فى اطار المساعى الد بلوماسية الرامية لاحتواء موجة العنف المتصاعدة بالشرق الأوسط ، عقد الرئيس حسنى مبارك جلسة مباحثات صباح اليوم الأربعاء بمقر رئاسة الجمهورية مع خافيير سولانا الممثل الأعلى للشئون الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبى و الذى يزور القاهرة حاليا فى إطار جولة له بالمنطقة تشمل مصر والأراضي الفلسطينية وإسرائيل ولبنان. وتناول اللقاء بين مبارك و سولانا عدة قضايا مهمة على رأسها الأوضاع المتوترة فى منطقة الشرق الأوسط وسبل معالجتها وخاصة الوضع في قطاع غزة والأزمة اللبنانية اضافة الى العلاقات الثنائية بين الاتحاد الاوروبى ومصر فضلا عن أخر التطورات على الساحة الإقليمية والدولية. و قد وصف سولانا لقائه الأربعاء مع الرئيس حسنى مبارك بأنه جيدا للغاية ومثمرا حيث استمع الى تحليل ثاقب ومعمق حول تطورات الأوضاع فى المنطقة و بخاصة على الساحتين الفلسطينية واللبنانية مؤكداً أن محادثاته مع الرئيس مبارك قد أسهمت فى تكوين صورة واضحة لتطورات الأحداث في المنطقة. و أشاد بالتعاون المثمر الذى تبديه مصر فى مجال تحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط. بل اعتبر أن أهم محطة فى جولته الحالية هى القاهرة ولقائه مع الرئيس مبارك والذى تضمن بحث كيفية المساعدة فى حل المشكلات والدور الذى يمكن للاتحاد الاوروبى ومصر أن يضطلعا به فى هذا الصدد. مشيراً إلى حرص الاتحاد الأوروبي على المشاركة دائما فى جهود حل المشكلات على غرار مشاركته فى مؤتمرى شرم الشيخ حول العراق،مجددا تأكيده على عمق العلاقات بين الاتحاد الاوروبى والمنطقة العربية ككل ومصر بشكل خاص.
وفيما يتعلق بالموقف فى لبنان، أعلن سولانا انه تم خلال اللقاء استعراض كيفية المساعدة فى هذا الخصوص لتحقيق الاستقرار ومساعدة الشعب اللبنانى. وأشاد سولانا فى هذا الخصوص بالبيان الذى أصدرته جامعة الدول العربية أمس بشأن لبنان والذى يدين أعمال العنف مؤكدا أن الاتحاد الاوروبى يؤيد هذا البيان تماما مشيرا الى أن كافة القيادات اللبنانية قد أدانت هذا الاعتداء على الجيش اللبنانى.
وردا على سؤال حول موقف الاتحاد الاوروبى من الوضع اللبنانى وما يقدمه من مساعدات للبنان. قال خافيير سولانا إن الاتحاد الأوروبي يساند الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة باعتبارها حكومة منتخبة وذلك سياسيا وعن طريق قوات الطوارىء الدولية فى لبنان والتى تتشكل أساسا من الاروروبيين كما يساند الاتحاد الاوروبى لبنان اقتصاديا مشيرا إلى المؤتمر الذى عقده الاتحاد الاوروبى فى باريس مؤخرا والذى شكل منبرا لدعم لبنان . وأشارالى أن الوضع فى لبنان من الناحية السياسية ليس سهلا حيث يسود التوتر والجمود منذ فترة وأنه لم يتم التوصل بعد الى حكومة للوحدة الوطنية كما أنه لم يتم بعد التوصل الى تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولى للمتهمين فى اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى السابق رفيق الحريرى معربا عن أمله فى أن يتم التوصل الى حلول لكل ذلك.
