اجتماع طارئ عقده وزراء الخارجية العرب بالأمانة العامة للجامعة العربية امس ،بهدف بحث جهود تفعيل مبادرة السلام العربية، والرد على الدعوة الامريكية لعقد مؤتمر دولى للسلام فى سبتمبر المقبل ،بالإضافة الى بحث الازمة السياسية في لبنان. وزراء الخارجية العرب استمعوا الى تقرير من نظيريهم المصري احمد ابو الغيط والاردني عبد الاله الخطيب حول الزيارة التي قاما بها الى اسرائيل 25 يوليو الماضي ،بالإضافة الي استعراض جهود لجنة الاتصالات العربية التي كانت القمة العربية بالرياض في مارس الماضي قد أعادت إطلاقها،والتي كثفت من جهودها لعرض المبادرة العربية علي المنظمات الدولية والاقليمية ،كما عقد اعضاء لجنة تقصي الحقائق حول أحداث غزة اجتماعا لها علي هامش الدورة الطارئة، تم خلالها إستعراض اتصالات التي تمت مع الاطراف الفلسطينية وجهات أخري حول هذه الاحداث واتفقت اللجنة علي مواصلة عملها والسعي الي اتمام المصالحة الفلسطينية.
قرار صدر عن الوزراء العرب فى ختام الإجتماع الاستثنائي وبعد مناقشات دامت اكثر من سبع ساعات،أكد الترحيب (بالعناصر الايجابية) التي تضمنها خطاب الرئيس الاميركي جورج بوش الذي دعا فيه في 16 يوليو الجاري الى عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الاوسط،والتي اعتبروها أنها يمكن البناء عليها وخاصة ما يتعلق بحل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية. الوزراء العرب اعربوا عن تأييدهم لعقد اجتماع او مؤتمر دولي بحضور كل الاطراف المعنية بعملية السلام وفقا للمرجعيات المتفق عليها بهدف اطلاق المفاوضات المباشرة على كل المسارات والدخول في عملية تفاوض للتوصل الى تسوية نهائية للنزاع العربي الاسرائيلي في اطار زمني محدد.
تحفظ سورى
المندوب الدائم لسوريا لدى الجامعة العربية يوسف احمد الذي تراس وفدها الى اجتماع الوزراء العرب ،أعلن للصحفيين ان بلاده "تحفظت على اي ترحيب عربي بخطاب بوش". واكد السفير السوري رفض سوريا لعقد اي مؤتمر دولي لتسوية القضية الفلسطينية في ظل "الإنقسام الفلسطيني الراهن . وقال السفير السوري للصحفيين بعد مغادرته قاعة الاجتماع "تقدمنا باقتراح سوري للاعراب في بيان يصدر عن الاجتماع عن بالغ القلق لاستمرار حالة الانقسام التي تشهدها الاراضي الفلسطينية ،وتأكيد الالتزام العربي بالعمل على تحقيق المصالحة والوحدة الوطنية الفلسطينية والحفاظ على وحدة الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربيةوغزة.
وتعليقا على الموقف السوري قال الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في مؤتمر صحفي بعد انتهاء الاجتماع، ان القرار الصادر عن الوزراء العرب "يرحب بالجوانب الايجابية التي تضمنها خطاب الرئيس بوش وتم تحديد هذه الجوانب التي يؤيدها المجلس وطالما نحدد العناصر الايجابية التي نتفق عليها" فهذا يعني ان الترحيب مقصور عليها. من جانبه، صرح وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل للصحافيين قبيل بدء الاجتماع ان موقف بلاده من الدعوة الاميركية لعقد مؤتمر دولي يقضي بضرورة ان "يتطرق هذا المؤتمر الى القضايا الرئيسية مثل الحدود وعودة الفلسطينيين والقدس وألا يكون مؤتمرا فقط للجوانب الشكلية والتقاط الصور الفوتوغرافية لاجتماعات لا جدوى منها". وحول مناقشة الوزراء للأزمة السياسية في لبنان، أكد وزير الخارجية السعودي ان لبنان "يمر بفترة عصيبة تهدد كيان الدولة كله".
