لم يتوقع أحمد ان يثير القرار التاريخي للاتحاد الدولي للفلك بتجريد بلوتو من صفة الكوكب وشطب عضويته من المجموعة الشمسية هذا الجدل واسع النطاق علي المستوي العالمي ليس فقط بين علماء الفلك ولكن ايضا بين جمهور العامة وهواة الفلك الذين تظاهروا مؤيدين لشرعية نسب بلوتو لمجموعتهم الشمسية والتي درجوا عليها منذ اكتشافه في عام .1930 جاء قرار الاتحاد بناء علي اكتشاف 22 جسماً جديداً داخل المجموعة الشمسية تماثل بلوتو في الخصائص الطبيعية وتفوقه في الحجم مما طرح أمرين للخيار أمام العلماء وهما إما استبعاد بلوتو من المجموعة الشمسية أو الابقاء عليه مع الاعتراف بالاجسام ال22 المكتشفة حديثا وبهذا يصبح عدد كواكب المجموعة الشمسية 31 كوكباً بالاضافة إلي ماسيتم اكتشافه مستقبلا مع تطور الاجهزة والتقنيات الحديثة. دعا الاتحاد الدولي للفلك بعد اصداره لهذا القرار في اغسطس الماضي إلي سحب بلوتو من الكتب والمناهج الدراسية والمراجع الجامعية والموسوعات العلمية التي ظل يدرس فيها منذ عام 1962 علي انه آخر واصغر كواكب المجموعة الشمسية وفي الوقت ذاته تعرض لحملة ضغط بدأت منذ اتخاذ القرار ولم تخمد حتي الآن من بعض العلماء المعارضين لقراره.. ومطالبين بإعادة الاعتبار للكوكب التاسع أو الوصول إلي حالة توافق عالمية حول ماهية الكواكب وحسم الجدل حولها خاصة بالنسبة لبلوتو. أوضح الدكتور أحمد عبدالهادي عبدالعظيم. استاذ فيزياء الشمس بقسم الفلك والارصاد الجوية بكلية العلوم بجامعة القاهرة. والذي مثل مصر في اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للفلك الذي عقد في مدينة براغ التشيكية أن قرار الاتحاد باستبعاد بلوتو من المجموعة الشمسية ليصبح عدد كواكبها ثمانية بدلا من تسعة يعد خطوة تاريخية ستحدث انقلابا في علم الفلك. اضاف أن هذا القرار أحدث انقساما في رأي العلماء حول عدد كواكب المجموعة الشمسية نتيجة للجدل فيما بينهم بخصوص التعريف العلمي للكوكب.. مشيراً إلي ان هناك العديد من العوامل التي اعطت لبلوتو وصفا شاذاً في المجموعة الشمسية ورجحت خيار عدم الابقاء عليه ككوكب مما جعل معظم الدول الاعضاء في الاتحاد البالغ عددها 24 دولة من بينها مصر وتونس والسعودية تؤيد القرار وذلك قبل قبول لبنان وكوستاريكا وتايلاند مؤخراً كأعضاء في الاتحاد. أشار إلي أن بعض هذه العوامل تمثلت في عدم ثبات مداره وتقاطعه مع مدار كوكب نبتون الذي يسبقه في الترتيب ويفوقه في الحجم إلي جانب صغر كتلته الحجرية وسطحه الجليدي.. مشيراً إلي ان بلوتو يعد الكوكب الوحيد الذي لم تهبط علي سطحه حتي الآن أي سفينة فضاء رغم اطلاق أول سفينة متجهة لبلوتو لاكتشاف خواصه في عام 2003 اطلق عليها اسم "حجر رشيد" وذلك في اطار برنامج فضائي دولي أمريكي أوروبي بهدف فك شفرة الحياة علي الارض ومن المقدر ان تصل بعد ذلك لحزام المذنبات الذي يضم المليارات منها ويقع فيما بعد بلوتو مما سيعيد هذا الجسم السماوي لدائرة الضوء مرة أخري. وبالنسبة لأراء علماء الفلك في العالم فقد اختلفت داخل أكبر صرح فلكي علمي في مصر بين مؤيد ومعارض فمن جانبه أكد الدكتور عبدالفتاح جلال. أستاذ الفلك المتفرغ بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية والرئيس السابق للمعهد. أن علماء الفلك في العالم يسعون إلي التوصل لتعريف محدد للكوكب مما يسهل البحث عن كواكب أخري خارج المجموعة الشمسية لاسيما إذا كان الكوكب يماثل كوكب الأرض وتعيش عليه كائنات ذكية.. موضحا أن احتمالات وجود كوكب يشبه كوكب الأرض تماما في الظروف المناخية والبيئية تعد ضئيلة. اضاف إنه في اطار اتجاهات علماء الفلك الاستراتيجية للسعي الدائم للبحث عن كواكب جديدة فإن هناك إنقساماً في رأي العلماء حول عدد كواكب المجموعة الشمسية نتيجة للجدل الدائر بينهم بخصوص التعريف العلمي للكوكب.