وأضاف "سولانا" أن الساحة اللبنانية شهدت فى الأيام الأخيرة أعمال عنف ضد الجيش اللبناني. ووصفها بأنها أعمال إرهابية. وقال إن المخيمات الفلسطينية كانت أيضا من ضحايا هذه الأعمال وأدان سولانا هذه الأعمال الموجهة ضد المدنيين. وردا على سؤال حول غياب الصوت الأوروبى لإدانة الوضع الانسانى البائس فى مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين .. قال سولانا" إن الاتحاد الأوروبى يشعر بقلق عميق إزاء ما يحدث في مخيم نهر البارد خاصة ما يتعلق بالأوضاع الإنسانية، ولقد أسهمنا مع الأممالمتحدة فى تقديم معونات إغاثة ومساعدات إنسانية لأهالي المخيم موضحا أن الاتحاد الأوروبى قد أدان الأعمال الإرهابية الموجهة الى الجيش اللبنانى . و فيما يتعلق بتفعيل مبادرة السلام العربية، أشار سولانا إلى أهمية الاجتماع الذى عقد فى بروكسل مؤخرا بين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ونظرائهم العرب الأعضاء فى اللجنة الوزارية العربية المعنية بتفعيل مبادرة السلام العربية، ووصف ذلك الاجتماع بأنه كان بناءً للغاية. و ردا على سؤال حول ما اذا كان الاتحاد الأوروبى سيجدد وجود مراقبين له عند معبر رفح الفلسطيني وعن مطلب اسرائيل بتوسيع صلاحيات المراقبين لتشمل منع التهريب، أجاب سولانا بأن هناك مناقشات مع الجانب الاسرائيلى حول وجودنا فى رفح خاصة مع انتهاء الفترة الأولى لوجودنا عند المعبر فى وقت لاحق من الشهر الحالى، وقد طلب كلا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منا الاستمرار فى مهمتنا وقد وافقنا على ذلك ولكننا نريد أن نؤدي المهمة بطريقة أكثر فاعلية وخاصة فيما يتعلق بمسألة فتح وغلق المعبر موضحا أنه ليس للمراقبين الأوروبيين أية مسئولية عن فتح أو غلق المعبر وأضاف سولانا انه حصل على تأكيدات من مصر والأطراف المعنية أن يبذل كل طرف قصارى جهده لتسهيل الحركة حول معبر رفح وهو ما أكده الرئيس مبارك اليوم.
وكانت الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أعطت الاثنين موافقتها المبدئية على تمديد مهمة المراقبين الدوليين على معبر رفح، المنفذ الوحيد لقطاع غزة إلى الخارج. والجدير بالذكر أن بعثة الاتحاد الأوروبي التي تعد منذ نوفمبر 2005 حوالى 70 شرطيا أوروبيا, تتولى بالتعاون مع مسئولين فلسطينيين وإسرائيليين مراقبة حركة تنقل الأشخاص ونقل البضائع. ومنذ اسر جندي إسرائيلي على أيدي مجموعات فلسطينية في يونيو 2006، لم يعد يفتح هذا المعبر الا نادرا و بطلب من الإسرائيليين الذين يعتبرون أن فتحه ينطوي على مخاطر.
وحول موقف الاتحاد الأوروبي من تقسيم الضفة الغربية إلى "كانتونات" وفقا لتقرير البنك الدولي ومدى تأثير ذلك على إقامة دولة فلسطينية يتوفر لها فرصة البقاء، أكد خافيير سولانا أن الاتحاد الاوروبى ومصر والدول العربية تسعى لحل مشكلة الشرق الأوسط عن طريق إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة إلى جانب الدولة الإسرائيلية وان الاتحاد الاوروبى يساند إقامة دولة فلسطينية الى جانب حل مشكلة المستوطنات وكذلك المشاكل المتعلقة بالطرق والانتقالات للدولة الفلسطينية و بما يسهم فى إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة فعليا وهى أمور يجب أن تكون محل موافقة من جانب كافة الإطراف المعنية.
وتأتى هذه المباحثات فى إطار جولته بالمنطقة حيث يلتقي غداً الخميس بالرئيس الفلسطيني عباس ابو مازن و المسئولين الإسرائيليين.. وكان منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي قد زار بيروت أمس الثلاثاء حيث بحث الأزمة التي يواجهها لبنان خلال اجتماعات عقدها مع كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة.