نقلا عن جريدة الاخبار30/8/07 رغم أننا نصف الولاياتالمتحدة بأنها أكبر قوة عسكرية في العالم، وأن أجهزتها الأمنية الداخلية تتمتع بإمكانات وأسلحة وتقنية عالية في فرض الأمن في طول البلاد وعرضها، شمالها وجنوبها. إلاٌ أن المواطن الأمريكي لا يبدو آمنا ولا مطمئنا علي حياته، وأمواله، وسلامة أفراد أسرته! في آخر تقرير أصدره 'معهد الدراسات الدولية' في جنيف 28أغسطس الحالي عن الأسلحة النارية الخفيفة، قرأت بيانات وإحصائيات قد لا تخطر علي البال. والأمثلة علي ذلك كثيرة، ومتعددة من بين 875 مليون قطعة سلاح ناري خفيف، هناك 650مليون قطعة يحملها المواطنون المدنيون، في حين أن الباقي 225 مليونا تخصص للقوات العسكرية والأمنية .. علي مستوي العالم! المدير المسئول عن تقرير معهد الدراسات الدولية في جنيف كيث كراوس علق علي هذه الحقيقة قائلا:' إن عدد المدنيين الذين يحملون المسدسات وباقي الأسلحة النارية الخفيفة جاء أكبر بكثير جدا مما كنٌا نتصوره'. في الولاياتالمتحدةالأمريكية هناك90 قطعة سلاح ناري لكل 100 مواطن! وهو رقم مخيف ومن المحتمل جدا أن يرتفع عدد تلك الأسلحة تحت شعار:' مسدس لكل مواطن'! تخيلوا معي دولة لا تكتفي بأنها أكبر وأخطر قوة عسكرية وأمنية في العالم، وإنما تسمح لكل مواطن بحمل 'مسدس' في جيبه، وامتلاك 'رشٌاش' أوتوماتيكي داخل منزله، ويستطيع أن يشهره ويفرغ رصاصاته في كل من يقترب منه بزعم أنه كان ينوي الاعتداء عليه أو سرقته! ويضيف التقرير قائلا: 'إن المواطنين الأمريكيين يحملون وحدهم 270 مليون قطعة من الأسلحة النارية، في حين أن نصيب سكان الدول الأخري الموزعة علي قارات الدنيا الخمس من تلك الأسلحة لا يزيد مجموعها علي 600مليون قطعة سلاح.. فقط! والمفاجأة الثانية نقلا عن تقرير معهد الدراسات الدولية في جنيف أن الشعب الأمريكي يشتري 4.5مليون مسدس سنويا، أي أكثر من نصف إجمالي الإنتاج السنوي البالغ 8 ملايين مسدس! حرصت علي معرفة نسبة انتشار الأسلحة النارية في بعض دول العالم الأخري، وكم ذهلت عندما قرأت أن ثاني دولة بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية في انتشار تلك الأسلحة في أيدي المواطنين كانت: جمهورية 'اليمن السعيد'! فإذا كانت هناك 90 قطعة سلاح ناري في أيدي كل 100 مواطن أمريكي، والأغرب والأدهش والأعجب أن التقرير السويسري الصادر عن معهد الدراسات الدولية في جنيف يؤكد أن هناك 61 قطعة سلاح ناري مسدس، أو رشٌاش لكل 100 مواطن يمني! القائمة طويلة.. فالهند تمتلك ترسانة مخيفة من الأسلحة في أيدي المواطنين المدنيين، يقدر عددها ب 46مليون قطعة، لا علاقة ولا صلة للجيش أو الشرطة بها! وبرغم هذا العدد المخيف إلاٌ أن الهند بسبب كثرة سكانها الذين تعدوا المليار نسمة تصنٌف بأن لديها 3 قطع سلاح فقط لكل 100مواطن هندي! في فنلندا هناك 56 قطعة سلاح لكل مائة فنلندي، و46 لكل100 مواطن في سويسرا، و39 للعراقيين، و38 للصرب، أما فرنسا وكندا والسويد والنمسا وألمانيا فهناك نحو30قطعة سلاح في أيدي كل100من مواطنيها. للأسف لم أجد فيما قرأته من التقرير نقلا عن وكالات الأنباء أي أرقام لعدد الأسلحة في أيدي المدنيين في الدول العربية ربما يرجع ذلك إلي تجاهل أجهزة الإعلام لهذه الدول . وربما يكون السبب أن أجهزة الإعلام الغربية اهتمت بخبر احتلال دولة 'اليمن السعيد' المرتبة التالية مباشرة بعد شعب 'الكاو بوي' الأمريكي في ارتفاع عدد المدنيين الذين يحملون الأسلحة النارية. واعتبرته كافيا لتأكيد أهمية، وقدرات، وأمجاد، وفتوحات، وانتصارات، الأمة العربية.. بدليل أن إحدي دولها الجمهورية اليمنية أصبحت المنافس الوحيد لأقوي دولة في العالم، وسبقت في ذلك معظم دول العالم الكبري.بما فيها فرنسا وروسيا والصين والهند وألمانيا وبريطانيا! ماذا نريد نحن العرب أكثر من هذا التكريم، والاعتراف بقوتنا وقدراتنا وتعاملنا علي قدم 'المسدسات' و 'الرشاشات' مع الولاياتالمتحدةالأمريكية.. بجلالة قدرها؟!