نقلا عن الاهرام20/12/07 تكدس في شاحنات التصدير.. هكذا كان المشهد, واستمر خلال خمسة أيام ماضية, في ميناء نويبع, حيث توقف أكثر من600 شاحنة خارج أرصفة الميناء بينما افترش سائقوها أرصفة الميناء والطرق المؤدية إليها.. لكن أزمة التكدس تبدو في طريقها للحل, بعد أن تم التغلب علي أسبابها. بعض السائقين أرجع الأزمة المتكررة لتكدس الشاحنات إلي عدم توفير شركة الجسر العربي عبارات إضافية لمواجهة الزيادة في أعداد الشاحنات باعتبارها الشركة الوحيدة صاحبة التوكيل الملاحي علي خط العقبة نويبع التي لديها ثلاث عبارات هي( بلاك إيرث بيان شهرزاد) واستقدمت عبارة إضافية هي السلام98 من يوم الجمعة الماضي, وتقوم كل عبارة بنقل مايقرب من55 شاحنة في المرة الواحدة إلي ميناء العقبة. لكن مع تزايد أعداد الشاحنات والبرادات عجزت العبارات عن استيعاب هذه الزيادة, وفي الوقت نفسه أرجع مسئولو ميناء نويبع أسباب التكدس إلي عدم استيعاب الميناء كل هذا العدد من الشاحنات وعدم حجز أصحابها في التوكيل الملاحي بميعاد محدد لوقت المغادرة قبل إرسال الشاحنات بالإضافة إلي أن ميناء العقبة لا يوجد به سوي رصيف واحد فقط لا يستوعب غير عبارة واحدة فقط. يقول سماح العلي( سائق شاحنة من الأردن) نحن نقوم بتحميل صادرات مختلفة من الحاصلات الزراعية وننتظر خارج الميناء منذ أيام انتظارا لدخولنا إلي العبارة التي ستنقلنا إلي العقبة وأنا مهدد بتلف البضاعة التي أحملها وأريد أن تتدخل الدولة لانقاذ بضائعنا التي تقدر بآلاف الدولارات وانقاذ سمعة الصادرات المصرية. في الوقت نفسه يقول محمد عادل من حلب بسوريا إنه يقف خارج الميناء منذ ثلاثة أيام بسبب عدم وجود عبارة تقله إلي العقبة بالإضافة إلي أنه دفع800 دولار رسوما مقابل نقله بالعبارة ولا يري أي خدمات تقدم في مقابل هذا المبلغ. بينما يقول زكريا ناصر( من الأردن) إنه يقف خارج الميناء منذ خمسة أيام بسبب عدم وجود عبارات كافية لدي شركات الجسر العربي كما لا يوجد فندق للمبيت فيه ويضطر للمبيت بالشاحنة. ومن جهته يقول يوسف حمدان( من الأردن) إن سلطات الميناء فرضت عليهم عدم ملء تانك الديزل بأكثر من الربع قبل خروجه من ميناء نويبع وإذا وجد مسئولو الميناء شاحنة بها أكثر من ربع التانك يتم تفريغه داخل الميناء من الديزل بالإضافة إلي أن الخدمات علي العبارات سيئة جدا. في السياق نفسه يشير يوسف عبدالحميد( سائق براد من الأردن) إلي عدم وجود شروط للسلامة العامة بالعبارات وافتقار الميناء إلي الخدمات العامة مثل وجود فندق للاستراحة به أو دورات مياه في مقابل ما يدفعه من رسوم تصل إلي1000 دولار مقابل نقله إلي العقبة. ويضيف سامي عبدالهادي( من سوريا) أن تأخيرهم في السفر للعقبة سيؤدي إلي فساد السلع الغذائية التي يتم تصديرها من مصر إلي الدول العربية. لا يتحدث مع الصحفيين! في أثناء وجودنا في ميناء نويبع لمعرفة أسباب تكدس الشاحنات في الأيام الماضية أمام الميناء حاولنا الوصول إلي رئيس الميناء محمد الفار وقمت بالاتصال به وبالفعل اتصلت به وتحدث لي في