أعلن كبار علماء الإسلام في العالم، أن الحماية من الأمراض واجبة ومقبولة وفقا للشريعة الإسلامية، وأن أي أعمال لا تدعم هذه التدابير الوقائية وتتسبب في أضرار للإنسان هي منافية للإسلام. جاء ذلك خلال الاجتماع الأول للفريق التشاوري الإسلامي العالمي لاستئصال شلل الأطفال الذي عقدته منظمة التعاون الاسلامي، حيث اعتمد فيه العلماء "إعلان جدة" وخطة عمل مركزة لمدة ستة أشهر، تستهدف مواجهة التحديات الصعبة التي تواجه جهود استئصال شلل الأطفال في الأجزاء القليلة المتبقية من العالم الإسلامي المتوطن فيها، والتي تتمثل في فرض حظر على اللقاحات وعدم الوصول إلى الأطفال في بعض المناطق، والهجمات الفتاكة على العاملين في مجال الصحة، والمفاهيم المجتمعية الخاطئة حول حملات التطعيم واسعة النطاق . وخلال الاجتماع نددت القيادات الدينية البارزة بأعمال العنف الممارسة ضد العاملين في المجال الصحي المشاركين في حملات التطعيم ضد شلل الأطفال، وأشاروا إلى أن هذا العنف تسبب في حدوث ضرر دائم للأطفال والمجتمعات. وأكد علماء الإسلام سلامة ومقبولية التطعيم ضد شلل الأطفال في الإسلام، قائلين إن إدعاء عكس ذلك وتعريض الأطفال لمخاطر لا لزوم لها هما خطيئة، وفي حين باتت معظم دول العالم خالية من شلل الأطفال، ولا تزال الدول الثلاث الموطونة بشلل الأطفال من الدول ذات الأغلبية المسلمة: باكستان ونيجيريا وأفغانستان. وأعرب علماء الإسلام عن الانزعاج من أن عدم تطعيم الأطفال وحمايتهم في أجزاء من هذه البلدان يهدد بقية العالم الإسلامي، فلقد تسبب فيروس شلل الأطفال المنتقل من باكستان ونيجيريا في تفشي المرض المصيب بالشلل في سورية والصومال على التوالي، وكان هذان البلدان الأخيران قد شهدا إنهيار البنى التحتية الصحية أثناء حالتي الصراع فيهما، مما ترك أطفالا فيهما بلا تطعيم وجعل التصدي لهذا التفشي تحديا بالغ الصعوبة. وجدير بالذكر فإن الفريق التشاوري الإسلامي، الذي يمثل مختلف مدارس الفقه والفكر الإسلامي، انعقد بعد اجتماع تشاوري لكبار علماء الإسلام في مارس 2013، ويهدف هذا الفريق إلى تعزيز دعم المجتمع الإسلامي وقياداته لاستئصال شلل الأطفال وتأكيد الثقة في سلامة التطعيم وفعاليته.