في الثامن والعشرين من يوليو عام 1917 ولد يحيى يحيى حسن شاهين الشهير ب"يحيي شاهين" بإمبابة بحي ميت عقبه بمحافظة الجيزة، تلقى دراسته الابتدائية في مدرسة عابدين، واشترك في فريق التمثيل بالمدرسة، ثم تولى رئاسة الفريق. حصل على شهادة الدبلوم في الفنون التطبيقية قسم النسيج، ثم على بكالوريوس في هندسة النسيج، وعيّن في شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، لكن شغفه بالتمثيل وموهبته دفعاه إلى التأخر في تنفيذ قرار التعيين. بدأ "شاهين" مشواره الفني كهاوي عام 1942 بفرقة دار الأوبرا الملكية، كما انضم إلى الفرقة القومية للمسرح وقدّم عددًا من الأدوار المسرحية الثانوية، حتى رشحته كوكب الشرق "أم كلثوم" عام 1944 للقيام بدور البطولة أمامها من خلال فيلم "سلامة". ولم ينسى شاهين هذا الموقف لكوكب الشرق، حيث برع في الدور المكلف به، ليكون بمثابة البداية الحقيقية لمشواره مع الفن، ليتمكن بعدها بفضل موهبته الصادقة أن يصبح واحدًا من كِبار رجال الفن السينمائي المصري والعربي. ومن أبرز أعماله السينمائية، "شئ من العذاب" و"شئ من الخوف" و”لا أنام" و"جعلوني مجرمًا" و"سيدة القطار". تعد تلاثية نجيب محفوظ من أفضل ما قدّم يحي شاهين لجمهوره، حيث ارتبط في أذهان الكثيرين بشخصية "السيد أحمد عبد الجواد". قدّم عدد من الأدوار التلفزيونية المميزة منها "وما زال النيل يجري"، و"الأب العادل"، و"أولاد ضرغام"، و"الأيام"، و"شارع المواردي".
تزوج عام 1959 من سيدة مجرية، وأنجب منها بنتين ثم انفصلا بالطلاق عام 1965، وأخذت ابنتيها وسافرت بهما إلى المجر، مما أصابه حزن شديد وإحباط، فعاش فى عزلة لمدة عامين ثم عاد ليمارس عمله الفني من جديد. ثم طلب من أقاربه أن يجدوا له عروسًا أخرى تناسبه وتتفهم طبيعة عمله كفنان، وبالفعل وقع الاختيار على السيدة مشيرة عبدالمنعم، التي تزوجها بعد فترة خطوبة قصيرة، وتم عقد القران بشكل عائلي محدود، وأنجبا ابنة وحيدة تُدعى داليا وكان في سن كبير. شارك الفنان يحيي شاهين في الفيلم الإيطالي العالمي "ابن كليوباترا" عام 1965، كما شارك في الفيلم عدد من النجوم منهم الفنان شكرى سرحان، الذي لعب دورًا رئيسيًّا بالفيلم، وشاركه البطولة كل من حسن يوسف، ليلى فوزى، سميرة أحمد، ومعهم مارك دامون وأنولدو فوا، وإخراج فرديناندو بالدي. نال الراحل العديد من الجوائز والأوسمة خلال مشواره الفني عن أفلام "نساء في حياتي"، و"جعلوني مجرمًا"، و"ارحم دموعي"، و"ثلاثية نجيب محفوظ"، كما حصل على الجائزة التقديرية الذهبية من جمعية كتاب ونقاد السينما المصرية. بالإضافة إلى شهادة تقدير من مهرجان القاهرة الدولي عام 1987، وجائزة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1989، وجائزة غرف السينما عام 1989، وأيضًا وسام الجمهورية من الطبقة الثالثة من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وشهادة تقدير وتفوق للرواد السينمائيين عام 1993 من جريدة الأهرام المسائي. توفي في 18 مارس عام 1994 عن عمر يناهز 75 عامًا، قبل أن تتحقق أمنيته برؤية ابنته داليا التي أنجبها من زوجته الثانية مشيرة عبد المنعم عام 1980 في ثوب الزفاف.