اعتبر الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي النواة الحقيقية للإرهاب هى " الفقر والحرمان ، والتهميش الذي عانت منه كثيرا من قطاعات المجتمع التونسى والتحريض الديني ، الذي تمارسه بعض الفضائيات والقنوات التلفزيونية منذ سنوات طويلة ، وهي لا تبرز من الإسلام سوى الوجه أو الجانب الأكثر تشددا وتزمتا". جاء ذلك ردا على تصريحات مفتي تونس الجديد الذي اتهم فيها الرمز الوطني الراحل (الحبيب بورقيبة) ، بأنه ساهم في تشجيع الإرهاب بارائه. واشار المرزوقي ، في حوار مع جريدة الوطن "القطرية" إلى ملف الإرهاب الذي يلقي بظلاله القاتمة على المشهد الوطني التونسي وقراءته لخبر التفجير الإنتحاري الذي جد مؤخرا في مدينة سوسة. وقال المرزوقي "عندما أتذكر هذا الشاب الذي لا يتجاوز عمره الثمانية عشر عاما, اتساءل ما هو الطريق الذي أدى به إلى هذه الموتة البشعة , وهو يعتقد أنه يدافع عن قضايا نبيلة ، أو قضايا إنسانية ، فما الذي وقع حتى نصل إلى هذا الموت والذي أعتبر أنه موتا عبثيا. وتابع المرزوقي "إن هؤلاء لا يشتغلون إلا لمصلحة فئة قاتلة, وهذه الفكرة الأولى" ، وأشار إلى أنه "كلما أقتربنا من حل سياسي إلا ونفاجأ بعملية إرهابية ، الأمر الذي يعني أن هناك مخططا ، وهناك قوة شريرة تستخدم هؤلاء الشباب المساكين". يأتى ذلك فى الوقت التى تلقى فيه وحدات الحرس الوطني بتونس القبض على عشرين عنصرا متورطا في الأحداث الإرهابية الأخيرة التي شهدتها معتمدية سيدي علي بن عون من ولاية سيدي بوزيدالتونسية. وجدد الرئيس التونسي تشبثه بموقفه حول ضرورة اطلاق سراح الرئيس المصري المعزول محمد مرسي معتبرا في الآن ذاته أن هذه المسألة تعتبر تونسية مصرية . وحول مطالبه بالإفراج عن الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في الوقت الذي قامت تونس بتسليم البغدادي المحمودي للسلطات الليبية قال أولا, لم أكن أنا الذي سلمت البغدادي المحمودي, والجميع يعلم أنه قد صارت أزمة كبرى بيني وبين السيد رئيس الحكومة, وقد أعلنت آنذاك رفضي لهذا التسليم, واعتبرته غير مقبول لا أخلاقيا ولا سياسيا بل ورفعت شكوى للمحكمة الإدارية التونسية فيما يختص بقضية تنازع القرار والمحكمة قد اعطتني الحق وأنه ما كان يجب على رئيس الحكومة التونسية تسليم البغدادي المحمودي, ضد رغبة رئيس الجمهورية". وعن الحوار الوطني قال المرزوقي "أن القانون الذي ينظم السلطات يقول إن المجلس التاسيسي فقط هو الذي يقيل رئيس الجمهورية وبالتالي فليس هناك أي تنازعات وأنا قلت وما زلت أردد, بأنني لن اسلم السلطة إلا لرئيس منتخب شرعي ومع عدا ذلك فأنا مستمر لأن الشرعية معي ولا اعتقد أن المجلس التأسيسي لن يذهب في أي عمل من هذا النوع ومؤسسة رئاسة الدولة شرعية وهذا كلام مفروغ منه". وفي ختام اللقاء أجاب المرزوقي عن التساؤلات التي يرددها الكثيرون في تونس حول أسباب قبوله بمنصب الرئيس المنزوع من الصلاحيات وهو ما يؤثر على شعبيته وقال- أنا الآن في خدمة الوطن, وقد سبق وخدمت هذا الوطن كمثقف وكمناضل لحقوق الإنسان وفرصة الآن أن أخدمه في هذا الموقع السياسي والقول بأنه منزوع الصلاحيات فهو مردود على أصحابه فأنا في مكان تتخذ فيه كل القرارات المصيرية والهامة في البلاد".