ثورة كبيرة نافيا وجود أي أزمة أو مشكلة لديه في الميناء ورفض إعطائي أي معلومات عن الميناء أو ما يتعلق بتكدس الشاحنات بحجة أنه لا يتحدث للصحفيين. وفي المقابل أكد أحد مسئولي الميناء أنه بالفعل شهد الميناء أزمة لتكدس أعداد كبيرة من الشاحنات خارج الميناء ووصول أكثر من700 شاحنة إلي ميناء نويبع في اليوم الواحد وأن التأخير الذي حدث في عدم عبورهم إلي ميناء العقبة كان بسبب تزامن موسم الحج مع موسم التصدير الحالي وتم التغلب علي ذلك باستئجار شركة الجسر العربي لعبارة إضافية هي السلام98 وتم نقل أكثر من130 شاحنة في اليوم الواحد. ويشير العربي الحسيني إسماعيل رئيس مدينة نويبع إلي أن موسم الأعياد دائما ما يشهد تكدسا في الميناء وحضور العديد من الشاحنات إلي الميناء بدون حجز مكان لها علي العبارات مما يترتب عليه انتظار الشاحنات خارج الميناء حتي يأتي ميعاد نقلهم إلي العقبة. ويضيف رئيس مدينة نويبع قائلا إنه تم تحديد كمية السولار لكل شاحنة بنسبة15% من السعة المخصصة لكل شاحنة لأن السولار لدينا مدعم ويتحايل السائقون علي ذلك بتحميل كميات كبيرة في الشاحنات لدي خروجها من الميناء كما نقوم بإعطائهم مايكفي لعبورهم إلي العقبة. التوسعات.. والحجاج: يضيف أنه لمواجهة الزيادة في أعداد المسافرين من ميناء نويبع وزيادة أعداد الشاحنات تم تخصيص40 ألف متر لشركة الجسر العربي لإنشاء موقف للشاحنات منذ ستة أشهر وتم اعطاؤهم مهلة شهرين, من الأن للانتهاء من استكمال الإنشاءات المخصصة لهذا الموقف سواء إنشاء فندق ومنطقة خدمات متكاملة أو إنشاء مخارج كهرباء للبرادات لكي لا تتلف البضائع المحملة بها. وهذا الموقف بطاقة400 شاحنة في اليوم, وبالإضافة إلي توسعات الميناء ذاته تم تخصيص160 ألف متر لتوسيع الميناء خلال8 أشهر لزيادة عدد الأرصفة بها وتفعيل حركة السياحة العربية من خلال ميناء نويبع بالتنسيق مع وزارة السياحة. ويشير رئيس مدينة نويبع إلي أن المدينة استعدت لاستقبال الحجاج هذا العام بتجهيز أتوبيسات لنقلهم إلي محافظاتهم بالإضافة إلي توفير380 سيارة نقل الحجاج وحمولاتهم بالإضافة إلي سيارات الرحلات والأجرة لا يمكث أي حاج في الميناء أكثر من الوقت المخصص لإنهاء الإجراءات له, بالإضافة إلي تفعيل الحجر الصحي بالميناء وإنشاء3 صيدليات لخدمة الميناء وافتتاح وحدتين للغسيل الكلوي لخدمة المرضي المسافرين بتكلفة600 ألف جنيه. طريق نخل الخطر: في أثناء توجهنا إلي مدينة نويبع والعودة منها شاهدنا أن الطريق الأوسط بسيناء المسمي بطريق نخل لا يتمتع بأي خدمات علي الإطلاق لدرجة أننا شاهدنا العديد من السيارات تقف علي الطريق بسبب الأعطال ولا تجد أي إغاثة لها, بالإضافة إلي اختفاء اللوحات الارشادية بطول330 كيلو مترا سوي القليل منها كل مائة كيلو متر, وفي هذا السياق يؤكد الدكتور مجدي صلاح أستاذ الطرق والمرور بكلية الهندسة جامعة القاهرة أن طريق نخل هو من أهم الطرق لتنمية سيناء وهو يفتقد للعلامات الإرشادية التي يتم سرقتها باستمرار من جانبي الطريق. الى مزيد من التحقيقات