فنان مصري "يحيى يحيى حسن شاهين" بجزيرة ميت عقبة بمحافظة الجيزة حصل على دبلوم الفنون التطبيقية تخصص نسيج عام 1933م .. عمل لفترة موظفاً في المحلة كانت الموهبة الفنية .. لديه تبدو منذ صغره حيث ترأس فريق التمثيل بالمدرسة وحصل على بكالوريوس في هندسة النسيج وتم تعيينه في شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة المكبرى إلا أن طموحه الفني ورغبته في أن يكون أحد نجوم الفن في مصر دفعته لعدم تنفيذ التعيين. بدايته دفعه ولعه بالتمثيل لعدم الالتحاق بالعمل لينضم إلى جمعية "هواة التمثيل" حيث التقى بأستاذه بشارة واكيم والذي كان مديرا للمسرح في دار الأوبرا الملكية وقد أعجب بموهبة يحيى شاهين واقترح عليه أن يتقدم للفرقه القومية للتمثيل التي تطلب وجوها شابة غير أن فرص التمثيل على المسرح لم تتحقق لموسم كامل إلى أن عرف أن الممثله فاطمه رشدي تؤسس فرقه جديده وأنها بحاجه إلى وجه جديد فتقدم بالأداء وأعجبت جدا بتمثيله فاختارته لدور الفتى الأول في فرقتها خليفة لفتاها الأول أحمد علام الذي انضم إلى الفرقه القومية التي قد تركها يحيى شاهين. يحيى شاهين وكوكب الشرق لم يصدق هذا الممثل نفسه فكيف يقوم ببطولة أمام عملاقة بحجم أم كلثوم لكنها قررت أن تساعده على تخطى هذا الحاجز النفسى وحرصت على أن تتناول معه وجبات الغداء والإفطار يوميًا وذات مرة سألته عن أجره فقال أنه تقاضى 150 جنيها الأمر الذى أغضبها كثيرًا فطلبت المنتج وأكدت له أنه لو لم يتقاضى نفس أجر حسين صدقى الذى يقدر ب600 جنيه ستنسحب من العمل فخضع لها المنتج وظل جميلها محفورًا فى ذاكرة يحيى شاهين، الذى لم يقبل بعدها يومًا أن يتخاذل أو يتساهل فى حقوقه. ومن بعد "سلامة" قدم يحيى شاهين الكثير من الأعمال التى تعد من كلاسيكيات السينما المصرية. أدوار مسرحية وسينمائية أدي أدوارا أولي في مسرحيات مجنون ليلى وروميو وجولييت وختم حياته المسرحية بمسرحية "مرتفعات ويزرينج" ليبدأ مسيرته السينمائية التي كان لها نصيب الأسد في مشواره الفني وكان أول ظهور له في فيلم "لو كنت غني بدور هامشي" تمكن الفنان "يحيي شاهين" بفضل موهبته الصادقة أن يصبح واحدًا من كبار رجال الفن السينمائي المصري والعربي كما برع في أداء الأعمال الدينية والتاريخية، منها "فجر الإسلام" و"بلال مؤذن الرسول" و"رسول الإنسانية". من أبرز أعماله السينمائية "مذبحة الشرفاء" و"دموع صاحبة الجلالة" و"الإخوة الأعداء" و"شئ من العذاب" و"شئ من الخوف" و"رجل وامرأتان" و"لا أنام" و"جعلوني مجرما" و"سيدة القطار" و"محطة الأنس" كما قدم عدد من الأدوار التلفزيونية المتميزة منها "ومازال النيل يجري" و"الأب العادل" و"القضاء في الإسلام" و"أولاد ضرغام" و"الأيام" و"شارع المواردي" تجسيده لشخصية "السيد أحمد عبد الجواد" لثلاثية نجيب محفوظ "سي السيد" صار الاسم مضربا للأمثال وتعبيرا متداولا خاصة لدي المرأة التي تسخر من تبعية زوجته أمينة له كما أن هذه الشخصية واحدة من أجمل الشخصيات التي أبدعها أديب نوبل "نجيب محفوظ" في ثلاثيته الشهيرة وقدم هذا الدور الممتد على مدار ثلاثة أجزاء في أفلام "بين القصرين" ثم "قصر الشوق" ثم "السكرية" . https://