أماً رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض فقد أكد وجود محادثات بين السلطة الفلسطينية واسرائيل حول اقامة دولة فلسطينية ، إلا أنه أوضح ان المسألة "ما زالت في بدايتها". وكان فياض يرد على سؤال عقب محادثات اجراها مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى مساء امس الاول، عن التصريحات الصادرة عن مسؤولين اسرائيليين بشأن محادثات حول اتفاق مبادئ لإقامة دولة فلسطينية. وقال ان "المسألة لا تزال فى بدايتها ومن الضروري التأكد لضمان ان تكون عملية جادة ونحن بصدد الحديث عن هذا الموضوع فى اجتماع مجلس الجامعة" الذي بدأ على المستوى الوزاري. ومن جهة اخرى اكد رئيس الوزراء الفلسطيني ان "المقاومة حق مشروع ولا يمكن أن يكون هناك نقاش فى هذه القضية فنحن شعب محتل بكل تأكيد والمقاومة حق مشروع للشعب الفلسطيني". وقال ان برنامج حكومته "يبدأ اساسا بانهاء الاحتلال الاسرائيلى"مضيفا ان "الموضوع يكمن فى بذل كل جهد ممكن من اجل تثبيت المواطن الفلسطيني على ارضه وتعزيز صموده على هذه الارض وهذا ما يتحدث عنه برنامج الحكومة".
ومن ناحيته أكد الأمين العام للجامعة العربيةأن العرب جادون في إحياء عملية السلام وفي تغيير الوضع القائم،وغير مستعدين للدخول في عملية غير حقيقية وهناك مبادرة من الولاياتالمتحدة وهذا شئ طيب نريد تفعيله ووضعه في اطاره وعلي الطريق الحقيقي السليم.
المشاركون فى المؤتمر
شارك في الاجتماع الطارئ وزراء خارجية وممثلون عن الدول العربية ال22 وهم: وزير خارجية مصر أحمد أبوالغيط وسعود الفيصل وزير خارجية المملكة العربية السعودية, وعبدالإله الخطيب وزير خارجية الأردن، ولام أكول وزير الخارجية السودانية، وطارق متري وزير خارجية لبنان بالوكالة، وسلام فياض رئيس وزراء ووزير خارجية حكومة الطوارئ الفلسطينية، وأحمد عبدالله محمود وزير الدولة القطرية للشئون الخارجية والشيخ محمد صباح السالم الصباح وزير خارجية الكويت، ويوسف بن علوي بن عبدالعزيز وزير الشئون الخارجية لسلطنة عمان وهوشيار زيباري وزير خارجية العراق وعبدالله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة،ومراد مدلسي وزير الشئون الخارجية الجزائرية ومحمد بن عيسي وزير الشئون الخارجية المغربية ومحمود علي يوسف وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي بجمهورية جيبوتي وأبوبكر عبدالله القربي وزير الخارجية والمغتربين باليمن، كما شارك عدد من المندوبين الدائمين لتمثيل بلادهم وهم: خليل إبراهيم الزوادي عن مملكة البحرين ويوسف يوسف عن سوريا وعبدالله حسن محمود عن الصومال وعن تونس كاتب الدولة لدي وزير الشئون الخارجية المكلف بالشئون المغاربية والعربية وجعفر عبدالله عن جمهورية جزر القمر وعبدالمنعم الهوني عن ليبيا.
السيد أحمد أبوالغيط كان قد شدد، قبيل انعقاد الإجتماع، على الموقف المصري المؤكد أهمية مبادرة السلام العربية والتي تعكس رغبة عربية موحدة للتوصل الي السلام في المنطقة، مشيرا الي أن المبادرة تمثل فرصة وأرضية مناسبة لإرساء أسس الحق والعدل في بناء السلام المؤدي الي استعادة كل الأراضي العربية المحتلة، واحلال الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. أبوالغيط،أكد أيضاً،أن استمرار العمل باتجاه حشد التأييد الدولي وبالأخص الإسرائيلي لمبادرة السلام العربية هو أمر ضروري،في ضوء أن المبادرة تمثل تصورا عربيا لإيجاد الإطار المناسب لمنح قوة الدفع المطلوبة للعملية السلمية والبدء في مفاوضات جادة تفضي الي تسوية نهائية عادلة، وأضاف وزير الخارجية أن المبادرة تكتسب أهمية أكبر مع إدراك الكثير من الأطراف الدولية للإيجابية التي تضيفها علي الساحة السياسية، منوها الي إشارة الرئيس الأمريكي جورج بوش للمبادرة في خطابه الأخير يوم16 يوليو الحالي. وياتي اجتماع الوزراء العرب عشية الزيارة التى تقوم بها وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس برفقة وزير الدفاع روبرت جيتس الى مصر حيث يجتمعا في شرم الشيخ مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والاردن لبحث الوضع في المنطقة واقتراح بوش بشان المؤتمر الدولي.