كشفت دراسة حديثة أن 63.1 من سكان قطاع غزة يعيشون تحت خط الفقر حسب معيار الأممالمتحدة، والذي يوازي دولارين للشخص الواحد يومياً. وذكرت الدراسة التي نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية الأربعاء أن معدلات الفقر في غزة أعلى منها في رواندا، حيث يعيش 60 بالمئة من السكان تحت خط الفقر. أما في الضفة الغربية، فيعيش 45 بالمئة من السكان تحت خط الفقر. ووجدت الدراسة أيضاً أن العائلة الفلسطينية تتكون في المتوسط من 6.4 فرداً تبلغ تكاليف معيشتهم في المتوسط 835 دولاراً، مقارنة بالعائلة الإسرائيلية التي تتكون من 3.7 فرداً تبلغ تكاليف معيشتهم 2683 دولاراً. وتنفق العائلة الفلسطينية 47.2 بالمئة من دخلها على المنتجات الغذائية، و4.8 بالمئة فقط على الدواء والتعليم. أما العائلة الإسرائيلية فتنفق 16 بالمئة على الطعام. ووجدت الدراسة أن 206 ألفاً من الفلسطينيين عاطلون عن العمل، مما يشكل 23.6 بالمئة من الفلسطينيين الذين يشكلون قوة العمل (العاملين أو الباحثين عن عمل). ووفقاً للدراسة فإن 67 بالمئة من العائلات الفلسطينية تقول إنها بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بينما لا يتلقى إلا 29.4 بالمئة منها مثل هذه المساعدات التي تأتي في العادة على شكل حزم غذائية. ونقلت الصحيفة عن إريت روزنبلوم مديرة منظمة العائلة الجديدة قولها: "ترسم نتائج الدراسة صورة قاتمة لوضع العائلة الفلسطينية، فالعائلة الفلسطينية المتوسطة لا تستطيع أن تعيش حياة كريمة، ونحن نجلس حالياً على ديناميت يرجح أن ينفجر بشكل كامل". 200 ألف يهتفون ضد الفقر على صعيد متصل، شارك أكثر من 200 ألف طالب من اللاجئين في كافة مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الاونروا” في قطاع غزة في احتفالات جرت لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفقر. وهتف آلاف الأطفال، خلال الاحتفال الذي جرى في مدرسة البنات الاعدادية للاجئين في مخيم جباليا شمال القطاع، ضد الفقر وسط أناشيد باللغتين العربية والانجليزية. ورسم أطفال المخيمات لوحات جدارية متواصلة طولها أكثر من 100 متر علقت على جدران المدرسة تصف رؤية الأطفال لليوم العالمي للوقوف ضد الفقر. من جهته أكد جون جينج مدير عمليات “الاونروا” في غزة ان عشرات آلاف الأطفال الفقراء يأتون الى مدارس الاونروا كل يوم جوعى بسب فقرهم، موضحاً ان أطفال اللاجئين يوجهون اليوم رسالة للعالم بأن يتعاملوا بإيجابية مع ما يحدث في القطاع. وقال ان أكثر من 80 في المائة من سكان مخيمات القطاع يعيشون تحت خط الفقر، مشيراً إلى ان الأطفال هم الفئة الرئيسية التي تدفع ثمن تدهور الأوضاع المعيشية والإنسانية. مطالبة برفع الحصار عن غزة من جهة أخرى، استنكر مركز الميزان لحقوق الإنسان ومقره في غزة تصعيد قوات الاحتلال الاسرائيلي لحصارها على قطاع غزة، مؤكدا أن استمراره يمثل شكلا من أشكال العقوبات الجماعية، التي بدورها تمثل انتهاكا جسيما لقواعد القانون الدولي ومبادئ حقوق الانسان. وشدد المركز، في بيان بمناسبة اليوم العالمي للفقر، على ضرورة أن يتحرك المجتمع الدولي لرفع الحصار المفروض على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولا سيما على قطاع غزة، وإتاحة حرية الحركة والتنقل لأفراد والبضائع من وإلى قطاع غزة كجزء من واجبه القانوني والأخلاقي. وفي الوقت الذي دعا فيه المركز النداء العالمي لمكافحة الفقر وحملة الألفية للأمم المتحدة إلى العمل على مناهضة الحصار المفروض على قطاع غزة كجزء من الحملة لمناهضة الفقر، فإنه طالب حركة حماس والحكومة المقالة بتحمل المسئولية ووقف الارتفاع غير المسبوق في أسعار السلع، ولا سيما وأن هذا الارتفاع يترافق مع حالة من الفقر المدقع لم يشهدها سكان القطاع منذ احتلاله في العام 1967، والعمل على ضمان استقرار أسعار السلع المتوفرة، ومنع احتكارها واستغلال حاجات السكان.