ومن المفارقات أن شاهين كان جارا لنجيب محفوظ وكان شاهين يلقي عليه التحية في الصباح الباكر كل يوم باعتبار شاهين هو "سي السيد" وكان الفنان محمود مرسي قد جسد شخصية "سي السيد" في مسلسل تليفزيوني وسألته أيهما أدي الدور أقوي فقال لي مرسي بالطبع يحيي شاهين فأنا كنت أبحث عن مفردات وملامح الدور قبل تجسيدة .. أما يحيي شاهين فكأنما الشخصية هي التي ذهبت إليه وكأنها مكتوبة خصيصا له وظلت "قماشة" شاهين الدرامية واسعة وظل مطلوبا إلى آخر يوم في عمره وكان لديه كبرياء بإبداعه. يحيى شاهين فقد ابنته بسبب زوجتة المجرية لم يكن أبدا يوما يحيى شاهين "السيد أحمد عبد الجواد" الشهير ب "سي السيد" ولكنه كان يحيى شاهين الشخصية الإنسانية الراقية حيث قادته رومانسيته إلى البحث دائما عن الحبيبة وليست مجرد زوجة. كان يحيى شاهين يبحث عن الحب وليس عن المرأة المصرية التي تتوافق العادات والتقاليد التي تربى عليها وكان دائم البحث عن الحب إلى أن تعرف على سيدة مجرية تكبره بعدة سنوات عاش معها قصة حب غير عادية قادته للزواج منها وأنجبا طفلتين ولكن بعد 6 سنوات اكتشف شاهين أن الحياة بينهما مستحيلة نتيجة خلافات كثيرة وتم الانفصال. لم يستطع هنا "سي السيد" استعادة ابنتيه بعد أن هربت بهما الأم إلى بلدها المجر وحرمته من رؤيتهما وتسبب ذلك في أن يعيش مكتئبا لفترة طويلة حتى قرر الخروج من عزلته وطلب من أقاربه أن يجدوا له عروسا أخرى تناسبه وتتفهم طبيعة عمله كفنان، وبالفعل وقع الاختيار على مشيرة عبدالمنعم وتزوجا وأنجبا ابنة وحيدة تدعى داليا وكان في سن كبير وعاشا معا حتى وفاته . جوائز وأوسمة حصل يحيي شاهين على العديد الجوائز والأوسمة خلال مشواره الفني عن عدة أعمال كما حصل على الجائزة التقديرية الذهبية من جمعية كتاب ونقاد السينما المصرية ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى كمهندس تطبيقي عام 1980 بالإضافة إلى شهادة تقدير من مهرجان القاهرة الدولي عام 1987م وجائزة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1989م وجائزة غرف السينما عام 1989م وأيضا وسام الجمهورية من الطبقة الثالثة من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. رحيل قبل رحيله رأى له الدكتور إبراهيم بسيونى شقيق الإعلامى أمين بسيونى رؤية غريبة على الرغم من عدم معرفتهما ببعضهما البعض واتصل إبراهيم بيحيى شاهين كى يبلغه بها حيث رأى أناس يتجمعون حول شخص هو النبى سليمان وعندما اقترب وجده هو يحيى شاهين استغرب شاهين الرؤية وتحدث للشيخ متولى الشعراوى ليخبره بفحواها فأكد له أنها خير طالما به أحد أنبياء الله وبعدها بفترة وجيزة توفى الراحل يحيى شاهين بعد رحلة حياة عمرها 78 عاماً قضى منها 58 عاماً في محراب الفن قدم خلالها أعمالاً فنية رائدة أوضحت بصماته على صفحات الفن السينمائي.