حينما وقف وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المهندس ياسر القاضى، ليعلن تدشين إطلاق خدمات الجيل الرابع أو الفور جى، رسميا مساء الخميس، كانت خلفه الاهرامات وأبوالهول. هذا أفضل مكان للاحتفال على الإطلاق، فأنت تعرض أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا الاتصالات، من أقدم وأشهر مكان فى العالم أجمع تقريبا. وأظن انه جرى التفكير فى أماكن أخرى منها قلعة صلاح الدين، لكن منطقة سفح الأهرامات هى التى فازت فى النهاية. رؤساء وقادة شركات المحمول الأربع العاملة بالسوق المصرية، وهى فودافون، أورنج، اتصالات، وأخيرا المصرية للاتصالات «WE»، وقفوا مع الوزير أيضا على مسرح الحفل، وانطلقت الألعاب النارية، وفى الخلفية مسرح الصوت والضوء «مع الأهرامات الثلاثة وأبوالهول»، كان المشهد فاتنا وساحرا. قطاع الاتصالات واحد من أكثر مصادر الدخل لمصر فى الفترة الاخيرة، وبدأ يستعيد لياقته التى وصلت للقمة قبل ثورة 25 يناير، وتعثر إلى حد ما مثل قطاعات كثيرة، لكنه كان الأسرع فى التعافى. استغرقنا وقتا طويلا حتى نصل إلى الفور جى، علما أن بلدانا كثيرة قطعت اشواطا أطول، وسبقتنا، ولكن كما يقول المثل «أن تأتى متأخرا خير من ألا تأتى أبدا». استغرقنا وقتا طويلا أيضا حتى نحسم أمر الرخصة الرابعة لشركة الاتصالات الوطنية. وتعرض المهندى محمد النواوى العضو المنتدب الاسبق للشركة لحملة ظالمة، قبل أكثر من عامين، وتهمته الوحيدة انه حارب محاولات سطوة وهيمنة بعض الشركات الأجنبية، لاحتكار السوق، ثم أثبت فى النهاية أنه كان على حق، وأن بعض من صدعونا عن الوطنية، كانوا سببا فى تأخير حصول الشركة الوطنية على رخصة التشغيل. وربما لو تم فتح النقاش أو التحقيق فى هذا الموضوع ودهاليز ما حدث فيه فربما نسمع مفاجآت كثيرة صادمة!!!. من حسن الحظ أن هذه السياسة تغيرت، وأدركت الدولة أن هناك من حاول تعطيل المصالح الوطنية لمصلحة شركة فرنسية أو أخرى بريطانية على حساب مصالح بلده. فى هذا الوقت جاء المهندس ياسر القاضى وزيرا، وبدأنا سياسة مختلفة، كان من نتيجتها أن الامور بدأت تسير فى الطريق الصحيح. نعود إلى الحفل والأجواء الساحرة التى صاحبته، حيث شهد حضورا وزاريا متميزا، من طارق قابيل وزير الصناعة، ومحمد سعفان وزير القوى العاملة، والدكتور خالد فهمى وزير البيئة، والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط، والدكتور عبدالمنعم البنا، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، وأشرف الشرقاوى، وزير قطاع الأعمال، وهشام عرفات وزير النقل، وغادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى، وزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم، ووزير الطيران المدنى شريف فتحى، وطارق شوقى وزير التربية والتعليم واللواء محمد امين. كما حضر عدد كبير من رؤساء تحرير الصحف والكتاب وكبار الإعلاميين ومحررى قطاع الاتصالات، والعديد من الشخصيات العامة خصوصا المرتبطين بقطاع تكنولوجيا الاتصالات. فى كلمته شكر الوزير رئيس الجمهورية قائلا إنه قدم دعما غير محدود للقطاع، إن إطلاق خدمات الحيل الرابع سيساهم فى تطوير كفاءة الخدمات الحكومية وقطاع الأعمال وتحقيق التواصل مع إنترنت الأشياء وخدمات الحوسبة السحابية. وكشف القاضى، عن استهداف الوزارة، الحفاظ على مصر كممر رئيسى لمسار الكابلات البحرية، وإنه سيتم الانتهاء من تحسين ورفع قدرة المسارات الأرضية التى تربط مصر بالدول المجاورة، وتحسين ودعم التوسعات الدولية فى أفريقيا عن طريق بناء كابل بحرى يربط الساحل الشرقى الإفريقى بأوروبا بنهاية العام الحالى لتقديم الخدمات المختلفة. كل ما نتمناه أن يشعر جميع المواطنين بهذه التكنولوجيا الجديدة، وأن يستفيدوا منها فعلا. وكنت أتمنى أن يتم تأجيل قرار رفع أسعار كروت الشحن، حتى لا يتزامن مع الحفل، ولا أعرف الحكمة من هذا التزامن الغريب. عمومًا مبروك إطلاق خدمات الجيل، وفى انتظار أن نلحق بالعالم المتقدم فى هذه التكنولوجيا التى تتطور كل ثانية وليس دقيقة.