولى هي ان نذهب للمفاوضات على اساس حدود 67 ثم بعد ذلك بأسبوع او اقل قليلا اخذنا صفقة أخرى منفصلة تماما هي اننا نمتنع عن الذهاب ل`63 منظمة دولية مقابل ان تطلق اسرائيل سراح 104 أسرى يعتبرون في عداد الأموات لأنهم لن يخرجوا من السجن الا امواتا, باعتبار أن اقل واحد محكوم بأربع مؤبدات فما فوق والمؤبد يساوي 30 سنة. وأشار إلى "اننا وجدنا أن هذه الصفقة ضرورية في سبيل ان ننقذ هؤلاء لكن المدة ايضا 9 أشهر والمدة هناك ايضا 9 أشهر, وبذلك هناك حدود لما سنقوم به من مفاوضات في حدود لما سنلتزم به بعدم الذهاب الى المنظمات الدولية, هذا هو الذي حصل بيننا وبينهم" . وأضاف أبو مازن " ان الاسرائيليين حاولوا كثيرا ان يخلطوا الاوراق بقولهم اننا سنفرج عن الأسرى مقابل الاستيطان وهذا غير صحيح, ومرة يقولون نعطي الأسرى مقابل تقديم المفاوضات وهذا ايضا غير صحيح". وتابع انه تم اطلاق الدفعة الاولى من الأسرى, وفي الدفعة الثانية بدأوا يتحدثون بلغة مختلفة مثلا: نريد ان نبعد احد الاشخاص من الدفعة الثانية, مؤكدا ان الابعاد هو خارج نطاق الاتفاق او يقولون انهم سيبعدونه الى قطاع غزة وكأن غزة ليست في الوطن, فكان رأينا الرفض المطلق لابعاد اي اسير وذلك لأسباب اخلاقية ولأسباب انسانية, ولأسباب سياسية وقانونية أيضا, لأن ابعاد الانسان من وطنه محرم دوليا, لايجوز لك ان تبعد انسانا من وطنه ولا يجوز لك ان تمنع انسانا من دخول وطنه, فقلنا لهم هذا الكلام مستحيل . وقال ان الدفعة الثانية تمت وتم اطلاق سراح الأسرى, والدفعة الثالثة تمت بعد أن أخروها يوما ومن ثم اطلقوا سراحها , وعند الدفعة الرابعة قالوا لن نستطيع عمل شيئ لأن الدفعة الرابعة مكونة من 30 اسير منهم 14 شخصا اسرائيليون بمعنى عرب يحملون الجنسية الاسرائيلية, وبطبيعة الحال نحن نقر ان هناك مليون ونصف مليون فلسطيني يحملون الجنسية الاسرائيلية ونحن مع ان يبقوا في اسرائيل حاملين الجنسية الاسرائيلية, ومصرون ان يبقوا حاملين الجنسية الاسرائيلية, ولذلك هم يريدون ال`14 أسيرا ان يذهبوا إلى الخارج او يتم اطلاق سراحهم في الضفة الغربية على ان تسحب منهم الجنسية الاسرائيلية فقلنا لهم هذا مستحيل, واستمرت المشاحنات الى ما قبل موعد اطلاق سراحهم في 25مارس بيومين, وسألنا الأمريكيين ماذا يفعل الاسرائيليون قالوا انهم سيجتمعون في مجلس الوزراء والمجلس سيقرر ان كان سيفرج أو لا يفرج. وقال عباس انه على ذمة الامريكيين أبلغونا 9 مرات ان مجلس الوزراء سيجتمع ولم يجتمع فقررنا من جانبنا ان تعقد القيادة الفلسطينية بكامل هيئاتها يوم 31 مارس بعد مضي يومين على موعد اطلاق سراحهم, وقلنا ان هذا الاجتماع سيمدد يوما اخر, ولكن يوم 30 مارس ابلغناهم بشكل رسمي انه اذا لم يطلق سراح الدفعة الرابعة يوم الاول من ابريل الجارى سنذهب الى المنظمات الدولية. وتطرق الرئيس عباس إلى تطورات الاوضاع بالنسبة للمفاوضات قائلا إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تحدث معه مرتين وهو في المغرب وفي الجزائروقال "انت وقعت الرسائل فقلت لهم صحيح, فقال لا تسلمها, بمعني لا أدعي مندوب سويسرا ومندوب الاممالمتحدة ومندوب هولندا ليستلم الرسالة, فسلمتها ثاني يوم الساعة 9 صباحا, وبعد ذلك قالوا لي لاتفعلها, فقلت لهم كيف, بمعني اهمس في اذن بان كي مون ليغض النظر قليلا عن الرسائل, لكنني ابلغت سفراءنا الثلاثة عدم الانتظار للحظة واحدة". وأكد ان المفاوضات لم تنقطع بيننا وبينهم في هذه الفترة, والحديث لم ينقطع, وان الدكتور صائب عريقات كان اليوم في اجتماع مع مدير المخابرات, وغدا الساعة 11 صباحا سيجري "اجتماع فلسطيني, امريكي, اسرائيلي" وهذا ادى الى ان جون كيرى وزير الخارجية الامريكي حمل مسؤولية تعطيل المفاوضات الى اسرائيل امام الكونجرس وذلك لسببين لأنهم لم يطلقوا سراح الأسرى, واعلنوا عن 700 وحدة سكنية وهذا لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي امريكا تأخذ هذا الموقف.. ولذلك لا أريد التدخل الأن .. لأنني لو تدخلت على الخط سيصبح هما الاثنان ضدي. وقال ن اسرائيل اقترحت ان تصبح الرسائل التي ارسلناها ل`15 منظمة دولية للانضمام إليها 6 ومرة يقولون لتصبح 10 واخيرا قالوا لتصبح 14 بدلا من 15 .. فقلت لهم لن اترك واحدة, حيث ن هذه المنظمات هي عبارة عن حماية حقوق الطفل, منع التعذيب, عدم التمييز ضد المرأة..... الخ ". وأضاف " سنتوقع اشياء كثيرة في المرحلة القادمة, حيث تحدثت اليوم مع الأخوة في الجامعة العربية وقلت لهم انتم قررتم أن تمنحونا 100 مليون دولار كل شهر اذا قطعت عنا اموالنا التي تجمعها لنا اسرائيل من خلال الضرائب والرسوم وهي حوالي 120 مليون دولار, واسرائيل بالطبع تأخذ ايجارها عليهم , وبعد ذلك تخصم 20 مليون دولار لديون عليكم ولا ندري أي ديون! ولذلك العرب قالوا اليوم انهم مستعدون وفي نفس الوقت ايدونا في الخطوة التي اخذناها وسيؤيدوننا في المحافل الدولية للذهاب لنشرح موقفنا."